• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وإذا مرضت فهو يشفين (1) .
                          • الكاتب : سليم عثمان احمد .

وإذا مرضت فهو يشفين (1)

كل أحد منا مصاب بمرض معين أو لديه فرد من افراد عائلته مصاب ،  هذا لديه إرتفاع في ضغط الدم وهذا مصاب بمرض القلب وذاك بمرض السكر  وهذا لديه فشل كلوي  تتعدد الأمراض، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله «إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة» والمرض من الله سبحانه وتعالى فعلي المريض أن يصبر ويحتسب  حتى يشفيه الله أو يجازيه عن مرضه «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه» [متفق عليه] وكثير من المرضى يحزنون لعدم تمكنهم من صوم رمضان وربما ينسون أنهم أصحاب أعذار فأباح الله لهم  الأكل والشرب والبعض مثلا من مصابي السكر والكلى وغيرها من الأمراض التي يتعب اصحابها الصوم حتى إن أمره الطبيب المختص بالإفطار لا يفطر  وربما يؤدي بنفسه الي التهلكة  فالمرض كفارة لذنوب العبد قال رسول الله صلي الله عليه «ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة»
وطأة المرض على النفس والجسد والأهل شديدة عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنهما قال : ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي  صلى الله عليه وسلم  فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله تعالى لي. قال: «إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيك» فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها. [متفق عليه]. في الحديث: «ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء»، وفي لفظ: «إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء» فعلى كل مريض أن يسعي للعلاج من أهل الاختصاص من الأطباء، موقنا أن الشافي هو الله (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) ومن فوائد المرض: انتظار المريض للفرج، وأفضل العبادات انتظار الفرج، أيضا  أن يعرف العبد مقدار نعمة معافاته وصحته، ومن فوائد المرض: أنه إحسان ورحمة من الرب للعبد، فما خلقه ربه إلا ليرحمه لا ليعذبه، ومن فوائد المرض: أنه يكون سبباً لصحة كثير من الأمراض، فلولا تلك الآلام لما حصلت هذه العافية، ومن فوائد المرض: أن الله يستخرج به الشكر، فإن العبد إذا ابتلي بعد الصحة بالمرض وبعد القرب بالبعد اشتاقت نفسه إلى العافية، وبالتالي تتعرض إلى نفحات الله بالدعاء فإنه لا يرد القدر إلا الدعاء ،ومن فوائد المرض: معرفة العبد ذله وحاجته وفقره إلى الله، فالمريض يعرف أثناء مرضه كم هو كائن ضعيف وكم هو بحاجة الى الله لكي يشفيه، ومن فوائد المرض: أن الله يخرج به من العبد الكبر والعجب والفخر، فلو دامت للعبد جميع أحواله لتجاوز وطغى ونسي.
كان سيدنا أيوب عليه السلام  قد أصابه بلاء شديد ،وعناء عظيم ،  فمات جميع اولاده  وفنيت كل أمواله وفر الناس جميعا من هوله لشدة ابتلاءه فلم تبقى الا جانبه غير زوجته تخدمه في صبر واناة وليس ذلك لأنه هين على الله إنما ابتلاء من ربه له ليعظم ثوابه وأجره فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل" وهكذا صار الناس إذا ذكروا بلاء سيدنا أيوب وصبره على مر السنين مع كونه أفضل أهل زمانه عودوا أنفسهم على الصبر على الشدائد كما فعل سيدنا أيوب.  ثم رفع الله تعالى عن نبيه أيوب عليه السلام البلاء بعد مرور ثمانية عشر عاماً كان فيها سيدنا أيوب صابرًا شاكرًا ذاكرًا مع شدة بلائه وأوحى إليه أن يضرب الأرض برجله فضربها فنبعت عينان شرب من واحدة فتعافى باطنه واغتسل بالأخرى فتعافى ظاهره وأذهب الله عنه ما كان يجده من الألم والأذى والسقم والمرض وأبدله بعد ذلك صحة ظاهرة وباطنة وجمالا تامّا ولما اغتسل من هذا الماء المبارك أعاد الله لحم أيوب وشعره وبشره على أحسن ما كان وأنزل له ثوبين من السماء أبيضين التحف بأحدهما من وسطه ووضع الآخر على كتفيه ثم أقبل يمشي إلى منزله وأبطأ. على زوجته حتى لقيته من دون أن تعرفه فسلّمت عليه وقالت: يرحمك الله هل رأيت ذاك الرجل المبتلى؟ قال: من هو؟ قالت: نبي الله أيوب أما والله ما رأيت أحدًا قط أشبه به منك عندما كان صحيحًا قال: أنا هو، وردّ الله إلى زوجة سيدنا أيوب شبابها ونضارتها فولدت له سبعة وعشرين ذكرًا عوضًا عن الذين ماتوا سابقاً وأقبلت سحابة أخرى إلى بيدر شعيره وحبوبه فسكبت عليه فضة حتى امتلأ.
ثم حدثت له معجزة أخرى إذ أرسل الله تعالى سحابة على قدر قواعد داره فأمطرت ثلاثة أيام بلياليها جرادًا من ذهب.
وقد رفع الله عن سيدنا أيوب الشدة وكشف ما به من ضُرٍ رحمة منه ورأفة وإحساناً وجعل قصته ذكرى للعابدين تُصَبِّر من ابتليَ بما هو أعظم من ذلك، فصبر واحتسب حتى فرج الله عنه. وعاش سيدنا أيوب عليه السلام بعد ذلك سبعين عاماً يدعو إلى دين الإسلام ولما مات غيرّ الكفارُ الدين وعبدوا الأصنام والعياذ بالله تعالى.
فالمرض يصيب الناس جميعا بأشكال مختلفة يصيب الصغير والكبير والمرأة والرجل والمسلم والكافر بل حتى الحيوانات والنباتات تمرض  ولكن الذي يميز المؤمن وقت المرض هو معرفته وعلمه بأن المرض ابتلاء من الله  لابد أن يصبر ويحمد الله عليه وربما يكون مرض أحدنا سببا في دخوله الجنة .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=79733
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29