• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : في صخب القارات وتصادمات الشعوب لنفرح بمسرات الانسان و نبتهج بأعياده ! .
                          • الكاتب : د . ماجد اسد .

في صخب القارات وتصادمات الشعوب لنفرح بمسرات الانسان و نبتهج بأعياده !

 بعد ان تقدمت ادوات الاتصال في وسائل النقل - من الحصان الى الطائرة فائقة الصوت - وفي وسائل الاتصال - من البريد بواسطة الحمام الزاجل الى الانترنت والفضائيات والهاتف الشخصي النقال - اصبحت الشعوب تتعرف بعضها على البعض الاخر على نحو اسرع ومن غير عناء او جهد يذكر ! فانتقال المعلومات والمصالح المشتركة قلصت المسافات وقربت الحدود حتى كاد العالم ان يتحول الى قرية صغيرة ! 

ولكن هل افراح شعوب العالم تلتقي عند غاية يشترك فيها الجميع من سكان القطب الشمالي الى صحراء الجزيرة العربية ، ومن غابات افريقيا الى سكان المحيطات ، ومن القرى المنسية الى العواصم الكبرى ، ومن فقراء العالم الى اغنى الاغنياء ، ومن العميان الى المبصرين ، ومن نساء الى كبار سن ، ومن اصحاب الحاجات الضرورية الى اليافعين ، ومن القابعين خلف القضبان الى العشاق في الهواء الطلق ... الخ ، اقول : هل ثمة غاية يشترك فيها سكان ارضنا ام ستبقى بعض الافراح عند بعض الشعوب او عند جماعة او امة لا علاقة لها بأفراح الفريق الاخر ...؟ و هل ثمة مناسبات عند جماعة لا تؤدي دورها الا على اثارة البغضاء عند الجماعة الاخرى ، ولا تعمق الا روح الكراهية ...؟ و هل ثمة اعياد عند شعب ليست عند الشعب الاخر البعيد او المجاور ، الا مآسٍ وايام حالكة العتمة ...؟ و هل ثمة دول تمنح شعبها عطل رسمية او شبه رسمية نراها في الجانب الاخر محفزا للمثابرة على العمل والجد وعدم اضاعة دقيقة واحدة من الزمن ...؟ 

من يحدد سر الفرح للشعوب كافة ومن يمنعها ...؟ من يصنع فرحا للجميع ومن يجعلها محدودة ...؟ من يصنع عيد في جانب و اسى وبكاء في الجانب الاخر ...؟ 

اسئلة تقودنا من عالمنا المعاصر الى اقدم ايام الانسان على هذه الارض .. اسئلة تعقبها اسئلة لكن الانسان لرغم معاناته اليومية والوجودية يتشبث بلحظة المسرة وبدقائق من الفرح وبساعات من البهجة وبأيام سعيدة ! 

ويوم تحتفل البشرية ضد البغضاء وضد المصانع التي تصنع اسلحة الفك للارض والحيوان والبشر وضد العنف و يوم تمتنع الشعوب من الحروب بعضها ضد البعض الاخر ويوم تحتفل الشعوب بعيدا عن لونها ودمها و لسانها و اشكالها و تدرك ان ( المحبة ) اعظم من الكراهية والعمل خير من الخمول والكسل والمتعلم لا يقارن بغير المتعلم وسلامة الصحة العامة ونقاء النفس وطهر الضمائر ... تدرك ان ما تشترك فيه ليس هو ما تختلف عليه .

 فالقرية الصغيرة التي هي الارض والتي هي بحجم حبة قمح في المجموعة الشمسية وحبة رمل في المجرة لم تعد تحتمل ان تشهد مناسبات غايتها تقسيم البشر واعياد يختلف عليها الناس وافراحا تثير البغضاء بين الناس ! 

الا يحق لنا ان ندرب عقولنا وعقول من يكمل مسيرة الحياة بعدنا ، ان يعدل المثل الصيني القديم القائل : يولد الانسان في الحزن يعيش فيه ولا يموت الا في الحزن .. الا يحق لنا ولأجيالنا ان تولد لتفرح وتبتهج بما لا يحصى من عوامل البهجة ، وتعيش في المسرات بماتمتلكه من اسباب لذلك ، و ان لا يرحل الانسان عند ساعة الرحيل الا و ضميره مسرور ، لانه امن ان السعادة البشرية هي وحدها التي ستدوم رغم انها قد لا تدوم الا قليلا!!

 

 

العراق - بغداد 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=80328
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19