• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هذا ما أوصى به عليّ"ع"يوم استشهاده .
                          • الكاتب : عباس الكتبي .

هذا ما أوصى به عليّ"ع"يوم استشهاده

يروي الشيخ المفيد والشيخ الطوسي،عن الإمام الحسن"عليه السلام"أنه قال:لما حضرت والدي الوفاة أقبل يوصي فقال: 

((هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب أخو محمد رسول الله"صلى الله عليه وآله"وابن عمه وصاحبه:أوّل وصيتي أني أشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسوله وخيرته، اختاره بعلمه وارتضاه لخيرته؛ وأن الله باعث من في القبور، وسائل الناس عن أعمالهم، عالم بما في الصدور. 

ثم إنّي أوصيك يا حسن-وكفى بك وصيّاً- بما أوصاني به رسول الله"صلى الله عليه وآله"،فإذا كان ذلك يا بنيّ الزم بيتك، وابك خطيئتك، ولا تكن الدنيا أكبر همّك، وأوصيك يا بنيّ بالصلاة عند وقتها، والزكاة في أهلها عند محلها، والصمت عند الشبهة، والأقتصاد والعدل في الرضا والغضب وحسن الجوار، وإكرام الضيف، ورحمة المجهود، وأصحاب البلاء وصلة الرحم، وحب المساكين ومجالستهم، والتواضع فإنه أفضل العبادة، وقصّر الأمل، وأذكر الموت، وازهد في الدنيا فإنّك رهين موت وغرض بلاء وطريح سقم. 

وأوصيك بخشية الله في سرّ أمرك وعلانيتك، وأنهاك عن التسرع بالقول والفعل، وإذا عرض شيء من أمر الآخرة فأبدأ به، وإذا عرض شيء من أمر الدنيا فتأنّه حتى تصيب رشدك فيه، وإيّاك ومواطن التهمة، والمجلس المظنون به السوء، فإن قرين السوء يضرّ بجليسه، وكن لله يا بنيّ عاملاً، وعن الخنى زجوراً، وبالمعروف آمراً، وعن المنكر ناهياً، وواخ الإخوان في الله، وأحب الصالح لصلاحه، ودار الفاسق عن دينك، وأبغضه بقلبك، وزايله بأعمالك لئلّا تكون مثله، وإيّاك والجلوس في الطرقات، ودع المماراة ومجاراة من لا عقل له ولا علم، وأقتصد يابنيّ في معيشتك، وأقتصد في عبادتك، وعليك فيها بالأمر الدائم الذي تطيقه، والزم الصمت تسلم، قدّم لنفسك تغنم، وتعلّم الخير تعلم، وكن لله ذاكراً على كل حال، وارحم من أهلك الصغير، ووقّر منهم الكبير؛ ولا تأكلن طعاماً حتى تصدّق منه قبل أكله، وعليك بالصوم فإنّه زكاة البدن، وجنّة لأهله؛ وجاهد نفسك، واحذر جليسك، وأجتنب عدوّك، وعليك بمجالس الذكر، وأكثر الدعاء، فإنّي لم آلك يا بنيّ نصحاً، وهذا فراق بيني وبينك. 

وأوصيك بأخيك مجمّد خيراً، فإنّه شقيقك وأبن أبيك وقد تعلم حبّي له، وأمّا أخوك الحسين فهو ابن أمك، ولا أريد الوصاة بذلك، والله خليفتي عليكم، وإيّاه، أسأل أن يصلحكم، وأن يكفّ الطغاة البغاة عنكم، والصبر الصبر حتى ينزل الله الأمر، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم)). 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=80267
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28