• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الجلباب الفيلي المخضب بدماء الشهداء الأبرياء .
                          • الكاتب : صادق المولائي .

الجلباب الفيلي المخضب بدماء الشهداء الأبرياء

تشمال نيوز: من غرائب العملية السياسية الجديدة بعد 9/نيسان/2003 أقيمَ على أرض الرافدين عرض فريد من نوعه طوال (14) عاماً للجلابيب السياسية، تضمن العرض الجلباب القومي للعرب والكُرد والتركمان والجلباب المذهبي والمسيحي وجلابيب بقية الطوائف والأقليات بالاضافة الى الجلباب العشائري والمناطقي، بحضور رموز جميع الكيانات السياسية القومية والمذهبية والميليشياوية ومنظمات المجتمع المدني ووجهاء العشائر، وسط حشدٍ كبيرٍ من الجماهير بلغ أكثر من (33) مليون مواطن عراقي. 

 

وقد إتَسمَ العرض بالمنافسة الشديدة بين أصحاب الجلابيب السياسية طوال فترة توليهم للسلطة، في ظل دعمٍ قَلَّ نَظيره من قِبل عدد من الأنظمة الإقليمية من العرب والتُرك والفُرس في ظل رعاية أبوية من لَدُن الإدارة الأمريكية. وظهرت النتائج خلافا للتوقعات حيث فاز الجلباب الفيلي بالمرتبة الأولى بفارقٍ كبير عن بقية الجلابيب السياسية، نظراً للمنافع الكبيرة للجلباب الفيلي المخضب بدماء أكثر من (20 ) الف شهيد فيلي، مما إستقطب المتاجرين السياسيين من كل حد وصوب من الكُرد والعرب والفُرس.! 

 

وبمناسبة هذا النصر إحتفلت كل المكونات والأطياف العراقية بالإضافة الى الأنظمة الداعمة لتلك الجلابيب السياسية، وغطت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة المحلية منها والاقليمية وكذلك الدولية هذا الحدث الفريد والكبير، لما له من معانٍ سامية وعميقة في الأخلاق والقيم والوجدان. 

 

لكنّما الغريب واللافت للإنظار طول تلك المسيرة ان الخسارة الوحيدة كانت من نصيب الفيليين، لان جلبابهم الفيلي لم يكن جالباً للحظ ولا لرفع الحيف عنهم، رغم ان جلبابهم كان الطلب عليه كبيراً جدا جدا، فصنوف التهميش والإقصاء والتغييب متواصلة بالإضافة إلى التهديد المستمر لوجودهم ومستقبلهم المجهول رغم دماء شهدائهم التي روت تراب هذا الوطن من أقصى شماله الى جنوبه، ولم تبادر اية جهة رسمية او شبه رسمية بالبحث عن رفات شهدائهم حتى اليوم، والأغرب من ذلك هو كلما عُثِرَ على رفات شهيد تلقفه احد اصحاب الدكاكين وعده من شهدائه ... (أيُرضيكم هذا الحال أيها الفيليون؟) ! 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=80251
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19