• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : لا لن أنوحَ على العراق .
                          • الكاتب : رزاق عزيز مسلم الحسيني .

لا لن أنوحَ على العراق

 يا سيدي العراق انا لا املك غير الحروف فاغفرْ لي عجزي والتمس منك العذر
 
قلبي على وطني أسىً يتحرّقُ
بسيوفِ أشباهِ الرجالِ  يُمزّقُ
 
وأرى بهِ بابَ الحروب مُشرّعاً
لكنَّ بابَ السلمِ دوماً مُغلقُ
 
صمتَ اللسانُ عَنِ الكلامِ مواسياً
فالقلبُ باكٍ  والمدامعُ  تنطقُ
 
كلُّ الشعوبِ خلا العراقَ سعيدةٌ
فإلى متى يشقى وليلُهُ مُطبِقُ ؟
 
قد ضاقَ صدري بالسؤالِ الى متى
بلدُ الحضارةِ يُستباحُ ويُحرقُ ؟
 
والى متى تبقى الدما مطلولةً
حتى يكادُ بها يغصُّ ويشرقُ ؟
 
كم سيقَ نحو مواقدٍ ومجازرٍ
ثرواتُهُ هدراً عليها تنفقُ
 
أمسى بها كلُّ العراقِ مُدمّراً
وبنوهُ في شتّى البقاعِ تفرّقوا
 
عبثاً يحاولُ مَنْ يُعلّلُ ما جرى
فلقد يُجانبُهُ الصوابُ ويُخفِقُ
 
فاليأسُ قد ملاَ القلوبَ كآبةً
والحزنُ فيها يستجدُّ ويخرقُ
 
يا شعبُ ما منكَ الدماءُ رخيصةً
حتّى ربوعكَ تستفيضُ وتغرقُ !!!
 
أبكيكَ يا وطني غريباً نائياً
ووددْتُ قربكَ من عبيرِكَ أنشقُ
 
ووددْتُ تجمعنا بحضنكَ راعياً
تسخو علينا في الحنانِ وتُغدقُ
 
بلْ حيثما كُنَّا لنا متفقّداً
كأبٍ يحنُّ على بنيهِ ويُشفقُ
 
فأنا أريدُكَ موطني لي موئلاً
حتّامَ أنّي مغرّبٌ ومُشرّقُ 
 
امددْ يديكَ الى يديَّ فإنّني
لَكَ عاشقٌ ومنَ الصبابةِ مرهقُ
 
رفقاً بقلبي من تباريحِ الهوى
فالشوقُ يقتلُ إِنْ طغى مَنْ يعشقُ
 
أبكيكَ مثخنَ بالجراحِ مُخضّباً
بدماءِ شعبكَ مُذْ سنينٍ تُهرقُ
 
أبكيكَ مظلوماً بلا ذنبٍ غدتْ
أرواحُ شعبكَ كلَّ يومٍ تُزهقُ
 
أبكيكَ يا أسداً عَلَيْهِ تنمرّتْ
شرُّ الضباعِ ومن دمائكَ تلعقُ
 
لا لن أنوحَ على العراقِ لأنّه
رغم الردى باقٍ وحيٌّ يُرزقُ
 
سيزولُ أعداءُ العراقِ جميعُهم
ويدوسُ فَوْقَ رؤوسهم بلْ يسحقُ
 
ويطاردُ السرّاقَ في كلِّ الدُّنى
لو أنّهم بالبيتِ لاذوا والستارِ تعلّقوا
 
عقبى المآسي سوفَ ينهضُ مارداً
في كفّهِ عَلَمُ انتصاره يخفقُ
 
وتظلُّ ناصيةُ العراقِ الى السما
مرفوعةً بشموخها تتألقُ
 
سامٍ على رغم النوائبِ كوكبٌ
 باقٍ يسرُّ الناظرين ويشرقُ
 
يا ابن الفراتينِ الذي لم ينحنِ
للظالمين ولم يكن يتملّقُ
 
اصفعْ فديتُكَ وجهَ كلِّ منافقٍ
ما كانَ من خجلٍ أمامكَ يعرقُ
 
وجهَ السياسيِّ الذي لا يستحي
ما كانَ يوماً في وعودهِ يصدقُ
 
وجهٌ صفيقٌ لا يهمّهُ أنْ يرى
شعباً عَلَيْهِ بكلِّ حينٍ يبصقُ
 
لا خيرَ فِيهِ ولا بحزبهِ كاذبٌ
بوعودِ عرقوبٍ  لشعبهِ يطلقُ
 
يا شعبُ لا تكنِ الذلولَ لراكبٍ
بلْ كنْ عقابا في السَّمَاءِ يحلّقُ
 
كثرتْ جراحُكَ يا غيورُ الى متى
مِنْهَا ينابيعُ الدما تتدفقُ ؟
 
يا شعبُ لا تُبقِ بأرضكَ فاسداً
بِاسْمِ العراقِ وشعبِهِ يتشدّقُ
 
يا شعبُ قاومْ مَنْ يريدُكَ خانعاً
واسحقْ بنعلكَ من يخونُ ويسرقُ
 
يا شعبُ لا تكنِ الصبورَ على الأذى
ما كُنتَ يوماً من طغاةٍ تفرقُ
 
ما زلتَ سيفاً لامعاً ومروِّعاً
يخشاكَ كلُّ مخاتلٍ إِذْ تبرقُ
 
مالي أراكَ مُصفّداً أو عاجزاً
وبكَ المخاطرُ والأعادي تحدقُ
 
احذر مِنَ الاحزابِ لا تركنْ لها
دأبتْ على أكتافنا تتسلّقُ
 
جرّت عليكَ مصائباً ومصاعباً
فالحالُ قد ساءتْ وعيشُكَ ضيّقُ
 
سربُ الجرادِ غزا حقولَكَ جائعا
أكلاً بخيرِكَ لم يزلْ يتمطّقُ
 
قُتِلَ النفاقُ وَمَنْ يدينُ بدينهِ
متملّقاً يعنو لهم ويصفّقُ
 
عقبى الظلامِ الفجرُ يأتي باسماً
ويزولُ عنّا ما يُخيفُ ويُقلقُ
 
وتعودُ أيامُ العراقِ سعيدةً
فِيهِ العدالةُ في الورى تتحقّقُ



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=80892
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28