لو كان (الفقر) رجلاً لقتلته.. كلمة كأنها قيلت قبل قليل، مع ان تاريخ الفقر، او بالأحرى عدم المساواة بين الناس يرجع الى ازمنة بعيدة .

وهي عبارة تسمح لنا ان نجتهد ونقول: لو كان (الجهل) رجلاً لقتلناه! ولكننا للأسف لانستطيع القاء القبض على الجهل حتى لو احصينا آثاره وعلاماته في عالمنا الكبير!

وليس المقصود بـ(الجهل)، الجهل بما لانعرفه او مايصعب معرفته، كالذي يخص ماقبل الزمن وماهو خارج حدود مجرتنا والدورات الكبرى... ولماذا كانت هناك مسافات بين الناس في الثراء او في الفقر.. في العلم او عدمه.. في القوة او في الضعف.. في المحبة او في الكراهية.. الخ بل الجهل الاخر الذي نستطيع ان نعرفه.. واقصد به هنا: الجهل الذي يسبق الفقر والذي يؤدي اليه..! لأننا عندما نقتل الفقر فأننا سنترك اسبابه قائمة، اما ان نقتل الجهل سيكون سبباً او واحداً من الاسباب التي تؤدي الى ضرب من العدالة تحتم المساواة في الاقل وتقلل من المسافات بين الموت (تخمة) وبين الموت (جوعاً)!

 انه الجهل الذي يقود الى عدم التفكير والذي يقود الى عدم العمل!...

والسؤال القديم-الحديث: لماذا لايعمل الناس بل لماذا ثمة كراهية للعمل تؤدي الى وجود بطالة مقنعة او ظاهرة تقود الى الصراع والمنافسة والى شتى اشكال العنف مما تؤدي الى وجود اللصوص والفاسدين... وتؤدي الى وجود البوليس ومراكز الشرطة والمعتقلات والحروب !

لاتقولون لي: لاتحلم !

فلو كان الجهل رجلاً او كياناً لأغريناه بالأصغاء الينا كي يتعلم كيف يدرك اشرف العادات وانبلها وهي سعادة من يمنح الناس السعادة.. فخير الناس انفعهم للناس !..

أليست الكلمة الطيبة صدقة..؟