• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الفبركة الإعلامية. .
                          • الكاتب : حسين باجي الغزي .

الفبركة الإعلامية.

إن من أعظم فِتن عهد ما بعد التغيير  في  عراقنا الحبيب - مما يجعل الولدان شيبًا، ويَدع الحليم حيران - أنْ ترى في صحافتنا ، ولا سيَّما في  البعض من صحفنا ومواقعنا إلا لكترونية - حرسها الله - جيشًا من الإعلاميين البعيدين عن المنهجية العلميَّة الموضوعيَّة في تمحيص الأخبار وغَرْبلتها وفبركتها ؛ حيث يقحمون أنفسهم في قضايا  بعيدة كل البعد عن  الدقة والموضوعية  المصيريَّة؛  وهم من أشدِّ الناس جهلاً، وأكثرهم خلْطًا وتخليطًا، وإن أحدهم كما تقول العرب في أمثالها السيَّارة: "ما يعرف قبيلاً من دبير".
وإنَّ من الدواهي العِظام ألاَّ يقف هؤلاء  في دائرة الجهل فحسب، وإنما بلَغ بهم الحال مبْلغًا مشينًا، إلى درجة يصحُّ أن نُطلق عليها - دون تهويل أو تضخيم - ما يسمَّى بـ"الفبركة الإعلامية"، الذي يضرب بأطنابه في أرْوِقة الإعلام - إلاَّ من رَحِم الله - والذي يبثُّ الافتراءات الكاذبة، والأراجيف الشائنة ويدس السم في العسل ويطلق العيارات الطائشة  هنا وهناك .
إن الصحافة الملتزمة أو الجادة تبتعد عن عنصر الإثارة كأسلوب سهل ورخيص في كسب المتلقي بما ينطوي عليه من مداعبه الأحاسيس والنوازع التي تتصف بالحيوانية أو التفاهة ولكن هذا الابتعاد ينبغي إن لا يشمل الأحاسيس والنوازع الإنسانية المشرقة والمتقدمة
ولما كانت الصحافة شأنها شان الفنون الأخرى فهي من أكثر الفنون تطورا بحكم طبيعتها القائمة على رصد حركة الشارع ومسيرة الأحداث ومواكبة التطورات في مجالات الحياة كافة..و إن هذه الطبيعة الخاصة للصحافة جعلتها مرآة جلية تجسد الواقع المتغير وترصد ملامحه المميزة بدقة وموضوعية فعكست لنا التحولات الكبرى التي شهدها المجتمع بأساليب متنوعة تتناسب مع هذا التحول وطرائق التعبير عنه.. وقد أكد الكتّاب والمحررون المعنيون منذ البداية إن الصحافة حرفه مادتها الكتابة ولذلك كانت العناية بالمفردة الدقيقة المنتقاة وبالعبارة المجسدة للمعنى وبالبلاغة الواضحة التي تجعل الجملة الصحفية تؤدي مهمتها في إيصال المعلومة إلى القارئ بوضوح.
إن ضرورة التنوع والتجدد هذه دفعت كتاب الأخبار والمراسلين والمحررين إلى التفتيش عن أفضل الوسائل والأساليب في صياغة الأخبار بشكل يواكب التحول في الذوق العام للقراء وفي فنون الصحافة ذاتها.. ومن هذا المنطلق تعرضت الأساليب القديمة إلى هزة قوية نفضت عنها الغبار ووضعتها وجها لوجه أمام مسيرة التطور والتجدد والتنوع فظهرت أنماط وأساليب وقواعد جديدة منها ما هو مبتدع جديد ومنها ما هو شكل متطور عن شكل قديم.ويا للأسف فان هناك جانب مظلم ومشوه من صحافتنا العتيدة شمر له بعض الطارئين على هيكلية السلطة الرابعة فأشاعوا فنون التدليس والتشويه وقلب الحقائق حما الله منها الجميع .
ومن صُوَر هذا الفبركات مايضر بأمن الوطن والموطنين ويعرض الأمن الاقتصادي والاستهلاكي لعموم البلاد بل يلحق الكوارث والهزات التي ماتفيق منها العباد والبلاد إلا وان دفعت من دماء أبنائها وممتلكاتها الشي الكثير   :
تلك البالونات الصفراء  الهوْجاء التي يطْلقها بعض الإعلام المحلي غير   المسئول اتجاه النخب والشخصيات الو طنية والتفنن في التسقيط السياسي  ونسف النموذج الرمز لمنظومة الأخلاق والقيم القيادية وإشعال الفتن الطائفية وزرع روح العداوة والأحقاد والبغضاء ودق إسفين الفرقة والتشرذم بين أبناء البلد الواحد لهي مؤشر احمر وخطير ينبئ عن تدهور خطير وانزلاق في هاوية المجهول ضد الدعوة للبناء والتقدم وأعمار العراق الجديد  ورموزه،و الذين يُشار إليهم بالبنان، وقد حوَتْ هذه الحملة جملةً من الاتهامات والمغالطات وأوردت لغة أرقام مشوشة ومبهمة وأدرجت بيانات خطيرة   تنم عن ضعف وتلاشي وازع الضمير والأمانة الصحفية والأخلاقية .
إنَّ هذه التُّهم الباطلة الفاجرة ترمي إلى تشويه صورة العراق الجديد المشرقة الوضَّاءة والمنتمين إليها، من خلال عرْضها في صورة الفساد والنهب المفرط والغلو في انتهاك المال العام والتعدي على حقوق الوطن والمواطنين  ، تلك الصورة السوداء الكالحة، وتلك المشاهد التي صنعت في دهاليز أوكار الشر من دول الجوار والقوى المعادية لايهدِّد مستقبل العراق بل يهدد مستقبل  المنطقة بأَسْرها.لان العراق هو قطب الرحى وهو  رأس النفيضة وحامل مشعل الحرية والديمقراطية والتقدم .
إنَّ هؤلاء الإعلاميين هم "طليعة الدَّجَّل والنفاق  وآلافك" الذين يَهْرفون بما لا يعرفون، ويهذون ولا يدرون، وإنك لترى الواحد منهم يزبرُ المقال الطويلَ في قضيَّة معينة، أو في شخص معيَّن، وإنَّ المقال من أُسِّه وأساسه إلى آخر حرْف فيه قائم على الدَّجل؛ كذبًا وتخوينًا.ومهما أمعنَّا النظر - نقدًا وتحليلاً - في وصْف هذا الشأن، فلن نجدَ وصفًا ولا تصويرًا لحقيقة هؤلاء القوم، إلاَّ ما حدَّثنا به  ديننا وتراثنا  من أنهم الطاعون وشر البلية  وهلاك الأمة -.
حما الله العراق وشعبة منهم ومن اشباهم . كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ .
 
                                                                                    الناصرية
                                                                          حسين باجي الغزي
                              Wedsb55@yahoo.com
 

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : ------ ، في 2012/09/29 .

#####





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=7984
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 07 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20