• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : اللَّهمَ أرِنَا الحقَّ حَقَّاً وارْزُقْنَا أتّبَاعَه .
                          • الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو .

اللَّهمَ أرِنَا الحقَّ حَقَّاً وارْزُقْنَا أتّبَاعَه

 اراءة الحقِ توفيق,والعمل به رزق,ومن حُرِم الأمران معاً فقد البصيرة,
فقدانُ البصيرة يعني أن يُضيِّع الانسان بوصلة رؤيته الكونية ,ويفشل في البرهنة على حقائق الوجود الكبرى ,ووَزْنَها بمعيارٍ عقليٍّ رصين,فإذا لم يتنبَّه لهذا الأمر وقع فريسة القناعات الساذجة, والتخبط الفكري- ومن ثَّم - تخلَّى عن كل قيمة مستمدَّة من الغيب,الذي هو مساحة العقل في التأمَّل البرهاني الخالص,ودعامة الروحِ في عمقها الايمانيِّ المحض.
لذا,حين يكون العقل ساحةً للإضطرابات الفكرية,والروح مرتعاً للهواجس الشيطانية,فإنَّ الإيمان - لو كان له مجالٌ في هكذا شخصية - يكون سطحياً جداً,ينهار عند أول إختبارٍ حتى لو كان غير جدِّي,
لذا ليس مفاجئاً أن يتبرأ كثيرون من الإسلام,والمذهب ,والمعتقد,والمرجعية,لأنهم كانوا بريئين منها فعلاً قبل الاختبار,غاية مافي الأمر ان هذه البراءة اتخذت طابعاً رسمياً بتصريحاتهم تلك.
هم لم يتبرؤوا من الأدلة التي قام عليها الإسلام؛لأنهم لايعرفونها,
ولا أعلنوا براءتهم من البراهين التي استند عليها المذهب؛لأنَّهم لايدرونها,
ولا أصحروا بهجرانهم لحجج المعتقدات الدينية؛ لأنَّهم لم يخوضوا فيها,
ولا جهروا بعدائهم للمرجعية ؛لأنهم قاسوا رؤى المرجعية الفقهية,بمقاس نظرة السياسي النفعية,فاشتبه عليهم الأمر,وضاع منهم الميزان.
هم تبرؤوا في الحقيقة من الجدِّيةِ في البحث,لمَّا طرحوا شبهاتهم,ولم ينتظروا الأجوبة؛ لأنَّهم كانوا ناشدي ضالة,ومتتبعي عورة,ولم يكونوا طالبي حقيقة.
هم تبرؤوا من الإجتهاد في البحث عن الحق, والجدِّ في طلب الحقيقة؛ لأنَّهم متحللون كسالى,لايكلفون أنفسهم مطالعة كتابٍ يختلف معهم في النظرة ,ويقاطعهم في الإتجاه.
من هذا المنطلق,أعلن ,أنني أنا (صلاح عبد المهدي الحلو) تمسكي بديني الإسلام,فطرة الله التي فطر النَّاس عليها,لا عن تقليدٍ للآباء ,ولا وراثة عن الأجداد,بل خضوعاً للأدلة التي بخع لها وجه فهمي,وسجدت لبراهينها ناصيةُ علمي.
وأنني متمسكٌ بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب,الذي نزلت فيه آيات المباهلة ,والنَّجوى,والمودة ,وغيرها كثير,والذي نصَّ على إمامته بلا فصل,رسول الله صلى اللهُ عليه وآله, الذي لاينطقُ عن الهوى ,يوم غدير خم,حتى بخبخَ له الشَّيخان,وعرف بولايته الثَّقلان,وفي مذهبي أن بعده أحد عشر إماماً معصوماً ,آخرهم الحجة بن الحسن,الذي مدَّ الله في عمره كما مدَّ في عمري الخضر ونوح من المسلمين,والشيطان والجسَّاسة من الكافرين, وإنَّه غائبٌ عن هذه الأمة كما غاب الخضر من أمة الاسلام,والسَّامري من أمة اليهود.
وإنني - بعد ذلك - متمسِّكٌ بمرجع تقليدي ,الذي وجدتُهُ بعد أن فحصتُ جهدي ,أعلمهم بحسب قول أهل الخبرة,ورعاً تقيا,مجانباً لهواه ,مطيعاً لأمر مولاه ,أرجع إليه ,في عباداتي ومعاملاتي,من واجبٍ وحرام,ومستحبٍ ومكروه,بل ,وأقلِّده في عادياتي أيضاً,ماخلا الضروريات من الدين,كوجوب الصلاة والصوم ,وحرمة الزنا والربا.أتمسكُ بفتواه وإن انتقدتها الألسن,وهزأت بها الأفواه.
لايهمني من يخالفني رأيي,ولا تُفزعني كثرة من أخذ غير طريقي,فإنَّ الحق لايُعرف بالكثرة.
نعم ,أتألَّم لكل من ضلَّ عن جادَّة الطريق,تأسِّيَّاً بألم رسول الله على قومه من كفارِ قريشٍ أن لايكونوا مؤمنين,وأرجو لهم الهداية,لأن الله تعالى لم يخلق جنَّةً عرضها السموات والأرض,ليحرم أكثر الخلقِ منها.
ونظرتي إلى كل قضيةٍ لها مسَّاسٌ بالإسلام والمسلمين,نظرة رسول الله صلى الله عليه وآله ,لما قال كما عن الإمام الصادق عليه السلام(من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم) .أي ليس بكامل الإسلام؛ لذا أنا اهتم بقضايا الوطن الإسلامي,في البحرين وفلسطين وغيرهما امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وآله,الذي أمرنا بالاهتمام بشؤون المسلمين,كما أمرنا بأن نصلي صلاة الظهر أربع ركعات,فعليَّ أن آخذ بهذا الأمر ,كما أخذتُ بذاك الأمر,إذ كيف يسوغ التفريق بينهما وهما جاءا بلسانٍ واحد عن نبيٍّ واحد؟
أتألَّم لكلِّ مصابٍ يقع عليهم وعلى أيِّ إنسان ولو كان غير مسلم,تأسيَّا بألم أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام ,وهو يقول من كلامٍ له (وهَذَا أَخُو غَامِدٍ قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُه الأَنْبَارَ ...- ولَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ - عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ والأُخْرَى الْمُعَاهِدَةِ - فَيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وقُلُبَهَا وقَلَائِدَهَا ورُعُثَهَا - مَا تَمْتَنِعُ مِنْه إِلَّا بِالِاسْتِرْجَاعِ والِاسْتِرْحَامِ - ... - فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ بَعْدِ هَذَا أَسَفاً - مَا كَانَ بِه مَلُوماً بَلْ كَانَ بِه عِنْدِي جَدِيراً) -فهو عليه السَّلام لمجرد أن دواعش عصره ,أخذوا حليَ المرأة المسلمة والكتابية ,فلم يغتصبوهنَّ ولم يقتلوهنَّ بل مجرد أخذو حليهنَّ - لفترةٍ ما -وأرجعوها لهنَّ بالإسترحام,مع هذا يقول انه لاملامة ولا تثريب على المسلم لو مات غصَّةً وأسفا,هذه هي الإنسانية التي علَّمها لنا أميرُ المؤمنين عليه السَّلام,إنسانية المبادئ والرحمة, لا إنسانية الميوعة والابتذال.
يموت المسلمُ أسفاً لأنَّ امرأةً معاهدةً نظيرةً له في الخلق,وأخرى مسلمة أختٌ له في الدين,استرحما الأنذال في إرجاع الحُليِّ ,لا أكثر من هذا ولا أقل.
وانطلاقاً من هذه الحقيقة,لايرعبني اعتراض معترض,ولاتخيفني لومة لائم,فهذا تكليفي الشرعي,في الاهتمام بالآخر ,مسلماً كان أو إنساناً , كما هو تكليفي بالصيام والصلاة,وليس عليَّ من حرجٍ إذا لم يقمِ الآخرون بتكليفهم في هذه القضية,فلن أُحاسب عنهم في قبورهم,ولن يسألوهم عني في قبري,فكلٌ سيُخلد في حفرته لوحده,ويُحاسب على ماقدَّمت يداه هو ,لا ماقدَّمت يدا غيره.
والنَّاصبيُّ وإن كان ذا رحمٍ أبغضُ إليَّ من الكلب والخنزير,وأبعد عنِّي من الشَّمس والثّريا,والشيعيُّ وإن كان غريباً أحبُّ إليَّ من ابن بلدي ووالدي,وأقربُ إليّ من حبل وريدي وشغاف قلبي. 
هذه هي عقيدتي ياسادة,دون مواربةٍ وبلا مخاتلة.
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=80614
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19