• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : حوار مع الشاعر والمؤرخ علي الحيدري .
                          • الكاتب : كريم الوائلي .

حوار مع الشاعر والمؤرخ علي الحيدري

 الشاعر والمؤرخ علي الحيدري :                                                                              

 الشعر يلعب دوراً فاعلاً كلما ازدادت الحاجة  الى الاصلاح 

إننا على أمل أن يُعيد اتحاد الادباء سياسته  

القصيدة العمودية صامدة صمود الرواسي بوجه العواصف العابرة   لو إني صرحت بما يجيش بالخاطر لما أبقى لي الحق من صديق.      
ازمة الثقافة العراقية كلما رُقعت اتسع الرقع على الراقع
 
حاوره كريم الوائلي
المؤرخ والشاعر السيدعلي الحيدري اسم ساطع في فضاء الثقافة وشخصية تتصف بالرصانة والبذاخة وما ان تلتق به حتى يشعرك بالالفة والتواضع فلا تجد بدا من اخذ اطراف الحوار معه في كل شأن وبشكل خاص الشأن الثقافي ، واروع واجمل ما ابصرته في العلامة الحيدري هو الاتقاد الذهني والمثابرة والفعالية ولم ار مثل الحيدري متواضعا للعلم والفكر . . والاكثر جمالا في العلامة الحيدري انه يجعلك تشتاق إليه بعد مفارقته بلحظات . ألتقيت السيد الحيدري على عجالة فبادرته بسؤال يحتاج لجلسة طويلة وربما جلسات ولكنه وهو الماسك بزمام اللغة والوعي الوقاد اختزل الجواب بالمفردة الثرية المنتقات والمتخمة بالدلالة والعمق . . 
قلت له :  كيف كان دور الشعر في الحركات الإصلاحية في العراق؟
اجاب : منذ أن ولد الشعر ولدت معه الحماسة وإثارة الشعور بهوية قبلية حتى أصبح الشاعر لسان حالها في الكر والفر والسلم والفخر إلا ان تطور الحياة في المجالين السياسي والثقافي واللذان ينبعان من محيطهما الديني، الذي من سماته رفع شعار الإصلاح على كافة الصُعد منها العراق، هنا نجده (الشعر) يلعب دوراً فاعلاً كلما ازدادت الحاجة إليه (الإصلاح)، وخير برهان على ذلك هي قصائد السيد عبد المطلب الحلي والشيخ عبد الحسين قاعد وعبد المحسن الكاظمي التي سبقت الشعيبة، تلتها قصائد الشبيبي والرصافي والزهاوي والشرقي، التي دعت للإصلاح بمختلف صنوفه الاجتماعية، والذي بدا جلياً في شعر الصافي والجواهري ومحي الدين، والأمثلة على ذلك تتعدى الحصر وهي جديرة بتسليط الأضواء على ما خبئت من مضامين يقام لها ولا يقعد.
وسألته عن مكانه من  المعترك الشعري العراقي
فأجاب :   إني أنظر لنفسي في هذا المعترك بمرآة، وينظر لي الآخرون بأخرى، والمرآتان تقتربان وتبتعدان بين الفينة والأخرى، إذ هما يتأرجحان بين النظرة الخاصة ومثيلتها العامة، ورياح التشريق السياسي والعلاقة القريبة والبعيدة بيني وبين ولاة الأمور، لذا أجدني كسواي لا نحصل على صورة مرئية ولا مسموعة ما لم يُعاد النظر بتقدير مواهب المبدعين.
وسألت الحيدري عن حال القصيدة العمودية أمام تحدٍ جديد، وهل تصمد أمام المد الحداثوي
فكان الجواب : ما دامت القصيدة العمودية ترتكز على أسسٍ متينة وقواعد أتقنها اللغويون القدامى، فإنها تصمد بلا ريب بوجه التحدي، صمود الرواسي بوجه العواصف العابرة، التي ربما تُدمع العيون إلا أنها وعلى حين غرة تدرج مع الرياح لتصبح أثراً بعد عين، وهذه الحداثوية ليست بالطارئة على بحور الشعر الهادرة، إذ لها ما يماثلها عبر المسيرة الثقافية قبل قرون، فذهبت ذهاب الزبد ومكث من ناوئته ليدخل قلوب الألباء دون هوية أو جواز سفر.
 
 
وقلت له كيف تنظر الى منتديات بغداد الثقافية، وما هو دورها في الفاعل الثقافي؟
فتحمس للسؤال واجاب : أكاد أجزم أني ولدت معها أكثر من خمسة عقود، ولا زلت بمقدمة روادها؛ حرصاً على ديمومتها ولو إني صرحت بما يجيش بالخاطر لما أبقى لي الحق من صديق.
إن رواد المجالس الأوائل بدأوا بالانحسار بشكل أو بآخر؛ مما مهد لعدد من الطارئين عليها أن يخلو لهم الجو كمحاضرين حتى أصبح الحُضّار من المثقفين ينصتون لمحاضرةٍ من يقل عن مستواهم درايةٍ. نعم ازداد الحضور ولكن قلّ المحاضرون، وفي ذلك تقديم للكم على النوع، ولو ان سيبويه والطبري أو المخزومي وجواد كانوا من بين حُضارها لفارقوها فراق غير وامق.
وسألته عما اذا كانت هناك أزمة في الثقافة العراقية؟
فأجاب على الفور : نعم، ولكن ليس كالأزمات فكلما رُقعت اتسع الرقع على الراقع، فالباحث مفكر، والشويعر شاعر، ومن لا يميز بين حروف النصب والجر أديب كبير.
وعن تقييمه  لأداء اتحاد الأدباء
رد بمرارة : إن دور الاتحاد انحسر بتشجيع وتعضيد الكثير من صغار الأدباء والشعراء، الذين منحهم جواز سفر أدبي مفتوح، وسدّ باب حضور مؤتمراته بوجوه كبارهم، ولطالما صرح مسؤولوه بمحاربتهم للشعر العمودي، غير مستندين على نظرة موضوعية سوى قِدمه، فهل ان الكتب المقدسة أصبحت في خبر كانَ لأنها أُنزلت بزمان غير زمان الاتحاد، يُضاف الى ذلك انقيادها لفئة دون أخرى، والمطلوب من الاتحاد أن يجعل من إدارته خيمة للم الشتات والسعي لحداثة القصيدة معنىً ولفظاً؛ لتحلق بأجوائه الأصيلة. إننا على أمل أن يُعيد الاتحاد سياسته بإدارته، وإن أصر عليها فليسأل ولنسأل، أين حلت الاتحادات التي سبقته، والتي لا تغاير وجهات نظرها وجهات نظره.
 

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : سليل الحيدري من : العراق ، بعنوان : شكر في 2011/08/04 .

السلام عليكم ...
أحببت أن أشكر الأستاذ كريم الوائلي لموضوعه الرائع كتابات في الميزان
والشكر الجزيل له لما قام به من حوار مع عمنا الشاعر والأديب السيد علي الحيدري وبيان ما يجول في خاطرهِ والأهتمام برؤيته لأنه صراحتاً لم ينصفه اعلامنا الماضي والحاضر بما يستحقه من أهتمام وذكر .
الشكر الجزيل لكل من يهتم بالأديب والشاعر علي الحيدري ليس لأنه عمّنا ولكن لأنه كما عبّر عنه العلامة الموسوعي أ.د. حسين علي محفوظ ( رحمه الله تعالى ) بأنه شاعر مقتدر وخطيب ماهر ومتتبع بارع وشاعر أهل البيت (ع) وعلم من أعلام العراق وكما عبر عنه أيضاً العلامة كوركيس عواد أن علي الحيدري نسيج وحده .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8011
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 07 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20