ثَمُلَت مسامعنا، وصُدعت رؤسنا، يتكلمون عن الاصلاح عام 2014، دجاجة تلك الجماهير المتظاهرة، التي تمثل المكون السني، تبيض في خيام الإعتصام، وتحتظن بيضة جنينها البكر (داعش)، كثيراً ما عول وعلق المتظاهرين أمالهم به، بإعتباره المخلص الأمين، الذي سينجيهم من سطوة الحكومة الشيعية، وإكذوبة التهميش، إنقسم الشارع السني في خندقين، أولهم من "إستفاد من التجربة السورية"، ويرى داعش خطراً يهدد حياته، أما الثاني "صفق ورحب بداعش"، يعتقد بأنها ستعيد عصفورة الحكم للقفص السني.
غياب الحكومة، وإنشغالها آنذاك، بإعادة الكَرَةَ بالولاية الثالثة، جعل داعش يكسر بيضته، ليخرج بقوة غولاً مفترسَ، يلتهم كل شيء أمامه، راح يذيب أماني ومخططات شيوخ المكون السني، ويصهرها بنيران الوعود الكاذبة، داعش مخطط عالمي، تديره مخابرات دولية عالمية، لتحطيم الإسلام بلغة الإسلام، كمن قال "للحسين"عليه السلام عندما قتله يزيد(الحسين قتل بسيف جده)،مشروع بحجم الدول الكبرى، التي تسيطر على العالم، من المؤكد لا يلتفت الى وعود أو حقوق مكون سني في العراق، بقدر ما يحفظ مصالحه.
المكون السني، ما قبل عام 2014، بقوته الجماهيرية والسياسية، يرى إن الحكم سنياً في العراق، ولا يرغب بأن تكون هنالك دولة شيعية برقم(2) بعد إيران، لعله في الإعتصامات وجد الفرصة، التي سيعيد الحكم بها للبيت السني، بعدما مزقت نسيجه الأغلبية الشيعية في العراق، ودبلوماسية السيد "عبد العزيز الحكيم" في إنتزاع حقوق المكون الشيعي من (عراق ما بعد البعث)، إنحراف شعارات شيوخ منصة الإعتصام، ودخول داعش على خط المواجهة، عصف بيدر الجماهير السنية، بين قيادات هاربة الى الإقليم، وجماهير نازحة تستجدي العيش في أحضان الشيعة.
التيار الصدري؛ عام (2016) وبعد إن أخذ على عاتقة مهمة الإصلاح، بشعاره الشعبي (شلع – قلع)، بات نسخة من تلك الإعتصامات السنية، وبعدة معطيات منها،"إنحراف ثورتهم الجماهيرية عن صورة الإصلاح، "الشعارات الدخيلة التي مزقت لحمة الشعب،"صورة الدمار والتخريب والسلب التي قام بها طالبي الإصلاح، هذه المعطيات تشير الى إن دجاجة الاعتصام، تبيض بيضة الانفلاتيين والفوضويين! وتنذر إن داعش أخر في الطريق، سوف يخرج من البيئة التي يتظاهر بها الصدريون.
لا يمكننا الجزم مطلقاً، بوجود عمالة ( صدرية – سعودية )، لكن ما يجزم به مطلقاً هو وجود عمالة، بين من يتظاهر ويعتصم بغطاء تياري والمخطط السعودي، معركة الفلوجة؛ وما تشهده من تحديات دولية وإقليمية ومحلية، تستوجب فتح معركة بإتجاه واحد، هذا ما يؤكده أمين منظمة بدر"هادي العامري"، عندما أبدى إمتعاضه، من فتح جبهة تحرير الموصل، تزامناً مع تحرير الفلوجة، الحشد الشعبي بتماسك فصائله، وتنسيقه مع القوات الامنية، أعطى زخماً من الإنتصارات في محيط الفلوجة، يحاول الإصلاحيون تحجيمه.
فوضوية المتظاهرين، وراكبي موجة الإصلاح والمندسيين، من حيث يعلمون أو لا يعلمون، يخدمون المخطط السعودي، في عدم تحرير الفلوجة،"غياب سرايا السلام! التابعة عسكرياً الى التيار الصدري، عن الإلتحاق بالفصائل المشاركة بتحرير الفلوجة،"تعرض مقرات ومكاتب الفصائل المشاركة في المعركة، للسلب والنهب والحرق،"الحرب الإعلامية التي يشنها رجال الإصلاح! ضد قضية حسم معركة الفلوجة،إشغال وإرباك الوضع الأمني في بغداد والمحافظات، من قبل المتظاهرين بإسم الإصلاح،لابد أن تواجه برادع حكومي، يجنب الفصائل الشيعية الإقتتال بينها.
النتائج التي نعالجها اليوم، بدماء شبابنا ورجالنا وأموالنا، في الحرب على داعش، ثمن تماهل وتباطؤ الحكومة، أمام معتصمي, ومنفلتي, وعمالة, شيوخ الفتنة ومنصة الإعتصام عام (2014)، و"لا يلدغ المرء من الجحر مرتين"، إعتصامات, وتظاهرات, وإنفلات, طالبي الإصلاح المزعوم عام (2016)، لابد أن نجنب الجيل القادم من الشباب، ثمنها بالدماء والأموال، ولابد من تشخيص الأيدي والأبواق المأجورة، ودرء الفتنة التي قد تصيب العراق مستقبلاً |