• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تحرير الفلوجة بين سطور جنيف .
                          • الكاتب : وليد كريم الناصري .

تحرير الفلوجة بين سطور جنيف

رأى المواطن السويسري"جان هنري دونانت" كثرة الخسائر البشرية في معركة " سولفرينو" عام 1864 م أخذته العاطفة، وإنتابه شيء من الرحمة، على ما عانى منه الأبرياء، خلال تلك الحرب، سارع الى تأليف كتاب أسماه"ذكرى من سولفرينو"، طرح من خلاله فكرتين،الإولى تضمنت"ضرورة إنشاء هيئة إغاثة في كل دولة، تقوم بنجدة ضحايا الحروب"والثانية"ضرورة تحديد قوانين، للسماح بتمريض الجنود الجرحى، مهما كانت هويته"صيغ على أثر ما طرحه "جان هنري"معاهدة دولية سميت"معاهدة جنيف"كون الاخير من قاطني مدينة جنيف في سويسرا.

أنضم للإتفاقية أكثر من(190) دولة، وعمل بها لأول مرة، خلال الحرب العالمية عام (1864)م، تعتبر "جنيف" من أوسع الاتفاقيات الدولية قبولاً، أضيف إليها بعد ذلك ثلاثة إتفاقيات، أخرها عام (1949)م، بالإضافة الى إلحاق البروتكلات الأخيرة بها، بين عامي (1977—2005)م، نصت الاتفاقية الثانية المضافة الى"تحسين حال جرحى ومرضى وغرقى القوات المسلحة في البحار" ونصت الثالثة على "الاعتناء بأسرى الحرب وحسن معاملتهم" أما الملحق الرابع "يعنى بالمدنيين وحمايتهم في حال الحرب".

خصص فيها بروتوكول ملحق، يختص بالحرب داخل الدولة الواحدة، في حالة إحتلالها من قبل دولة أُخرى، و عندما يراد تحريرها من قبل الدولة الأم، تعرض هذا البروتوكول، لعديد من الإعتراضات، من قبل الدول المنظمة، حول نسبة الخسائر البشرية، ونسبة دمار البنى التحتية، إنتهت أخر الاتفاقات للتسوية على اكثر من 5%، للضحايا البشرية ونسبة 15% للبنى التحتية، كما نصت على أن لا تتدخل دولة، بمساعدة جارتها في حال حدوث حرب، إلا بطلب حكومي رسمي، يمثل إرادة الشعب وليس السلطة.

لم تحضى إتفاقية جنيف بمتابعة وتطبيق حيادي، ولم تبصر فضاء "عدم الأنحياز الدولي" حيث ترى المملكة السعودية مثلاً، كسرت قيود وأساسيات الإتفاقية وملحقاتها من بروتوكولات، وراحت تهيم بواد الحرب، في (سوريا واليمن والعراق)،إذ أصبحت الراعي الأول، لزعزعة أمن وإستقرار الدول بالمنطقة، وعلى أساس طائفي، عبر عصبة الإرهاب العالمي "داعش"، وغادرت قفص إتفاقية جنيف، الى حيث فضاء المصالح المشتركة، مع قوى التحالف الدولي بقيادة أمريكا وإسرائيل، وإتتهمت من يعارض سياستها، بالتعدي على حقوق الإنسان، وتهميش وتغييب الشعوب.

بعد تحرير كعبة الخليج وقبلتهم"الفلوجة"من براثن وهابية وسلفية "داعش"، بأيدي القوات العراقية والحشد الشعبي، باتت السعودية وقطر، تعمل على تزييف الحقائق، ونظافة المعركة، عبر صوراً وفيديوهات مفبركة، قُدمت الى منظمات حقوق الإنسان،وبما فيها الراعي الرسمي لأتفاقية "جنيف"، لتشويه صور حقائق، معاملة القوات الأمنية والحشد للأهالي، ورسم لوحة مروعة، عن الدمار والقتل،والتنكيل بالنساء والأطفال والشيوخ، وتهديم المساجد،متغافلين عمن يسجد على ركبتية ليصعد إمرأة كبيرة، أو رجل مسن، الى سيارات الإغاثة، أو من يلقم الطفل الرضيع قنينة الحليب بيده.

يتكلمون عن حقوق الإنسان! ولا كرامة لإنسان يحمل الهوية،(اليمنية,أوالسورية,والعراقية )،في دستورهم، يتكلمون عن الطفولة! وعشرات الأطفال اليمنيين تستخرج يومياً،من تحت أنقاض القصف الخليجي، يتكلمون عن حقوق المرآة! وتسبى مئات النساء في فقههم، لتهدى الى عمالهم في ألأمصار، يتكلمون عن حرية الشعوب! وتقمع شعوبهم يومياً بالقتل والتنكيل والإعتقال، يتكلمون عن حرية التعبير والفكر! ويذبح الشيخ "نمر النمر" وتسحب جنسية الشيخ "عيسى قاسم" البحرينية لفكرهما ورأيهما، يتكلمون عن السلام بين الشعوب والطوائف! ويكفرون الشيعة ويجيزوا التعايش مع إسرائيل.

القوات الأمنية، والحشد الشعبي، أعطيا صورة الإنسانية، بألوانها وأبعادها الحقيقية، في تعاملهم مع الأهالي، خلال عملية تحرير الفلوجة، لم يخرجا من بين سطور معاهدة جنيف، النسبة التي تكلمت عنها الإتفاقية تتضائل الى( 0 أو 1%)، دمار البنى التحتية لم يصل حتى( 8%)، القوى العراقية الضاربة طبقت إتفاقية جنيف بما نصت، وذهبت لتطبيق ملحقات الإتفاقية، عبر مساعدة الأهالي في تقديم الطعام والشراب لهم، ونقلهم حيث المناطق الأمنة، بعد هروب أغلب سياسيوا الطائفة السنية، ممن يسكن مدينة الفلوجة، وترك أهلهم يعانون مصاعب النزوح من قراهم وبيوتهم.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=80123
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28