• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بعيداً عن الطائفية التشيع مدرسة وعي وبناء .
                          • الكاتب : د . علي رمضان الاوسي .

بعيداً عن الطائفية التشيع مدرسة وعي وبناء

 التشيع هو الاسلام المحمدي الذي سهر الائمة الاثنا عشر من أهل البيت (عليهم السلام) على سلامته وإيصاله وعياً متقداً الى الناس، فعلى طول التاريخ الطويل للأمة الإسلامية برزت مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) في صياغة العقل المسلم والوعي الديني الحذر والحساس أمام أية عملية استلاب فكري او عدوان على الهوية الاسلامية:
 
1-لم يتوقف الاجتهاد في هذه المدرسة وبقي للمجتهد منطقة فراغ يتنقل فيها للاجابة على حاجات الأمة بوجه التحديات والتحولات الكبرى، ان بقاء هذا الباب مفتوحاً صاىر حالات الجمود التي هيمنت على الأمة الاسلامية قروناً من الزمن.
 
2-في هذه المدرسة بقي العقل هو المصدر الرابع من مصادر التشريع بعد القرآن الكريم والسنة النبوية والاجماع، فلم تحرم الامة من التعاطي الايجابي والواعي مع كل التحولات والتحديات.
 
3-اعتمدت هذه المدرسة الاسلامية الحوزة العلمية منهلاً فكرياً رائقاً وبقي هذا الصرح العلمي طوداً شامخاً لم تتمكن كل المحاولات العدائية من تهشيمه وذلك لحراسته من قبل مراجع الدين والعلماء والمفكرين الى جانب استقلالها الذاتي مادياً لكن الحوزة بقيت لم تتأثر بهذه التأثيرات العدوانية وحتى المشروع الغربي بأجندته الغربية ومحاولاته العدائية المتعددة لم يتمكن من ان ينال من متانة وقوة وتأثير هذه الحوزة العلمية.
 
4- رعى أهل البيت (عليهم السلام) هذه المدرسة بالفكر الخلاق والسماحة وقيم التعايش السلمي ومنع ظواهر التطرف او إقصاء الآخر مما ساهم في حفظ كيان المدرسة بطرح النظريات البناءة والافكار والرؤى الاستراتيجية للواقع الحياتي.
 
 
 
أساليب عدائية مضادة:
 
حاول أعداء الأمة ان يقصوا هذه المدرسة عن المسرح الحياتي بشتى الاعمال الساخنة والأيذاء والمطاردة والتنكيل والقتل فلم تزد هذه المدرسة الاسلامية الا صلابة وقوة وتجذراً لخدمة دين الله والدفاع عن حرماته.
 
 
 
الاساليب الماكرة:
 
 لعل أخبث سلاح استدرجوا به الامة الاسلامية هو الطائفية المقيتة التي يرفضها الاسلام المحمدي منهج اهل البيت (عليهم السلام) رغم كل العدوانية والحرمان الذي مورس ضد اتباع اهل البيت (عليهم السلام) على طول التاريخ واليوم ترفع مرة اخرى الطائفية شعاراً وسلاحاً تدميرياً لتمزيق نسيج المجتمع الاسلامي وتفتيت روح الاخوة الدينية والسماحة الاسلامية في التعامل.
 
5-وهنا برز لديهم أسلوب ماكر يمارسونه بعنوان:
 
(الحصون تهدّد من داخلها). فماذا فعلوا أذن وماذا يريدون؟
 
لقد عمدوا الى سياسات استفزازية بين المسلمين فانطلقوا باعمال اعلامية كبيرة لاستعداء الفرقاء فيما بينهم، فشتم الرموز الدينية لدى هذا الطرف او ذاك يثير ضغائن وأحقاداً تدعمهم دوائر دولية تسعى للعبث في وحدة المسلمين.
 
 
 
قنوات تلفزيونية مشبوهة:
 
شأن هذه القنوات ودورها هو التهجم على علماء المسلمين الشيعة باسلوب مقذع وغير محترم تماماً ويدير هذه القنوات صعاليك ومجهولون وان ارتدوا العمة زيّاً، فاسقاط الهيبة العلمائية تسهّل لهم الاختراق اكثر بشكل مؤلم بهدف اضعاف وتقسيم داخلي في المدرسة الواحدة تمولهم جهات مشبوهة تحت عناوين تجار ومراكز دراسات موجهة وأجهزة عبثية.
 
6-يحاول البعض تبني الشعائر الدخيلة على المنهج العقائدي لائمة أهل البيت (عليهم السلام) وطرحها كأنها الاساس، وعلى الجميع ان يمارسها، وقد اوجدت هذه الظاهرة شرخاً كبيراً في اساليب التعامل وطرق التعايش واحياء الشعائر الصحيحة المثبتة فاختلط الأمر على كثير مما عقّد المشهد اكثر وأثار الفرقة بين المؤمنين.
 
7-المرجعية الرشيدة من اجل ان لا تبدأ التجارب المرجعية من الصفر  لكنها حوربت بأساليب التوائية مختلفة وذلك بهدف ابعاد المؤسسات والتنظيم المالي داخل البناء الحوزوي بشكل عام، ويقوم البعض بتشويه النظام المؤسساتي في الحوزات وهذا يؤثر على كفاءاتها وقدراتها قطعاً.
 
8-بروز ظواهر فكرية عقائدية منحرفة متهافتة افتضح أمر بعضها تدعي النيابة والوكالة عن المعصوم لكنها مدعومة من جهات همها تدمير هذه المدرسة الاسلامية لاهل البيت (عليهم السلام) ولو تركت هذه المحاولات من غير مكافحة فكرية وعملية ستثير غباراً كثيفاً على الحقائق التي تنشدها هذه المدرسة العملاقة وللأسف كل مدعياتهم تفتقد الدليل العلمي والحجية العقلية فتزيد في التشويه وقد تتحول هذه المجاميع الى تكفيريين ومطبلين لا يتورعون بل يتجاوزون كل الحدود.
 
9-اخيراً وليس آخراً: هذه التحولات المعقدة والتوجيه المبرمج من اعداء الأمة من خارجها وداخلها على السواء تدعونا الى تأسيس مراكز دراسات علمية بحثية موثقة للمحافظة على نقاء هذه المدرسة الاسلامية ودفع كل الشبهات والاثارات المريبة التي تثار بطرق تضليلية مدمرة.
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=80601
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19