إن ارتكاب الإنسان للذنوب أمر يتكرر بسبب عدم وجود الرادع الحقيقي في نفسه التي تعودت على تكرار القبائح و اجتراح السيئات . وليت شعري لو كان يعلم يقينا هذا المسكين انه في محضر الله تعالى ، فلو تيقن لإستحى . فهو لا يرتكب قبيح في حضرت اي سلطان جلس في محضره ، خوفاً من عقابه ، ورغبة في عطائه ، او حياءً من محضره ، وبالمقابل يفعل ماشاء من قبيح في حضرت مالك وملك الملوك تعالى ! فهو ليس على يقين لحضوره ، جل الله عن خلو مكان منه ، وليت شعري ألم يقرأ قوله ( هو معكم اين ما كنتم ) ! ألم يقرع قلبه المتصدي قوله ( أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ )) !
متى يصحو هذا الغارق في بحر الغفلة ؟ متى تتحقق فيه اليقظة من فترة السهو و الابتعاد عن الحق، ويبقى منشغلاً بالسوى ؟ رحماك يا ربي رحماك .