• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : شذرات من نصائح السيد السيستاني للاطباء .
                          • الكاتب : باقر جميل .

شذرات من نصائح السيد السيستاني للاطباء

 هذه النصائح تصلح لان تكون قوانين يسير عليها أصحابها المعنيون ، بل وكل الناس .

لعلكم ركزتم جميعا على خطاب المرجعية الدينية الذي شخص العلة بكامل الجزئيات التي فيه ، وأعطى الحلول معها ، فهناك فرق بين ان تبين الخلل وتعطي الحل ، وبين ان تنتقد فقط وتبقى عاجزا  عن الحل ، ففي الاولى يكمن التقدم والرقي في الانسان والمجتمع ، وفي الثانية يبقى عقل الانسان متوقفا فلا يحصل  له اي تطور في حياته الروحية والاجتماعية اطلاقا ،  ولذى فقد بين سماحة المرجع الاعلى ما هي ضرورة اصلاح الانسان لنفسه أولا من كل الاختصاصات ، وبعدها يستطيع ان  ينطلق لمعالجة الانسان الاخر ، وهو  يعطي ايضا جوابا لمن يقول ان المرجعية الدينية لا تعرف شيئا عن الناس  ولا تعرف ما يعانيه الشعب من آلام وهموم ، فقول المرجعية بالعناية بالمريض وكأنه من احد افراد عائلتك هو الدخول في أدق التفاصيل التي تصاحب العمل اثناء أداء الطبيب لدوره .
إن الحث على الاطباء في إشعار المريض انك تهتم فيه وكانه أحد أفراد عائلتك، هو أعلى مستويات الشعور بالإنسانية والعطف الانساني المتبادل بين البشر ، والذي  يحث  عليه الدين الإسلامي وأهل  البيت عليهم السلام ، من دون تمييز بين هذا وذاك (فالناس سواسية كأسنان المشط)، هذا التشخيص هو حالة دقيقة قد ضربت المرجعية عليه لأهميته ولعلمها بالحاجة الماسة إليه في المجتمع العراقي ، وخصوصا بما يمر به ألان من أوضاع استثنائية ، نحتاج بها الى أي كلمة تشعر الفرد العراقي  بالاهتمام والحنان والرعاية والمسؤولية .
 
لكن الامر الان مناط لدى من وجِّه له الكلام من جميع الاختصاصات التي ذكرت ، لان المقام الذي عند المرجعية هو مقام النصح والإرشاد في هكذا مجال ، ولا سلطة  قانونية لديها حتى تحاسب من يخالف هذا الكلام .
 
تبقى ضمائر الناس وهمتهم لفعل الخير ، وتطبيق نواياهم الحسنة التي ينادون بها ، ويشمرون عن سواعدهم ويفتحوا قلوبهم وعقولهم في إيصال الناس والبلد الى الخير والصلاح. 
لان هذه النصائح ترفع اي عذر باطل كان يصدح به بعض الافراد عندما يتخلف عن خدمة الناس بان الوضع برمته ينزل الى الهاوية ، وان كبار القوم من الحكومة من الفاسدين ، فهذه النصائح تقول لهم ولنا ان هذا العذر لا يرفع التكليف الموجه لنا بإصلاح ما نستطيع ان نفعله ، وكُل من مكانه واختصاصه وقدرته ، بسبب ان القاعدة الموجودة سابقا والمهملة دائما تقول : (كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته) ، ولان الحساب يوم القيامة لا يكون بنيابة احد عن احد ، بل (كل نفس بما كسبت رهينة) ، وكذلك (يوم يفر المرء من أخيه ، وأمه وأبيه ، وصاحبته وبنيه ، لكل امرئٍ يومئذ شأن يغنيه) .
فقد كان هَم  العلماء (علماء الدين او الاكاديمية) هو خدمة الناس مع المحاولات المستمرة لمنعهم من قبل الحكومات الظالمة ، بل البعض دفع دمه في سبيل ذلك ، لقد كانوا يستطيعوا ان يقولوا ان الامر لا يهمنا وان نقوم بجزء قليل فقط وينتهي كل شيء ، لكن نرى العكس تماما ، نرى سهر الليالي والأيام في سبيل إعطاء خدمة للناس حتى وان لم يقم بها كل من في الارض .
ان أشرف وأنبل مهنتين على وجه الارض هما  مهنة التعليم بجميع مستوياتها ومقاماتها (التعليم النافع) ، لان المتعلم يُعلم عقل الإنسان ويوجهه الى الطريق الصحيح ، وعقل الانسان ذات اهتمام من قبل الله تعالى لانه حجته الخفية عند الانسان ، فمن يحي هذا المخلوق فقد أحيا شيء لطالما يحترمه الله ويعطيه أهمية بالغة (ولقد كرمنا بني آدم) ، وجعله المعين الأكبر وبموازاة الحجة الظاهرة وهم الأنبياء .
وكذلك مهنة الأطباء التي تعالج وتنقذ الأنفس التي أودعها الله تعالى في أجساد الناس ، فهي أمانة الله عند الإنسان فكيف ستساعد هذه الأمانة يا ترى؟
الله يريد الحياة لبني البشر ولا يريد الهلاك ، لذلك قال لنا (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) ، فمن المعيب أن يُجعل من هذه المنزلة العظيمة تجارة همها الأموال لا أكثر   ، فإن الأموال وحدها لا يمكن ان ترتقي بالإنسان الى السعادة  والاطمئنان الروحي والجسدي ، بل العلم هو من يفعل ذلك ، والدليل انك لولا العلم لما صار الطبيب طبيبا ولا العالم عالما.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=79860
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29