• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : *محا📝 ضرات رمضـــ🌙ـــانية11* (ولادةالإمام الحسن (ع)). .
                          • الكاتب : السيد ابراهيم سرور العاملي .

*محا📝 ضرات رمضـــ🌙ـــانية11* (ولادةالإمام الحسن (ع)).

في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك ...

سنة ثلاث للهجرة ولد سبط رسول الله صلى الله عليه وآله الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ، وما إن علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمولد سبطه الحسن حتى سارع إلى بيت فاطمة الزهراء عليها السلام فحمل الوليد المبارك على يديه وقبله وضمه الى صدره وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ثم التفت الى عليّ عليه السلام قائلاً: أي شيء سميت ابني؟ قال علي عليه السلام ما كنت لأسبقك بذلك فقال : ولا أنا سابق ربي فنزل الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) يبلغه بأن الله سبحانه قد سمى الوليد المبارك (حسنا) .

للامام الحسن عليه السلام منزلة عظمى في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة ، حيث حمل القرآن الكريم بين طياته كثيراً من الآيات البينات التي تنطق بمنزلة الحسن السبط وأهل البيت عليهم السلام عند الله تعالى نذكر منها هذه الآيات (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وقوله تعالى ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ، إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً ) وفي آية المودة ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) ، كذلك فإن الأحاديث النبوية الشريفة ذكرت الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ، قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ( من سره أن ينظر الى سيد شباب أهل الجنة فلينظر الى الحسن بن علي)، وقال صلى الله عليه وآله ( الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ).

☀أمّا ملامحه ، فكانت تحاكي ملامح جدّه الرسول (ص) فقد حدث أنس ابن مالك قال : لم يكن أحد أشبه بالنبي من الحسن بن علي وقد صوّر رواة الأثر صورته بما ينطبق على صورة جدّه (ص) فقالوا : إنّه كان أبيض مشربا بحمرة ادعج العينين ذا وفرة عظيم الكراديس  بعيد المنكبين  جعد الشعر  كث اللحية  كأن عنقه إبريق فضّة  وهذه الأوصاف تضارع أوصاف النبيّ (ص) حسب ما ذكره الرواة من أوصافه (ص) ، وكما شابه جدّه في صورته فقد شابهه وماثله في أخلاقه الرفيعة.رأى النبيّ (ص) أن سبطه الحسن (ع) صورة مصغّرة عنه ، يضارعه في أخلاقه ، ويحاكيه في سمو نفسه ، وانّه قبس من سناه ، يرشد أمّته من بعده إلى طريق الحقّ ، ويهديها إلى سواء السبيل ، واستشف (ص) من وراء الغيب أن كلّ ما يصبو إليه في هذه الحياة من المثل العليا سيحقّقه على مسرح الحياة ، فافرغ عليه أشعة من روحه العظيمة ، وقابله بالعناية والتكريم ، وأفاض عليه حنانه وعطفه ، من حين ولادته ونشأته ، وسنقدم عرضاً مفصلاً لالوان ذلك التكريم والاحتفاء الذي صدر من النبي (ص) تجاه الحسن في حال طفولته وصباه. 

☀إبتلاء اﻹمام الحسن (ع)

لقد ابتُلي أَميرُ المؤمنين (ع) بقتال من ضّللهم الضالّ المضلّ مُعاوية ابْنُ هند آكلة الاكباد، حتى قال يصف الحال {أَلاَ وَإِنَّ مُعَاوِيَةَ قَادَ لُمَةً مِنَ الْغُوَاةِ وَعَمَّسَ عَلَيْهِمُ الْخَبَرَ، حَتَّى جَعَلُوا نُحُورَهُمْ أَغْرَاضَ الْمَنِيَّةِ}.

   كما ابتُلي الامام السّبط الحسن المجتبى (ع) بنفس الامر، عندما قاد جيشاً من المضلَّلين الذين نجح الطّاغية مُعاوية في شراء ذممِهم فبانت شخصيّتهم المزدوجة بشكلٍ كبير، فيما ظلّ مُعاوية يحاول تضليل الامّة لشرعنة سلطتهِ التي ظلّت مكشوفة حتّى النهاية.

   لقد حاول مرة مثلاً تضليل الامّة بادعائهِ ان الامام الحسن (ع) رَآه اهلًا للخلافةِ اكثر من نَفْسه فتنازلَ له عنها، الا ان الامام السّبط (ع) لم يكن ليقبل ان يمرَّ مثل هذا الادّعاء الكاذب والتقوّلات الخطير مرور الكرام، لمعرفتهِ بمدى ما تتركهُ مثل هذه الأفكار من أثرٍ سلبيٍّ في تشويه الحقيقة والعبث بعقائد النّاس وثوابتَهم وتضليل بصيرتهم، ولذلك كان ردَّه شديداً ورادعاً بلا مُجاملة او مُواربة.

   فقام الإمام الحسن (ع) وخطب خطبةً مطوّلةً رد فيها على معاوية بمجلسهِ بقولهِ {أيّها النّاس إن الله هداكُم بأوَّلِنا، وحقنَ دماءَكُم بآخِرِنا، وإنَّ لهذا الأمرِ مُدَّةً، والدُّنيا دُوَل... وإنَّ مُعاوية زعمَ لكُم أنّي رأيتهُ للخلافةِ أهلاً، ولم أرَ نفسي لها أهلاً، فكذَبَ مُعاوية، نَحْنُ أولى النّاسِ بالنّاس في كتابِ الله عزَّ وجلَّ وعلى لسانِ نبيِّهِ، ولم نزل أهل الْبَيْتِ مظلومينَ منذُ قبضَ اللهُ نبيَّهُ، فالله بيننا وبينَ مَن ظلمَنا، وتوثَّب على رِقابِنا، وحملَ النَّاسَ عَلينا، ومنعَنا سهْمنا من الفَيء، ومنعَ أُمَّنا ما جعل لها رَسُولُ الله (ص) وأُقسمُ بالله لو أَنَّ النَّاسَ بايعوا أبي، حينَ فارقهُم رسول الله (ص) لأعطتهُم السّماءَ قطْرها، والأرضَ بركَتها، ولما طمِعتَ فيها يا مُعاوية... فلمّا خرجَت الخلافة من معْدنِها، تنازَعَتها قُريش بينها، فطمعَ فيها الطُّلقاء وأبناء الطُّلقاء، أنتَ وأصحابُك. وقد قال رَسُولُ الله (ص): ما ولَّت أمةٌ أمرَها رجُلاً وفيهم مَن هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ، إلا لم يزلْ أمرهُم يذهب سَفالاً حتّى يرجِعوا إلى ما تركوا (يقصد الجاهلية)}. 

   ثم دارَ بوجههِ إلى مُعاوية قائلاً {أيّها الذاكرُ علياً، أنا الحسن وأبي عليّ، وأنت مُعاوية وأبوك صخر، وأمّي فاطمة وأمُّك هند، وجدّي رَسُولُ الله وجدُّك عُتبة بن ربيعة، وجدّتي خديجة وجدَّتُك فتيلة، فلعنَ اللهُ أخملَنا ذِكراً وأَلأَمنا حسَباً وشرَّنا قديماً وحديثاً وأقدمَنا كُفراً ونِفاقاً).

☀نزول آيات قرآنية بحق اﻹمام الحسن(ع)

لقد نزلت مجموعة من الآيات القرآنية في حقّ الإمام الحسن عليه السلام منضمّاً مع رسول الله (ص) ووالديه علي عليه السلام وفاطمة (ع) وأخيه الحسين عليه السلام، ومن تلكم الآيات:

قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}.

فعن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: نزلت هذه الآية في رسول الله (ص) وعلي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام في بيت أ ُم سلمة ، بحار الأنوار 35: 206 ح1 .

وهذا الحديث من الأحاديث المستفيضة التي اتفق على روايتها كتب الفريقين، وتُعرف هذه الآية بآية التطهير، ويُعرف هذا الحديث بحديث الكساء .. وقال العلامة المجلسي (قده): (اعلم أنّ هذه الآية ممّا يدل على عصمة أصحاب الكساء عليهم السلام ... الخ) ، بحار الأنوار 35: 206 ح 1.

  قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا} الآيات ، سورة الدهر.

نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، كما تظافرت الروايات في ذلك ، بحار الأنوار 35: 237 ح 1 – 15. .

قوله تعالى: {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُم ..ْ} 

وتُعرف بآية المباهلة وقد أجمع الفريقان على أن المراد بأبنائنا الحسن والحسين عليهما السلام ، بحار الأنوار 35: 257 – 271. .

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا} 

فعن ابن عباس: الحسن والحسين وفاطمة نسب، وعليّ الصهر ، بحار الأنوار 35: 361.

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}

الآيات عن سعيد بن جبير .. قال: نزلت هذه الآية والله خاصّة في أمير المؤمنين عليه السلام قال: كان أكثر دعائه يقول: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا} ، يعني فاطمة و {وَذُرِّيَّاتِنَا} يعني الحسن والحسين .. {قُرَّةَ أَعْيُنٍ} قال أمير المؤمنين عليه السلام: والله ما سألت ربّي ولداً نضير الوجه، ولا سألته ولداً حسن القامة، ولكن سألت ربي وُلداً مطيعين لله، خائفين وجلين منه، حتى إذا نظرت إليه وهو مطيع الله قرَّت به عيني ، بحار الأنوار 43: 279.

قوله تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} 

عن ابن عباس قال: هم أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: عليّ ابن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وأولادهم الى يوم القيامة، هم صفوة الله وخيرته من خلقه ، بحار الأنوار 43: 279.

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ}

عن الصادق عليه السلام قال: الكفلين: الحسن والحسين ، بحار الأنوار 43: 279.

          والحمد لله رب العالمين




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=79999
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12