• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : للحرب أعراف .
                          • الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي .

للحرب أعراف

دعونا سادتي أولاً نحدد هل ان العراق اليوم يخوض حرباً ام إنها فقاعات هنا أو هناك ؟ وهل هذه الحرب وطنية يقرها القانون الدولي والاعراف الدولية وشرعة الامم المتحدة ام إنها ليس كذلك ؟ وهل طبيعة هذه الحرب دفاعية ام هجومية ؟ أي نحن الذين اخترعناها وابتدأناها  أم فُرضت علينا ؟  واذا كانت دفاعية فهل هي دفاع عن منظومة قيم ومثل انسانية يؤمن بها المجتمع المتحضر  أم انها دفاع عن نظام حكم سياسي ليس إلاّ ؟ وهل هذا العدو الذي نقاتله ضعيف  من حيث القوة والامكانات أم انه عدو شرس متمرس متأدلج ؟ والاسئلة أعلاه لا تحتاج الى مزيد من الجهد للاجابة عليها من المنصفين . الحرب صعبة أو قل هي شر لا بد منه ( كُتب عليكم القتال وهو كره لكم ) وعادة ما تسوق الحروب معها جملة أعراف وآداب بل وقوانين . الدساتير تسبق وقع الحروب في بعض موادها فتتحدث عن فرض حالة الطوارئ وما يترتب عليها من أحكام استثنائية وبعض القوانين العادية تتحدث عن الحروب كظروف مشددة للجريمة حين تقع وقت الحرب فحالة التخابر مع دولة اجنبية لها عقوبة واذا كانت هذه الدولة تخوض حرباً فالعقوبة تتشدد   . ولعل هناك من يقول ان العراق اليوم لا يخوض حرباً ضد دولة بل هي حرب أهلية وللاجابة  فان ما صدر من قرارات من مجلس الامن الدولي وتصنيفه للارهاب يعطي صفة الدولية لهذه الحرب فحربنا ضد الارهاب اليوم حرب على كيان أو تنظيم مُجَرّم دولياً يعترف العالم أجمع بإمكاناته وقدراته وخبراته وعدته وعدده !! وفي نفس الوقت يتحدث عن اجرامه وبشاعته . فلمصلحة مَن إذن نُشتت جهد الدولة الأمني ؟ ولمصلحة مَن نسوق ضدها الإشاعات الكاذبة ؟ ولمصلحة مَن نسوق التهم ضد القوات الأمنية ؟ واذا كنا غير مقتنعين بهذه الحرب فلماذا لا نقول ذلك في العلن ونصرح أننا مع الدواعش في حربهم ( العادلة ) ضد الحكومة وانهم ( أي الدواعش) أصحاب حق سُلب منهم وعلى الحكومة أن تسلم الحكم لهم فهم الأعدل والأفضل يعملون بكتاب الله وسنة نبيه ؟؟!! لماذا نتستر على ما تخفيه أنفسنا من تعاطف مع داعش ؟؟!! أمِنَ الإنصاف أن تستقبل عوائلنا عشرات الشهداء يومياً من جبهات المنازلة وهناك من يفت في عضد الجيش والقوات الأمنية  عبر فعاليات وتصريحات وإشاعات أقل ما يقال عنها أنها تجهل صعوبة المعركة  وتعقيداتها ( هذا اذا أحسنا الظن بهؤلاء ) أما غير ذلك فهي الخيانة بعينها والخيانة وقت الحرب عقوباها الاعدام في تشريعات الارض والسماء  . في الحروب تخرس الالسن ولا يعلو صوت على صوت المعركة . في الحروب تُقيد الحريات ،  ويُراقب الاعلام ، في الحروب يعلن النفير العام ، في الحروب تُؤجل الخلافات ، في الحروب لا تُعلن الخسائر وانما تُعلن الانتصارات كي تزداد المعنويات لم يتباكى السوفيت انهم خسروا ستة ملايين جندي وأنهم أكلوا لحوم  الموتى من الجوع  بعد حصار هتلر وانما قالوا اننا منتصرون منتصرون حتماً على النازيين مهما طال الوقت  . فانتصروا وما عساها أن تكون النازية قبالة داعش وأفعال داعش وجرائم داعش !!!؟؟ فاتقوا الله في جيشنا وحشدنا ياساسة يا كرام ودعوا عنكم التلاوم والتنابز والتظاهر والتفاخر الى حين  ، فعدوكم لا يفرق بين هذا وذاك منكم وكلكم عنده سواء فلا تنصروه على انفسكم وانتم لا تشعرون. 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=79686
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28