• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : ومضة زينبيّة .
                          • الكاتب : كريم الانصاري .

ومضة زينبيّة

 هممتُ بيراعي تنميقَ مقالٍ كنت قد  حكتُ خيوطه الرئيسة ورسمتُ هياكله البسيطة  قبل أيّامٍ قليلة .. فعقدتُ العزم على تدوينه هذه الليلة وإذا بنداء الولاء لعقيلة الطالبيين زينب الكبرى يهزّ جوانحي ويضرب في أعماقي مؤاخذاً وفي فضاء أفكاري معاتباً :
أما آنَ لك أن تخطّ في العالمِة غير المعلَّمة ، في القلب الصبور واللسان الشكور ،  رواشحَ الانتماء ونتاج الاعتقاد ومعاني العشق في السادة الأسياد وخير العباد ؟! 
أما آنَ لك أن تكتب في التالية  تلو المعصوم ، في من شاطرت الحسين (ع) الوظائف والمهام والمصائب والآلام ولاسيّما في ذلك اليوم وهو أبو الأيّام ، في العاشر من محرّم الحرام ، في طفّ الخلود والملاحم العظام ؟!
 
أما آنَ لك أن تدوّن في من تسنّمت التدبير في ذلك الحال الرهيب والظرف العصيب ، فواصلت الدرب بألقٍ وشموخ منقطع النظير ، فجاءت بها رائعةً كما أوصاها المولى الشهيد في لحظات الوداع الأخير  .. تحرّكتْ بعقل الأولياء النجباء ، نطقت فكأنّها فرضت عن لسان أبيها سيّد البلغاء ، سكنت سكون العارفين الحكماء ، استشرفتْ فأخبرت أنّ الغد لنا فلايندرس ولايُمحى ذكرنا مهما أوغلتَ أيّها الضالّ المناوئ  في قتلنا وحصارنا وتشريدنا وترويعنا ، فنحن أُسّ الدين وأصل النهج المبين الذي جاء به سيّد الأنبياء والمرسلين محمّد الصادق الأمين ، والحجّة الظاهرة المستدلّ عليها بالبراهين العقليّة القاطعة ؟!
 
أما آنَ لك أن ترسم حروف الحقائق البنّاءة  في من ضربت سامق الأمثال الوضّاءة ، انموذج المرأة العالِمة الفقيهة المفسّرة  ، المؤمنة الجليلة الشاكرة ،  المهيبة الشجاعة المدبّرة ، العاقلة الرصينة المديرة ، البنت الزكيّة الطاهرة ،الأُخت الحنونة الناصرة ، الزوجة المخلصة  الصابرة  ، الأُمّ الشفيقة الباهرة ؟! 
 
نعم ، لن يهدأ لي بال ولن استقرّ وأستريح مادام قصوري في حقّ آل العصمة والطهارة (ع) قائماً يحثّ عقلي ويحفّز قلبي ويثير أفكاري نحو بلوغ المقصود ، فسأُبقي وجودي  - بعون القادر المنّان - لبّاً وفؤاداً وروحاً وضميراً يحلّق أبداً في الفضاء المنشود ، فضاء إثبات الحقّ المعهود،  مادام هناك عرقٌ ينبض ودمٌ يجري وحياةٌ تسري ، سأظلّ أبحث وأفحص وأُبعثر وأتمسّح وأحفر وأُراجع وأستقرئ وأُقارن وأُحلّل وأستنتج بما توفّر لي من الأداة العلمية والمؤنة المعرفيّة ، طبق المناهج السليمة والسبل الصحيحة المنطقية ، بلاحذف وتضليل ولاتعصّب وتحريف ولا ترهيب ولاتخويف .. بالحبّ والوئام والأُلفة والسلام ، بنداء الخير والفلاح والأمان ... 
لِمَ ذلك ؟ لأسهم بالنزر اليسير في نشر وذياع ولو بعض الحقيقة المظلومة، في إعلاء المبادئ المطموسة والقيم السامية المدروسة  ، بما يتهيّأ من المكنة والبضاعة المحدودة ؛ إذ الميسور لايُترَك بالمعسور ، فعلى الواحد منّا استفراغ الوسع وبذل الجهد بالقدر المقدور ، ولاسيّما أنّ الحبّ إن حصل فهو خطوة من خطوات الوصول إلى الولاء المطلوب ، حيث علاقة العموم والخصوص المطلق الحاكمة بينهما تستدعي التوفّر على الشروط المثبتة لأصل الأُصول ولبّ الاعتقاد ، أعني به : ولاية الآل (ع) ، أسياد العالم والعباد .
والحمد لله على ماأنعم والصلاة والسلام على الرسول الخاتم وآله أقطاب العالم .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=77517
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 04 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18