• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : علاوي نور عيوني يا علاوي!! .
                          • الكاتب : فالح حسون الدراجي .

علاوي نور عيوني يا علاوي!!

 إذا كان المطرب الشعبي فاهم الجميلي قد جعل من إسم (علاوي) مشهوراً في الشارع العراقي عبر أغنيته الشهيرة (علاوي يا علاوي) أيام كان الشارع العراقي في سبعينيات القرن الماضي، يستقبل الأغاني العراقية، والعربية، بل وحتى الهندية، بحماس شديد، وكان يقبل على شراء أشرطة (تسجيلات شرهان گاطع) الكائنة في البصرة عشار -ساحة أم البروم- تحت فندق العروبة الكبير.
وإذا كان الجميلي قد جعل الكثير من الناس الشعبيين يتعاطفون مع (علاوي)، ذلك الفتى الوسيم الحلو، فإن ذلك التعاطف معه لم يأت لأسباب طائفية او أيدلوجية أو قومية، إنما لأنه حلو (وعيونه سوده والوجه حنطاوي)، ولأن (جوزي قميصه وبيه مطرَّز وردة) لا غير..
وعلاوي الفتى الجميل، لم يؤذ أحداً، ولم يتهجم على أحد.. ولم يخن بلاده.. أو أهله.. أو منطقته في الحلة.. حتى أنه لم يكن يعرف أن المطرب فاهم الجميلي، أو الشاعر الذي كتب نص هذه الأغنية، أو غيرهما يتغزلون به.. فهو بإختصار فتى شريف (إبن ناس) مثل أي فتى عراقي آخر، لكن مشكلته الوحيدة انه (حلو أكثر من اللازم)!!
وبقدر ما إشتهر الفتى علاوي بجماله، ورقته، وبراءته، التي أجبرت شاعراً على أن يكتب له نصاً يتغنى به المطرب الراحل فاهم الجميلي فإن (علاوي) السياسي، (إشتهر) كثيراً في السنوات التي تلت سقوط حكم (رفيقه) في العقيدة صدام حسين.. لكن شتان ما بين الشهرتين!!
فشهرة الدكتور (أبو حمزة) الواسعة، لم تأت عبر أغنية شعبية بسيطة رددها البعض من الناس مع مطرب شعبي قبل أربعين عاماً، إنما هي شهرة عريضة، يحتاج من يريد أن يجمعها الى آلاف الشهود، والأشرطة، ونسخاً من الصكوك المالية العالية التي تسلمها أبو حمزة من أجهزة المخابرات، والسفارات، والحكومات المتخالفة، والمختلفة.. ويحتاج الى إستذكارات بعيدة، ومتعددة، تبدأ قبل ان يحمل الدكتور علاوي رشاشة (البور سعيد) المصرية، ويرتدي بدلة الحرس القومي في إنقلاب الثامن من شباط الأسود عام 1963، وقبل أن يرمي جثة الشهيد الطيار قائد القوة الجوية في عهد الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم في نهر دجلة، حين وصلت الجثة مع شقيق الشهيد الأوقاتي الى الطب العدلي، وقبل أن يرتكب الفظائع بمعية (رفاقه) العفلقيين في قاطعي الأعظمية والكرادة أيام زمان.. وقبل ان يتعامل بعد ذلك مع ثلاثة عشر جهاز مخابرات دولي -حسب تصريح الدكتور نفسه -وقبل أن يشتغل ذيلاً في مؤخرة ملوك السعودية منذ ثلاثين عاماً حتى يومنا هذا، دون توقف.. وطبعاً فأنا لا أتحدث عن علاقته التجسسية مع مؤسسة السلطة في الأردن، فهذه العلاقة معلنة، ومعروفة بل ويتفاخر بها علاوي وجماعته في عمان! نعم سيحتاج المؤرخ لهذا وأكثر، كي يعطي لشهرة الدكتور علاوي حقها.. فالرجل مؤسسة كاملة في العمالة، والجشع السياسي، والإرتزاق المالي، وهو يصلح أن يكون معجماً في معارف التجسس، والنفاق، والعنجهية والغباء والخواء. فهو رغم هذه (الخلفية) الكبيرة في العمل السياسي، ورغم كل ما تلقاه من تدريبات منوعة على يد امهر الأجهزة المخابراتية الغربية، والشرق أوسطية، لكنه لم يزل هشاً وهزيلاً ومكشوفاً.. وحين تسمعه يتحدث لأحدى القنوات العربية سيصيبك العجب من شدة سذاجته، وبؤس ثقافته، وضعف ادائه المعرفي، والتحليلي، وسطحيته العجيبة.
لذا فإن الفرق بين علاوي (الدكتور)، وعلاوي (الحلو) أشبه بالفرق بين الثور والغزال.. وطبعاً فأنكم تعرفون الثور، وتعرفون الغزال.. ولمن عجز عن معرفة ذلك، أحيله الى تصريح الدكتور علاوي يوم أمس، الى جريدة عكاظ السعودية.. وفيه ستتضح الرؤية أكثر، وسيعرف القارئ حتماً من هو الثور.. ومن الغزال !!
اليكم تصريح ( أبو حمزة) كما هو منشور في عكاظ السعودية:
(حذر رئيس الوزراء العراقي الأسبق، إياد علاوي، الاربعاء، من التدخل الايراني في الفلوجة، مبينا ان العراق اليوم امام عمليات تطهير مذهبي، وليس معارك للتخلص من الارهاب والخوف، فيما اشار الى ان تواجد قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، على أطراف الفلوجة خطأ كبير. وقال علاوي في حديث لصحيفة "عكاظ "إننا أمام تطهير مذهبي، ولسنا أمام عمليات تطهير من الإرهاب، وهناك مخاوف من أن يُعاقب نصف مليون إنسان بسبب خطأ عشرات، أو بضعة آلاف منهم"، وذلك بالإشارة إلى الانتهاكات التي يقوم بها الحشد الشعبي وقصف الطيران الحكومي للمدينة بطريقة عشوائية، ما أوقع الكثير من الضحايا بين المدنيين. وحذر علاوي من "التدخل الإيراني في الفلوجة والموصل/ مؤكدا ان " ذلك يثير حساسية بسبب عدم انضباطية بعض الفرق في "الحشد"، التي أقدمت على تهديم المناطق التي حررت، وتهجير أهلها..)!!
ها عيوني.. أكيد هسه عرفتوا من هو الثور؟!
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=79174
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19