• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حصاد الفشل السياسي ! .
                          • الكاتب : صالح المحنه .

حصاد الفشل السياسي !

 

لم يكن دخول المتظاهرين الى المنطقة الخضراء وإستباحة مبنى البرلمان العراقي حدثا عشوائياً أو حركة إنفعالية آنية عابرة ، إنّما جاءت نتيجة تراكمات من الفشل السياسي والأداء الحكومي المخيب للآمال ، الفوضى في إدارة الدولة واللامبالاة في محاسبة الفاسدين وتجاهل مطالب ذوي شهداء اسبايكر والفقراء والمعدمين ،  ولعلّ العبادي هو أول من  يتحمّل المسؤولية الأكبر في الفوضى القائمة في الشارع العراقي ، لأنه ومنذ أن قذفت به الأقدار الى أعلى هرم في السلطة وقف الجميع معه وبسطوا بين يديه كل وسائل المساعدة ليرقى الى تحقيق آمال الشعب العراقي ، فكانت المرجعية الدينية وجمهور المتظاهرين وحتى البرلمانيين  قد أجمعوا على دعم إصلاحاته العامة وتشكيل كابينته الوزارية بعيدا عن المحاصصة الطائفية ، وأعلنوا دعمهم له في محاسبة الفاسدين والسارقين وقالوا له جميعا وبالحرف الواحد إضرب بيد من حديد ، ولكن يبدو أنّه لم يدرك المعنى الحقيقي لهذه العبارة أو لم يُحسن إستخدامها ! تجاوز الفترة الزمنية التي منحتها له المرجعية ومنحها له الشعب المتظاهر وفشل في إستثمار ماقُدم له من دعم من المرجعية الدينية وتخويل من الشعب العراقي وظلّ غارقا في خطاباته ووعوده التي أصبحت فضائية لاقيمة لها ، العبادي المتردد في قراراته والمتلكأ في خطواته المتراجعة قد ورِث العَوَق السياسي من تحالفه الشيعي غير المتآلف والفاشل في كل خطواته وخططه ، هو وتحالفه من أوصلَ البلد الى هذه المرحلة الحرجة ، هو وتحالفه سيء الصيت مِنْ أسقط هيبة الدولة وأخلّ بموازين السلطة ، هو وتحالفه الذي وفّر الغطاء والحماية للفاسدين وسمح لمن هبّ ودبّ بإختراق مفاصل الدولة واللعب بمقدراتها ، فشل بممارسة دوره كقائد وكرئيس وزراء للعراق كما ينبغي وكما يستحق، العراق المتعدد القوميات والأديان والمذاهب والعشائر المتقلّبة ،  العراق المحتلّة أراضيه والمشرّدة مواطنيه، العراق بأرامله وفقرائه وأيتامه وشهدائه ، العراق بفاسديه وسارقي امواله وناهبي خيراته ، العراق بهذا الثقل وبهذه التناقضات يحتاج الى قائد  شجاع لا تأخذه بالحق لومة الكتل والأحزاب الفاسدة ، ولكنّ للأسف قد تكاسل العبادي وتراجع وتهاون وتردد وإستسلم لرموز الفساد وقادة الأحزاب وخضع لوصايا السفارات الدولية التي تعبث بالشأن العراقي منذ العام 2003 والى يومنا هذا ، تهاون العبادي فلم يكن بمستوى المسؤولية  الملقاة على عاتقه ، حتى بلغ السيل الزبى وطفح الكيل وأمتلئت صدور الجموع المتظاهرة حنقاً عليه وعلى نظامه وبرلمانه ،  فركلت وعوده وأخترقت أسيجة الخضراء ودخلت المجلس التشريعي وركنت الى طريقتها الخاصة في الأصلاح ، ولا أحد يتكهّن بشكل ونتائج الطريقة التي يرسمها الحراك الشعبي الهائج ، حراك غير مسيطر عليه جاء نتيجة فشل السياسيين قادة وزعماء ومتسولين على حساب المناصب وأموال السحت.نتمنّى أن تنتهي الأمور الى خير وأن يتعض السياسيون العراقيون ويتراجعوا عن تمسّكهم بالمناصب التي جلبت لهم العار.
صالح الم



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=77922
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 05 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29