• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : المؤمِن كَيّس فَطِن غيرِ آبه باللوابِس * .
                          • الكاتب : ابو باقر .

المؤمِن كَيّس فَطِن غيرِ آبه باللوابِس *

 لا تَحسبوا قوةَ الظالمين وسلطة الغاشمين شيئا، فإنهم على شفا حُفرةٍ مِنَ الهلاكِ والدمار، وسيزولُ مُلكهم ، ويبورُ سعيهم. وان أمعنَ النظرَ المؤمنُ الموالي في كتابِ ربهِ القرآن الكريم ، و في الأحاديث المروية عن نبيهِ والأئمة الطيبين من عترته صلوات الله عليهم أجمعين، زادَ رجاؤهُ بالمستقبل الزاهر، وَبعُد عنهُ اليأسَ والكسل، ولبعثهُ النشاطَ والأمل إلى السعيَ والعمل، ولأدى واجبهُ مِن الامرَ بالمعروفِ والنهيَ عن المُنكر، ولعَرفَ مسؤولياته ، وما هو مسؤولٌ عنهُ في قبالِ دينه، وكتابِ دينهِ وأحكامه ، ولا افهم ولا اعلم لِمَ يُعّولُ البعض على رِهانٍ خاسِر مُتشبثِاً بِهذا الشخصِ تارةً وذاكَ اخُرى بانياً آماله ُعلى على شُخوصٍ مِنَ البشر خطاء في اكثرِ احيانهم خداعون مُلبِسون عليهم , ونحنُ نعلم ان المؤمن الواعي مُتمرِس في عدم اثراءِ لواقح الفِتن , ارى ان البعض قدّ اختلفت امورهم و اضطربت فتارةً مُنتصراً لِهذا واُخرى ذاماً قادحاً لنفسِّ مَن انتصرَ له !
لِماذا لا نستنيرً بوصايا واوصافِ اميرُ المؤمنين للفِتنِ واستطالتها وقدّ وصف لنا بِعبائِر واضِحة بينة وجلية حيثُ قال : { لا يزالون بكم حتّى لا يتركوا منكم إلاّ نافعا لهم أو غير ضائرٍ بهم ، و لا يزال بلاؤهم حتّى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلاّ كانتصار العبد من ربّه و الصّاحب من مستصحبه ترد عليكم فتنتهم شوهاء مخشيّة و قِطعاً جاهليّة ليس فيها منار}
ويقولُ عليه السلام : "كن في الفتنة كابن اللبون؛ لا ظهر فيركب، ولا ضرع فيحلب". وابن اللبون عبارة عن جَمَل ذي سنتين، هذا الجَمَل لا يقوم بخدمة، لا ظهرٌ فيُركب، ليست له قوّةَ حَملِ الإنسان من بلد إلى بلد، وليس له ضرع فُيحلب، إنّما الإنسان يستبقي عنده ابن اللبون ليكبر يومًا من الأيام، ويصبح ظهرًا يركبه، أو يصبح ذا ضرعٍ يحلبه.
وليس معنى ذلك أن يعتزل الإنسان الساحة في الفتنة؛ فليس السلامة من الفتنة بالانسحاب من الساحة، وإنّما معنى ذلك أن لا يعطي الانسان من نفسه شيئاً للفتنة.
ان اهمَّ ما يعصِمَ الانسانِ مِنَ الفِتنِ هو * التقوى * وهيَ معاذ وفرقان لمِن يتحصّن بها، فاذا حصّن الإنسان نفسه في حدود الله تعالى، ولم يتجاوز حدوده في قولٍ أو فعلٍ ، عصمته التقوى من الضلال والفتنة، روي عن أمير المؤمنين عليه السلام : "اعلموا أنّه من يتقّ الله، يجعل له مخرجاً من الفتن، ونوراً من الظلم" .-النهج -
البعض شبيه بِما ذكرنا ولا قوةَ الا بالله ..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=77852
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 04 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19