• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : في مشهد لا ينسى من مشاهد الارهاب الام تطلب من ولدها ان لا يموت ! .
                          • الكاتب : د . ماجد اسد .

في مشهد لا ينسى من مشاهد الارهاب الام تطلب من ولدها ان لا يموت !

 يتداول عدد من الناس عبر الهاتف النقال مشهدا التقطته عدسة احد الهواة لضحايا سيارة ملغومة انفجرت بسوق شعبي في مدينة الصدر وهو واحد من آلاف المشاهد التي حصلت في المدن العراقية ولكن المثير فيه ان اما عراقية تجرجر ابنها بعيدا عن لهب الانفجار كي تخاطب ابنها الشهيد انهض .. انهض ياولدي ! 
انها لقطة شبيه بلوحة الفنان الإسباني بيكاسو ( جورنيكا) التي صور فيها قصف الطائرات الحربيةلاحدى القرى الاسبانية حيث الأشكال البشرية اختلطت وتداخلت وامتزجت بالحجارة والتراب والدخان لتشهد على عنف الانسان وقسوته حد الجور ضد أخيه الانسان وهي واحدة من آلاف او ملايين اللقطات التي صورت جرائم الحروب في قصف وقتل السكّان العزل والأبرياء .
هذا المشهد هو واحد من آلاف المشاهد التي تحفر من غير رتوش الضحايا الأبرياء العزل لجرائم الاٍرهاب في العراق .
فهل على الشعب والمشهد غدا عربيا بأمتياز من غير تميز لا بين العسكريين او المدنيين ولا بين طيف وطيف اخر ولا بين الكبار وبين الصغار ان يدفع ضريبة ما كي يحصد الاٍرهاب من غير رحمة هذه الإعداد الكبيرة من الأرواح البريئة لا لسبب الا لانها بريئة..؟ 
هذا المشهد يستحق ان يرسل الى الامم المتحدة والى منظمات المجتمع في العالم بأسره والى الجامعات والى الصحافة الدولية والى مفكري عالمنا والى الأمهات اللائي يقدرن فجيعة قلب الام وهي تطلب من وليدها ان لايموت ! 
ولكن قبل ذلك علينا ان نرسل هذا المشهد الى : 
- العقول التي أشرفت على عمليات قتل الأبرياء في الساحات والطرق والمؤسسات المدنية وقرب رياض الأطفال .. الخ .
- والى الممولين الكبار المشرفين على ديمومة هذه الجرائم .
- والى المكلفين بمثل هذه المشاريع ليراجعوا قناعاتهم وهم يفجرون أنفسهم وسط الناس العزل الأبرياء ونسئلهم هل ارسلوكم لقتل انفسكم من أجل قتل الأبرياء ام من اجل قتل الأبرياء وقتل انفسكم ..؟ 
- وأخيرا نسأل السادة في الأجهزة الأمنية ومن يشرف عليها والى عامة الناس كيف يتمكن الاٍرهاب من تحديد المكان والزمن كي يحقق أهدافه ..؟   
- اذا فهناك قوى كبرى متمرسة ولديها غايات مرسومة ومحددة تشاركها جهات تمولها وهناك استجابة من لدن عدد من المجموعات البشرية لديها الاستعداد لقتل أنفسها وقتل الأبرياء بلا رحمة او خوف من الله او حياء من التاريخ .
نهديكم جميعا هذا المشهد (الام) وهي تعانق ولدها وهي تطلب منه ان لا يموت !
حقا اي عقل او منطق او إرادة او قناعة هذه التي تشعر بالفرح وهي ترى آلاف الاجساد وقد تناثرت وأصوات الثكالى ترتفع حيث الله وحده الشاهد على هذه الجرائم..!
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=78318
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 05 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20