• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مقتدى الصدر يخذل الجماهير الثائرة مرة أخرى؟! .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

مقتدى الصدر يخذل الجماهير الثائرة مرة أخرى؟!

 لا شك بأن يوم السبت الموافق 30/4/2016 سيكون يوما مشهودا في تاريخ العراق السياسي المعاصر وستخزنه ذاكرة العراقيين لعشرات السنين القادمة وستحكي وتتحاكى عنه أجيال العراق جيل بعد جيل،
عندما أستطاعت الجماهير الثائرة من أقتحام المنطقة الخضراء المحصنة! والدخول الى البرلمان العراقي والأستيلاء عليه وهي تهتف( بالروح بالدم نفديك يا عراق) بعيدا عن أي هتاف وتمجيد لشخص ورمز وعمامة أحد! وفي هياج بشري رهيب لم يشهده العراق ألا في صبيحة ثورة 14/تموز/ 1958 الخالدة،
 أمام هروب كل اعضاء البرلمان والمسؤولين الساكنين في المنطقة الخضراء في سياراتهم وحتى في الزوارق النهرية عبر نهر دجلة!! في مشهد فيه اكثر من قراءة وقراءة بأن يوم الباطل أصبح قريبا وأن جولات الحق هي القادمة وأن جولة الباطل قد أنتهت، فهناك حق يطارد باطل ليقتص منه، وهناك مظلوم ومسروق يطارد حرامي.
المعروف أن (سيد مقتدى الصدر) وفي ذروة ثورة الجماهير وأعتصامها يوميا أمام بوابات المنطقة الخضراء وفي ساحة الحرية، قفز وبشكل مفاجأ وغير متوقع نهائيا! الى مقدمة الجماهير الثائرة، عارضا نفسه (بأنه حسين زمانه وأنه جيفارا الثائر!!) ولينصب نفسه زعيما للجماهير الثائرة! وبأنه هو حلال المشاكل وراعي الأصلاح كما يهتفون له أتباعه!!!.
ولتتحول هتافات الجماهير المتظاهرة والثائرة الى الهتاف بأسم السيد القائد المجاهد بدلا من الهتاف بأسم العراق!؟ من قبل أتباعه ومريديه،ومع ذلك التحفظ والتخوف! أستبشرت الجماهير به خيرا  وشدت من أزره، في أمل أن يأتي الخير والصلاح والفلاح على يديه!.
ثم دخل المنطقة الخضراء وسط تصفيق وهتافات المتظاهرين ودعائهم له بالنجاح، وقابله بعض الضباط والمراتب الرخيصين وعديمي الشخصية والكرامة! بالتحية وتقبيل يده في منظر أستفز مشاعر كل العراقيين! (راجع مقالنا المنشورفي موقع كتابات في الميزان وموقع صوت العراق بتاريخ 18/4 ( تقبيل اليد بين قدسية رجل الدين وهيبة الرتبة العسكرية)
ثم بدأ أعتصامه في خيمة أعدت ونصبت له داخل المنطقة الخضراء بعد أن امر اتباعه بعدم الدخول معه الى المنطقة الخضراء ، ليضغط بأعتصامه هذا على رئيس الحكومة بالمجيء بالكابينة الوزارية الجديدة (التكنوقراط) التي تطالب بها الجماهير 
ولم يطل أعتصامه سوى يومين لا اكثر! ليعلن للملأ وبشكل مفاجأ انهاء الأعتصام بعد أن وعده رئيس الحكومة بأن الكابينة الوزارية الجديدة قد أكتملت!، ثم ليعود أدراجه الى النجف ومن هناك يطير الى لبنان/ بيروت!!!!!، وسط ذهول كل العراقيين، وحيرتهم في تفسير ذلك.
وكانت تلك بداية المسرحية التي يراد فيها الضحك على الجماهير الثائرة؟! التي جرت ورائها المزيد من الفوضى والأضطراب في الشارع العراقي الذي ظل حائرا في السؤال: لماذا انهى السيد أعتصامه؟ وما الذي تحقق؟
ثم أعقب ذلك بفصل مسرحي آخر من قبل نوابه في البرلمان، الذين خذلوا النواب المعتصمين!!، فبعد أن كان عدد المعتصمين اكثر من (نصف +1 )ن وأستطاعوا دستوريا من أقالة رئيس البرلمان (سليم الجبوري) ويعقدوا جلسة أستثنائية برئاسة (عدنان الجنابي)، اصدر السيد اوامره لنوابه من الأنسحاب من المعتصمين؟! في مشهد محيرجديد لا تفسير له سوى أحداث الكثير من الفوضى والأضطراب!!؟ ليقل عدد المعتصمين الى أقل (من النصف +1) وتنقلب الأمور لصالح رئيس البرلمان (سليم الجبوري)!؟
الذي دخل البرلمان وسط فوضى عارمة محاطا بمئات من الحراس والحمايات ومعهم الكلاب البوليسية! وهتافات النواب المعتصمين وهم ينددون به وبرئيس الحكومة الذي حضر الى البرلمان أيضا، والذي كان ينظر الى النواب المعتصمين ببلاهة كأنه طفل (منكول أو طفل مصاب بالتوحد)،!!، فتم رفع الجلسة بسبب الفوضى
وهنا برز دور نواب التيار الصدري بخذلانهم للشعب وبدعمهم لرئيس البرلمان!سليم الجبوري والذين لم يكتفوا بخذلانهم للنواب المعتصمين بعد أنسحابهم من الأعتصام، فقاموا بغلق الأبواب ومنع دخول النواب المعتصمين الى جلسة البرلمان المنعقدة يوم الثلاثاء الموافق 26/4/2016 ، والذي قام بغلق الأبواب هو (حاكم الزاملي) رئيس لجنة الأمن في البرلمان! ، وأحد قادة التيار الصدري البارزين!.
ثم جاء موقف (مقتدى الصدر) الأخير والذي أسقط عنه حتى ورقة التوت!، ففي ذروة أقتحام الجماهير الثائرة للمنطقة الخضراء وسيطرتهم على البرلمان يوم السبت الموافق 30/4 تلك الجماهير التي كانت بحاجة الى أية قيادة كانت ، وأذا (بالسيد) يفاجأ الجميع ويظهرأمام وسائل الأعلام بخطاب لاتفهم منه أي شيء كالعادة! وليعلن أنسحابه وأعتكافه للعمل السياسي لمدة شهرين!!!! وليصدر اوامره لأتباعه بالأنسحاب تحت حجج واهية وضعيفة وغير مقنعة! ، وليضع بذلك عشرات من علامات الأستفهام على تصرفاته المريبة وغير الحكيمة هذه!
وهنا لا بد من الذكر بأن صحيفة المشرق الغراء نشرت بعددها/3473/ ليوم السبت الموافق 23/4  بأن السفير السعودي بالعراق(ثامر السبهان) وصف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بأنه (الرجل الأول)!!! في حل الأزمات والحفاظ على وحدة العراق!!!، وقد سبق لهذا السفير أن صرح بتاريخ 27/شباط/ 2016 بأن سيد مقتدى الصدر هو الذي يستطيع أن يذهب بالعراق الى بر الأمان!!!!؟
لا تعليق على ما قاله هذا السفير المخابراتي والذي عليه الكثير من التحفظات بسبب تصريحاته ومواقفه المريبة تجاه العراق ومنها قيامه ب(6) زيارات سرية الى النجف!!، وهذا ما نشرته الكثير من وسائل الأعلام.
الشارع العراقي وحتى الكثير من أتباعه يسألون لماذا يفعل مقتدى الصدركل هذا؟ ولمصلحة من هذه المواقف المتناقضة والمريبة؟ ولماذا يخذل الجماهير في كل مرة؟
أخيرا نقول: أن تترك هذه الجماهير الثائرة بلا قيادة أمر في غاية الخطورة! وسط هذه الظروف غير الطبيعية التي يمر بها العراق؟ فلا بد لها من قيادة توجهها وتضبط أيقاع ثورتها الجبارة خوفا من الأنفلات، ولكن من هي تلك القيادة ومن هو ذلك القائد؟ العلم عند الله وعند الأمريكان!!؟ولكن في هذا الصدد لا بد أن نذكرما قاله (جو بايدن) نائب الرئيس الأمريكي(نحن فقط من يحدد الخطوط العريضة لسير السياسة في العراق، وكل من يتوقع انه قادرعلى تغيير المسار السياسي بالعراق المرسوم بدقة لن يكون له وجود بالعراق الجديد، وعلى الشخصيات السياسية والنيابية العراقية الهدوء والتمتع بالنظر ومن بعيد الى مجريات أدارة الدولة العراقية، لتفادي طردهم جميعا دون أستثناء خارج العراق).
ترى ماذا يخبيء الأمريكان للعراق؟؟!.
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=77907
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 05 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29