• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فشل انقلاب تركيا صدم كثيرين .
                          • الكاتب : سليم عثمان احمد .

فشل انقلاب تركيا صدم كثيرين

 تمكن الأتراك من إحباط محاولة إنقلابية فاشلة قادها عشرات من ضباط الجيش التركي مدعومين من المعارض التركي المقيم في بنسلفانيا الامريكية محمد فتح الله غولن وراح ضحيتها حوالى 256  منهم 104 من العسكريين الذين شاركوا فيها  وتوعد الرئيس التركي بمحاسبة من شاركوا فيها، ولحظة وقوع الانقلاب كان أوردغان  يقضي عطلته في منتجع مارماريس المطل على بحر إيجه، في أقصى الجنوب الغربي من تركيا
و نشر موقع سي إن إن تورك تقريرا  تحدث عن تفاصيل الانقلاب وكواليسه، أكدت من خلاله  تواجد كبار قادة القوة الجوية التركية المتمركزين في مدينة إسكشهير وسط البلاد قرب مدينة إسطنبول  ليلة الخامس عشر من يوليو في  حفل زفاف ابنة قائد قوات الدفاع الصاروخي الجوي ألهان جانفير، وتضيف المحطة أن  توقيت الحفل كان مهماً وحساساً لقائد القوات الجوية السابق عضو المجلس العسكري الاستشاري الجنرال أكن أوزتورك، الذي تغيب عن حفل الزفاف ليقوم بمشاركة ضباط آخرين بقيادة الانقلاب الذي فشل بعد ذلك وتقول: أن الجنرال الانقلابي أوزتورك بدأ في التخطيط لعملية الانقلاب والسيطرة على سلاح الجو بالتنسيق مع بعض الضباط المقربين، والمحسوبين على التنظيم الموازي أو جماعة غولن، خاصة بعد أن تم إحالته للتقاعد في أغسطس2015 وما شجعه أكثر على دخول هذه المخاطرة الانقلابية هو حصوله على ضمانات بأنه سيتولى رئاسة الأركان إن نجح الانقلاب، وذلك لكونه صاحب الرتبة العسكرية الأعلى من بين الضباط الانقلابيين .
يذكر أن العناصر الانقلابية قامت باقتحام حفل زفاف ابنة قائد قوات الدفاع الصاروخي الجوي ألهان جانفير، واعتقلت قائد القوات الجوية عابدين أونال، وكبار الضباط الذين كانوا يحضرون حفل الزفاف.
الرئيس التركي أوردغان أستطاع أن يدير ساعات الانقلاب الست العصبية بذكاء شديد، فقد خاطب شعبه عبر موقع خبر تركيا مستخدما تطبيق الفيس تايم وطالبهم بالنزول الى الشوارع وحماية مطار اتاتورك الدولي في اسطنبول وكانت تلك الرسالة نقطة فاصلة ادت الى افشال الانقلاب حيث واجه الشعب التركي دبابات واسلحة الانقلابيين بصدور عارية بل في كثير من الاحيان قاموا بألقاء القبض عليهم وتسليمهم للأجهزة الأمنية وكان دور الشرطة والاحزاب الرئيسية المعارضة للحكومة مميزا . 
ومعلوم أن الرئيس  الرئيس التركي رجب طيب  أوردوغان أمضى  أكثر من عشر سنوات في رأس السلطة كأقوى رجل سياسة عرفته  تركيا بعد مؤسس الدولة أتاتورك ولد أوردوغان في حي قاسم باشا في إسطنبول وأمضى طفولته في منطقة ريزه على ساحل البحر الأسود، إذ كان والده ضابطاً في خفر السواحل، ثم عاد إلى إسطنبول مراهقاً ، نال شهادة في إدارة الأعمال، ولعب كرة القدم بشكل شبه احترافي في ناد إسطنبولي، مع بروز نجمه وسط الحركة الإسلامية، تولى رئاسة بلدية إسطنبول في 1994، وواجه مشاكل كبرى في المدينة الضخمة التي تضم 15 مليون نسمة، كزحمة السير الخانقة وتلوث الهواء شارك في التظاهرات الاحتجاجية لدى حظر الحزب الإسلامي الذي كان ينتمي إليه، وسجن أربعة أشهر للتحريض على الحقد الديني بعد تلاوته قصيدة إسلامية في 2001، أسس أوردوغان إلى جانب حليفه الرئيس التركي السابق  عبد الله غول، حزب العدالة والتنمية المنبثق من التيار الإسلامي الذي فاز في كل الانتخابات منذ 2002 إلى يونيو العام الماضي، عندما خسر الغالبية للمرة الأولى. واستعاد الحزب الغالبية المطلقة في تصويت ثانٍ في تشرين الثاني/نوفمبر ليعزز آمال أردوغان مرة أخرى في ترسيخ نفوذه. 
أواله الشهيرة: إن "حزب العدالة والتنمية ولدي الخامس"، إلى جانب ابنيه وابنتيه ويرجع نجاح اردوغان سياسيا على مدار السنوات الماضية واستمراره في السلطة إلى الاستقرار الاقتصادي الذي حققه في البلاد مع بلوغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 4.5 في المئة سنوي وتحولت تركيا إلى مركز صناعي ودولة مهمة في مجال الصادرات ونجحت حكومات العدالة والتنمية في السيطرة على معدل التضخم الذي ارتفع في التسعينيات بنسبة 100 %
لعل هناك انظمة أصابتها صدمة بعد فشل الانقلاب منها النظام المصري الذي عرقل مندوبه في مجلس الأمن حتى مجرد بيان يدعو لاحترام الحكومة المنتخبة في تركيا ، كما اصابت الصدمة نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي كان يتمنى زوال حكم أوردغان كما أن النظام الايراني ايضا كان يتمنى نجاح  الانقلاب وبدا جليا أن الولايات المتحدة الأمريكية ومعظم الدول الغربية أيضا كانوا يتمنون زوال حكم اوردغان بدليل ان رد  فعلها نحو ادانة المحاولة الانقلابية والتنديد بها تأخر كثيرا جدا بل ويرى مراقبون أن معظم السفارات الغربية في انقرا كانت تعلم بوقوع الانقلاب وحذرت بعض الدول رعاياها قبل اسبوع من المحاولة بتجنب الاماكن العامة ،  أما اسرائيل فكانت بلا شك تتمنى أن يصبح الصبح وقد طوى الانقلابيون صفحة عدوهم اللدود اوردغان ، ورأت صحيفة "هآرتس" أن المساجد لعبت الدور الأبرز في فشل الانقلاب، وهذا يدلل على التحولات التي مرت بها تركيا منذ آخر انقلاب نجح هناك . وأضافت " يبدو أن الديموقراطية التركية انتصرت وأردوجان سيظل في الحكم لمدة 20 عاما أخرى ولعل دولة قطر كانت الأولى التى ادانت المحاولة الانقلابية ونددت بها وحتى رد الفعل السوداني جاء متأخرا . وكذا الحال بالنسبة للعديد من وسائل الاعلام العربية خاصة في مصر فقد كانت تتمنى نجاح الانقلاب سادت أجواء من الصدمة الأوساط الإعلامية المصرية المؤيدة لمحاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا؛ ففي سقطة مهنية فادحة أصرّت الصحف على الاحتفاء بـ "الإطاحة بنظام أردوغان" رغم فشل الانقلاب. 
وصدرت أعداد صحف رسمية؛ منها "الأهرام" بمانشيت "الجيش التركي يطيح بإردوغان"، وفور بث التلفزيون التركي الرسمي لبيان الانقلاب الذي قادته مجموعة من ضباط الجيش، انبرت فضائيات مصرية خاصة وحكومية في التعليق على الأحداث التي تشهدها الساحة التركية، وبث أخبار ما كان من الوقت إلا القليل حتى ثبت عدم صحتها؛ من قبيل "مظاهرات في إسطنبول مؤيدة للجيش وهتافات معادية لأردوغان"، و"أردوغان يهرب لألمانيا ويطلب وساطة دولة كبري لمنحه خروجا آمنا له ولأسرته"، و(أردوغان يهدد شعبه بحمامات دماء ليستعيد حكمه).



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=81073
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28