• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مرثية اليوم الحزين فى وفاة الوالد..يرحمه الله .
                          • الكاتب : احمد علي الشمر .

مرثية اليوم الحزين فى وفاة الوالد..يرحمه الله

  بقلوب خاشعة مؤمنة بقضاء الله وقدره وقضائه المحتوم، كان موعدنا يوم الأربعاء الماضي، مع موعد الخبرالصاعق، الذى فطرقلوبنا ومزق أحشائنا بوقعه الصادم والمؤثروالمؤلم، برحيل عميد الأسرة الوالد الغالي، بانتقاله إلى الرفيق الأعلى، ليلقى ربه صابرا محتسبا عند الله، بعد عدة أشهرمن غيبوبته التامة، وهي رحلة شبه موت قاسية غيبته عن أهله وأحبابه، رغم أنه كان محسوب على قائمة ودائرة الاحياء، ولكنه كان برعاية الله وبمساعدة وسائل التجهيزالطبي، التى كانت ترصد نبضاته وأنفاسه الخافتة، وتوصل له ماتبقى ومايمكن من معطيات إكسيرالحياة.
  وهكذا إستمرت معاناته المرضية، قبل وبعد نقله للمستشفى فى صراع دائم مع مرضه الطويل الذى أطاح به، ليمتد لنحوالسنتين، تجرع خلالهما مرارة المرض والضغط النفسي وقساوة الألم الجسدي، ليس فقط نتيجة لمعاناته من أعراض مرضه العضوي فحسب، وإنما زيادة على ذلك تكبده للآلام النفسية والجسدية، منذ أن لزم فراش المرض، ومن ثم دخوله فى غيبوبتة الطويلة على مدى نحوالأربعة اشهرالماضية، تجرع خلالها كل هذا العذاب، وهومما ضاعف معاناته وكذلك معاناتنا معه حزنا عليه، خصوصا بعدم قدرتنا على فعل شئ تجاهه يمكننا من إنقاذه، من وضعه الصحي أكثرمن التدخل الطبي، ممثلا بتلك الاجهزة التى كانت تساعده على البقاء.
  لكن مشيئة الله تشاء فى أن تنتهي مأساته وتصعد روحه الطاهرة إلى بارئها، ويغيبه الموت ويفارق الحياة بتلك الحال، وهوفى صمته وسكونه المهيب، وبهذه الصورة المأساوية الحزينة ويقضي فى موعده وأجله المحتوم.. 
  لقد كان موعدنا مع رحيله موعدا صادما مؤثرا وصاعقا لنا جميعا، إنفطرت فيه قلوبنا حسرة وألما وحزنا على حاله، فنحن لم ننسى بعد مأساة عذاب غيبوته التى طالت، حتى لقى ربه وهوبتلك الحالة الحرجة، التى نبتهل للباري تعالى، بأن تكون حصنا ومنجاة له فى موازين أعماله وحسناته.   
  كيف لا نحزن ونحن نفارق أعزالأحبه وهوالأب والسند ورب الأسرة وحاميها..كيف لنا أن ننساه ونحن نستذكرأيامنا الجميلة معه..أيام نشاطه وحيوته، فرغم كبرسنه فى السوات الأخيرة، فقد كان يحنوعلينا ويتفقدنا ويسأل عنا، رغم تكلفه ومرضه، فكان دئوبا فى حركته ونشاطه وحيويته، وهوما كان ينعكس عليه فرحا ومرحا وبشاشة بين أسرته وأصدقائه ومحبيه، الذين كانو يحفونه ويأنسون به، فأحبه الجميع بما تميزبه من سمات مرحه، خاصة بدعابته المعروفة بين اسرته وأصدقائه، وهي سمة له لازمته كعلامة مميزة لشخصيته البسيطة، فكانت هذه السمات فى شخصيته، هي الطابع الجميل الذى عكس طبيعة سلوكه وهدوئه ودماثة خلقه، والذى غلب عليه وتميزبه طيلة حياته ومنذ شبابه، وفى مجمل سلوكه وممارساته العامة والخاصة على السواء، وهذه هي بالفعل الجوانب المميزة فعلا فى سمات شخصيته المرحة يرحمه الله، والمعروفة عنه منذ مراحل شبابه، ثم قدرته على إمتصاص الآلام واحتواء الصدمات التى كانت تواجهه، خاصة بعد أن ألمت به آلام المرض فى السنوات الأخيرة، ومن ثم العزلة القهرية التى أجبرته على إلزام فراش المرض، وبما في ذلك إمتناعه القهري عن الاكل وحتى الحركة، الامرالذى أدى به إلى مضاعفة أعراض مرضه وإنهياره التام الذى أطاح به ومنعه من مجمل ممارسة حياته الطبيعية، فى المشي والحركة والتنقل، وبما فى ذلك السفرالذى كان من أهم وأبرزأهتماماته منذ شبابه وحتى أواخرأيام ماقبل مرضه، وهومما ضاعف عليه آلامه وضغوطه النفسية والمرضية، خاصة حينما ندرك بأن هذا الوضع الطارئ عليه، رغم عمره المديد، هوبالمجمل عكس ممارساته التى عرف وتميزبها فى حياته، حتى أواخرأيام ماقبل أن يشل حركته المرض، فقد كان دئوبا نشطا فى حركته وتنقله وحتى فى سفره، فلم يتخلى يوما عن سفراته، للحج أوالعمرة أوالزيارة، وكذلك اهتمامه بلقاء أصحابه، ممن هم فى مرحلته العمرية، حيث يجتمع معهم ويشاطرهم أفراحهم وأتراحهم، كما يستذكرمع من تبقى منهم على قيد الحياة، أيامهم الجميلة، فى عملهم بشركة (ارامكو) وباعتباره كبيرالنجارين ممن فاقت شهرتهم أرجاء المنطقة، وممن أسهموا بعرقهم وجهدهم، فى بناء وإعمارأحياء أرامكوالمعروفة بمدينة الظهران، حتى فاقت شهرته المنطقة واحبه الجميع، وبما فى ذلك رؤسائه من (الأمريكان) الذين كانوا يزورونه فى منزلنا كما اتذكرأيام طفولتي، كما عرفه كذلك معظم أهل المنطقة، باعتباره كذلك أول من استورد للمنطقة بعض سيارات النقل الخشبية القديمة المعروفة آنذاك، لنقل عمال وموظفي ارامكو..
  نستذكراليوم تاريخه المجيد، ونحن نرثيه ونودعه اليوم الوداع الأخير، إن شاء الله إلى جنات الخلد، مع الصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا..
   ومع إيماننا العميق بقضاء الله وقدره ومشيئته، فقد قدرالله وماشاء فعل، وإن 
 
 
الأمركله لله من قبل ومن بعد..
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..وانا لله وان إليه راجعون.
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=78825
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 05 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28