• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مابين سنوات الاهمال ومطالب المتظاهرين ملعب ميسان الدولي ...امال تتبدد واخرى تتجدد .
                          • الكاتب : عدي المختار .

مابين سنوات الاهمال ومطالب المتظاهرين ملعب ميسان الدولي ...امال تتبدد واخرى تتجدد

للمرة الثانية على التوالي في اقل من شهر تظاهر عدد كبير من جماهير ميسان الرياضية امام ملعب ملعب ميسان الدولي بعد سنوات من الاهمال وعدم اكماله من قبل الشركات الهندسية التي تعاقبت عليه منذ 2003 وحتى الان , وقد دعت لجنة الحكام في الاتحاد الفرعي في ميسان  للتظاهرة وشارك فيها العشرات من الرياضيين في شتى مجالات الالعاب الرياضية كما حضرها محافظ ميسان الاستاذ علي دواي لازم  ونائبه السيد وائل الشرع ورئيس لجنة الشباب والرياضة الشيخ عدنان الغنامي وعضو الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم الكابتن يحى زغير والاستاذ جواد شتيوي مدير شباب ورياضة ميسان . 
 
ملعب ميسان الدولي
ملعب ميسان الدولي ثاني أهم ملعب دولي بمواصفات مثالية في العراق بعد ملعب الشعب الدولي , ويتسع ل25000 متفرج إفتتح في عام 1987م وهو ملعب دولي استخدمه صدام خلال حروبه ثكنة عسكرية وفي زمن الاحتلال الأمريكي للعراق استخدم مقرا للجيش وتلقى ضربات صاروخية خلال تواجد البريطانيين فيه من قبل المقاومون في العمارة وعادت ملكيته مؤخرا لوزارة الشباب والرياضة, إلا انه الملعب الوحيد في العالم الذي لم تجرى عليه المباريات طويلا بل المناورات العسكرية منذ تأسيسه مطلع الثمانينيات حتى حملة بشائر السلام صيف عام 2008 ,لم يهنأ الميسانيون به طويلا عاش ملعبهم منذ ولادته إما محتلا أو مريضا.
وتشير المرويات التاريخية " إن ملعب ميسان الدولي بدأ العمل فيه من قبل شركة هندية مطلع عام 1980من قبل وحال أكمال العمل به عام 1983 سلم للفيلق الرابع الذي كان مقره جنوب محافظة ميسان على الطريق الدولي (ميسان – بصرة ) فأقيم عليه حال افتتاحه استعراضا عسكريا فاستغله النظام كثكنة عسكرية آنذاك خلال حروبه مع الجارة إيران التي كانت خلالها ميسان عبارة عن سواتر حرب وخلفيات لجبهات الحروب فدمرت أرضيته بالكامل (التارتان) و(الثيل) جراء العروض العسكرية التي كانت تقام به,لم تجرى لملعب ميسان الدولي مراسيم افتتاح رسمية من عام انتهاء العمل به في عام 1983 إلا في الموسم الكروي ( 1987- 1986) فأقيمت عليه مباراة مثيرة جدا جمعت قطبي الكرة العراقية آنذاك (الرشيد ) التي كان يحمل شارة الكابتن فيها كريم محمد علاوي وفريق( الميناء) الذي كان يحمل شارة الكابتنية فيه جليل حنون , وحضرها آنذاك نجل النظام السابق (عدي صدام حسين )الذي لم يرق له التشجيع الكبير للميناء وتفاعل الجمهور مع الميناء دون الرشيد فقال في ختام المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي مابين فريقي الميناء والرشيد كلمته المشهورة (ولله حرامات هذا الملعب هنا ....كون بيه جروخ جاشلته) .
 
ذاكرة الملعب
شهد الملعب سنوات تألقه خلال نهاية الثمانينات والتسعينيات فقط  حينما كان النظام ينسحب منه بعد أن يحيله لخربه ودمار , رغم ذلك فان على أديم أرضه تغزلت به أقدام نجوم الفرق الجماهيرية ونجوم الكرة العراقية , لعبت على أديم هذا الملاعب أقدام نجوم في فرق الرشيد (الكرخ حاليا ) الذي كان يقودهم حيدر نجم لاعب نادي النجف سابقا  والبحري والميناء والطيران (الجوية حاليا) الذي كان يقودهم ناطق هاشم وفرق المحافظات جميعا وخلال التسعينات في دوري الممتاز مع صعود فريق نادي ميسان لعب كل الفرق الجماهيرية وغير الجماهيرية عليه كانت سنوات تألقه الفعلية.
 
سنوات الخراب والاهمال
تعرض الملعب خلال الثمانينيات أي مع اندلاع الحرب مابين العراق وإيران إلى دمار بعد أن تحول إلى ثكنة عسكرية للفيلق الرابع المتواجد في ميسان ومن ثم دمر الملعب بالكامل بعد عام ابريل 2003 أي بعد سقوط نظام صدام حسين , إذ تعرض إلى أعمال نهب وسلب مرتين الأولى بعد أحداث عام 1991 والثانية بعد عام 2003  .
تحول إلى ثكنة عسكرية استخدمته القوات المتعددة الجنسيات بقواتها والياتها الثقيلة لتدمر ما لم تدمره أعمال النهب والسلب، وفي حزيران من عام 2008 أثناء انطلاق عملية بشائر السلام الأمنية اتخذت قوات الجيش العراقي من ملعب ميسان مقرا لها باعتباره يقع في مركز المدينة وبات من يزور ملعب ميسان الدولي اليوم ويتصفح أروقته سيفاجأ بالصورة التي أصبح عليها، بعد خروج قوات الجيش العراقي منه، حيث كانت تتواجد فيه منذ الثامن عشر من حزيران من العام2007 حتى خروجها منه عام 2010, أسلاك كهربائية متقطعة، وأضرار في منظومات التبريد والحمامات والمغاسل,وتارتان متهرئ وأرضية مدمرة ومقاعد مهدمة وسقوف خاوية واثار العسكر والصواريخ التي كانت تطلق عليه بادية كأي تجاعيد رجل هرم , كان حينها الملعب في أسوا حالاته بعد أن فقدت بعض محتوياته،وعطلت بعض الأجهزة الكهربائية ومنظومات التبريد، وتعرضت التأسيسات المائية والكهربائية للعبث، والملعب الآن لا يصلح لإقامة المباريات ومن كافة النواحي".
 
سنوات الاعمار بنكهة الخراب
تعاقب على الملعب ما يقارب 25 مقاولا من مقاولي المنفيست لما اقترفوه من ذنب كبير بحق الرياضة العراقية ومنشأتها الرياضية , وكل مقاول يبيعه للآخر دون أعماره ولما وصل الأعمار فيه لمراحل الكمال دمره العسكر في حملة بشائر السلام ,وبعد مطالب رسمية وشعبية بضرورة أعادة تأهيل ملعب ميسان الدولي أعلنت وزارة الشباب والرياضة في وقت سابق عن لسان وكيلها عصام الديوان – وهذا مثبت في مواقع الانترنت-  عن إن الوزارة خصصت 12 مليار دينار عراقي لأعمار وتأهيل الملعب الدولي في محافظة وكان بمثابة الفرحة الكبيرة للميسانيين إلا أنها الفرحة التي لم تدم طويلا فقد علن في وقت سابق عن إحالة الملعب إلى شركة عراقية محلية غير مؤهلة لأعماره فكان الخبر مثار جدل واستهجان جميع أبناء ميسان ومنذ تلك الفترة شهد الملعب تراجعا كبيرا دون ان يتم اكماله في المواعد التي حددتها وزارة الشباب في كل عام خلال عهد وزير الشباب السابق جاسم محمد جعفر الذي ذهبت كل وعوده التي وعد بها جماهير ميسان ادراج الرياح .
 
تظاهرات متواصلة
منذ 2003 وحتى كتابة هذا التقرير خرجت العديد من التظاهرات كما تصدى عدد من الصحفيين والاعلاميين لموضوع اعمار الملعب ,وطالبت قيادات رياضية ولاعبين وصحفيين رياضيين في تظاهرة كبرى وزارة الشباب بضرورة اكمال الملعب .
وقال رئيس لجنة الحكام جاسب نعيم علك : ان الجماهير الرياضية في ميسان تظاهرت اليوم للمطالبة باكمال ملعب ميسان الدولي الذي اهمل لسنوات ولم يفي وزراء وزارة الشباب والرياضة الذين تعاقبوا على الوزارة منذ 2003 وحتى اليوم بوعودهم بانجاز الملعب الذي في كل مرة يسلم لشركات هندسية غير قادرة على انجازه ليتم سحب العمل منها وتسليمه لاخرى وهكذا حتى وصلنا لحالة لا يمكن فيها الصمت لذلك دعينا للخروج بهذه التظاهرة لمطالبة وزير الشباب الحالي الاستاذ عبد الحسين عبطان باكمال الملعب بعد ان شهدت كربلاء افتتاح ملعبها في عهد الوزير الحالي .
واضاف علك : اننا خرجنا في اكثر من تظاهرة وطالبنا في اكثر من مرة في وسائل الاعلام بضرورة اكمال الملعب لحاجة المدينة له وسنستمر بهذه التظاهرات حتى اكمال الملعب وافتتاحه .
فيما قال الكابتن يحى زغير عضو الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم: ان مطالب جماهير ميسان بضرورة اكمال ملعب ميسان وافتتاحه نقف معها نحن في الاتحاد العراقي لكرة القدم جملة وتفصيلا لانها حق من حقوقهم وعلى وزير الشباب والرياضة ان يقف وقفة مسؤولة لاكمال اعماره وافتتاحه لان غياب ملعب ميسان اثر كثيرا على مستوى فرقنا الكروية .
وائل الشرع نائب محافظ ميسان طالب وزارة الشباب والرياضة بضرورة متابعة ملف ملعب ميسان الدولي اسوة بملف ملعب كربلاء وغيرها من ملاعب المحافظات لحاجة العمارة لهكذا ملعب مؤكدا ان وفدا رسميا سيلتقي وزير الشباب لنقل مطالب جماهير ميسان له .
اما محافظ ميسان الاستاذ علي دواي لازم اشار الى لقاء عقد مع وزير الشباب تناقش فيه الطرفان ملف ملعب ميسان الدولي حيث وعد وزير الشباب بأن تكون وجهة وزارة الشباب المقبلة هي ملعب ميسان الدولي لاكماله وافتتاحه بعد ان تتم متابعة الملف الهندسي مع الشركة المنفذة .
 
 
 
 
الملعب في هيئة النزاهة
 
انتقد رئيس لجنة النزاهة في مجلس محافظة ميسان تأخير مشروع انجاز تأهيل ملعب ميسان الاولمبي الذي اطلق عليه مؤخراً اسم ملعب الشهيد سعد يونس الاولمبي من قبل الشركة المكلفة بتأهيله ضمن السقف الزمني المحدد رغم انجاز التصاميم والمخططات الخاصة به مما اثر سلبا على الحركة الرياضية في المحافظة. 
وقال الساعدي في بيان :"ان شكاوى عديدة وردت بشان الموضوع تفيد بتلكؤ الشركة وعدم إيفائها بالتزاماتها الزمنية المقررة كما ان الشركة تأخرت كثيرا في إقرار شكل وطريقة ربط وتثبيت العمل مع الهيكل الكونكريتي الذي يقضي بتنفيذ المسقف الخاص بالملعب وهو من العناصر الأساسية للمشروع ويشكل نسبة 30% من المعيارية له ووجود تلكأ في عمل الفحوصات للتربة لمعرفة مقدار التحمل للمسقف ضمن الهيكل الكونكريتي للملعب وكذلك تأثير الرياح واستخدام الركائز وأعماقها والجسور الأرضية الرابطة".
 وأضاف الساعدي:" ان قلة تدفق السيولة النقدية للمشروع من قبل الشركة المنفذة وتعدد مدراء المشروع وقلة الخبرة لدى المهندسين الجدد للشركة كان احد الأسباب الرئيسة التي أدت إلى تأخر انجاز المشروع رغم تدخل وزير الشباب والرياضة والمخاطبات الرسمية وتوجيه انذارت حث الشركة بشان أهمية تسريع انجاز المشروع خلال ستة أشهر إلا انه للأسف لاتزال الشركة متلكئة اذ بلغت نسبة الانجاز حتى الآن بحدود 70% , وان لجنة النزاهة في مجلس محافظة ميسان احالت ملف ملعب ميسان الدولي الى قاضي هيئة النزاهة للتحقيق فيه .  
 
 يذكر أن مشروع تأهيل ملعب ميسان الدولي الذي يتسع لخمسة وعشرين ألف متفرج تبلغ كلفة أعماره 26 مليار دينار و300 مليون دينار عراقي.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=79492
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29