• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : متابعة إخبارية عن ما جرى للربيع العربي الذي تحول الى خريف .
                          • الكاتب : عبود كريم عباس الزكي .

متابعة إخبارية عن ما جرى للربيع العربي الذي تحول الى خريف

 يجب تعريف ماهية الثورة . الثورة دائما تحول أو تغير جذري للنظام المعيشي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي . ولكن اذا لم تحل هذه التغيرات الجذرية الثورية فأنه يمكن تسميتها انقلابا أو تمردا . وهذا يتمثل بالتظاهر الواسع للكتل الشعبية ولكنها ليست ثورة . الثورة كقاعدة أذا كان لها أن توصل للسلطة الجديدة قيادة قوة سياسية معينة . أما الأحداث العربية الجارية لدرجة كبيرة مفتعلة ومستفزة , هذا يعني أن أساس ودافع خروج الجماهير العربية أمور كانت دائما موجودة وقائمة من وقت طويل . فالتذمر الشعبي وعدم الرضا الاجتماعي فهو موجود منذ عقود . والعالم العربي المجزأ لدول أختلقها الاستعمار وليس العرب ذاتهم . والوطن العربي ليس مجزأ بشكل عادل من قبل الاستعمار لا من ناحية المعايير الدينية والطائفية ولا القبائلية ولا حتى العرقية ومن هنا لم تكن متوفرة تلك الأسس اللازمة لوجود هذه الدول بشكل مثالي . لذلك كانت المشاكل كثيرة دائما والأحداث مستفزة من الخارج وهذا الشئ نستطيع إثباته بالبرهان . في سوريا وليبيا يبرز أولا العامل الخارجي والمتمثل بالأموال المتدفقة من الخارج بشكل واضح , والتدخل بقوة السلاح كما يجري في ليبيا . لذلك نستطيع القول أي ثورة شعبية نتحدث عنها للإطاحة بالأنظمة البغيضة أمر مضحك , أي ثورة هذه يقودها حلف الناتو , وهذا أصبح أمرا واضحا للعالم أجمع . فمن الواضح أن الناتو يبذل كل إمكانياته لزعزعة الاستقرار في المنطقة , وفي السيطرة عليها من جديد وبالطرق الجديد للاستعمار وعولمته الديمقراطية المزعومة . أما اليمن فهذه الدولة وحدت ببذل كم هائل من نضال الشعب اليمني وعلى حساب ذوبان قوى بكاملها تحت راية الوحدة , وكانت فيها دائما تناقضات كثيرة بين القبائل والعشائر والطوائف المختلفة , وأصبح ممكنا استثمار هذه التناقضات لتفجير الأوضاع في هذا البلد , اذا ما هي تلك القوى التي تسعا الآن لتغيير السلطة بشكل ديمقراطي بل ولإرغام النظام عن التخلي عن السلطة لمن ومن هي هذه القوى ؟؟ . 

ومن هنا نستنج أن الاحتجاج الشعبي الواسع يمكن أن يكون ناضجا أو مشكلا , مشكل يعني الكتل الجماهيرية تبدأ بادراك ما تحتاجه أي ليس مالا تحتاجه كي تتخلص منه , بل ما تحتاجه لكي تحصل عليه على الأقل لحد ما من الأشكال , لو تقدمت بالثورة المصرية قوة سياسية واحدة من التي نظمت المظاهرات باقتراحات محددة حول شكل السلطة والنظام المطلوب سوى حركة ستة ابريل والتي طالبت بغير مبارك العجوز بأخر جديد الأمر الذي يعتبر نفس ما تريده الطبقة الحاكمة تبعا لتغير موازين القوى والشهيات لهذه الفئة الحاكمة لو حصل ذلك لتغير ذلك التعريف , نعم نتفق على أن الثورة ليست لحظة وهي ديمومة إلا أن تحقق أهدافها وتكون هذه الأهداف حقيقية وليست شعارات , وهنا يمكن للشعب أن يتظاهر ويخرج الى الشوارع باستمرار حتى تسقط السلطة , ولكن أي سلطة ستأتي لاحقا . هل تمثل أرادة الشعب أم لا , فنجد أن الذي حصل في تونس ومصر في تغييرها لحكوماتها لم تكن تمثل هذه السلطات إرادة الشعب . والذي حدث هو فقط التخلص من النظرة السلبية لهذه السلطات وإخماد الروح الثورية لدى الجماهير , فهنا لابد من توضيح التدخل الخارجي في هذه الدول , وأن هذه التدخلات حصلت في آن واحد وتوقيتات مختلفة , وكم هو جلي التدخل الأمريكي في المنطقة . وللمتابع لتصريحات وكتابات الساسة الأمريكان يجد أن كل الذي يدور في المنطقة مخطط له وحسب تصريحاتهم عن المنطقة وقبل سنوات قليلة ( تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية كوناليزا رايز في سنة 2008 ) . ومن السذاجة والغباء عدم تصديق ما تقوله تصريحات الساسة الأمريكان وخاصة المبادرة الخاصة بالعالم العربية وما يسمى بالشرق الأوسط العظيم الممتد من المغرب حتى باكستان , كان من المفروض أن تبدأ هذه الاحتجاجات الواسعة عند نضوجها بشكل طبيعي , وليس بإعطاء الأمر بذلك من قبل الولايات المتحدة , ولماذا هذا التخطيط من قبل الامبريالية لهذا الجزء من اليابسة في كرتنا الأرضية يحتله العالم العربي لأنها منطقة مفتاح لكل نصف كرتنا الأرضية الشرقي وخاصة لأوربا وأسيا , وهنا يكمن جوهر العملية فعندما أعلنت الولايات المتحدة اواسط عام 2008 على أنها لن تدعم بعد الآن حلفائها وشركائها نفذت وعيدها بعد حين , وهنا بالنسبة لساسة المنطقة عموما فأنهم لا يريدون تذكره أو الحديث عنه بما فيهم القوى التي تسمي نفسها يسارية , فأنهم فرحون بالربيع الأمريكي وهنا الطامة الكبرى , فمن اللازم على قوى اليسار فضح السياسة الأمريكية وما تسعى إليه هذه الإدارة لاستعمار المنطقة من جديد بحكام جدد ووجوه جديدة . ولذلك علينا النظر الى البحرين وكيف تجاهلت هذه الإدارة ما جرى هناك وسكوت صحافتها وأعلامها عن ثورة البحرين والتدخل السافر من قبل قوات درع الجزيرة لقمع تلك الجماهير وتشويه صورة الثورة وقتل وزج الآلاف في السجون , ولنتصور ذلك الاختلال في توازن القوى , وهنا نرى كيف تخلت واشنطن عن حليفها السابق المخلص مبارك , وكذلك مع باقي الدول الحليفة لأمريكا في المنطقة يجري نفس الشيء , وبكل بساطة أن ما حدث أن الولايات المتحدة ظهرت لها مشاكل كبرى وذاتية وحلها يتطلب التفرغ للتنافس مع دول أسيا العملاقة الناشئة وكذلك مع أوربا , وهنا الشرق الأوسط هو موضع الألم ومركز الحيوية لكل هذه الدول الآسيوية والأوربية وليس لأمريكا فقط , ومن يتحدث عن أهمية نفط الشرق الأوسط لأمريكا يجب أن يعود للمراجع وأن يعرف عن يقين أن نفط الشرق الأوسط له أهمية كبرى والولايات المتحدة ديدنها هو السيطرة وخلق حكومات تدور في فلكها باستمرار , فنلاحظ حلفائهم من قوى الظلام الإسلامي مستعدة دائما لتغيير نهجها حسب رغبة واشنطن وتطبيقا لوصفات الماسونية العالمية . ولا بد من الإشارة بما أعلنت عنه كونداليزارايز في تموز عام 2008 أعلنت أن أمريكا سوف تتخلى عن الصفقات السابقة في الشرق الأوسط مع الأنظمة التي على مدى ستة عقود تعاونت معها مقابل توفير هذه الأنظمة للاستقرار بالرغم من هذه الأنظمة استبدادية , وهذا التخلي جاء حسب تصريح رسمي لمسؤول حكومي أمريكي , وميزان القوى عندما تتخلى عن الأنظمة المتحالفة معها يتغير بشكل هائل , وهذه أشارة لإمكانية مهاجمة هذه الأنظمة , وقد أدى هذا التخلي عن هذه الأنظمة الى تدهورها وهذا وحده كافيا , وحقيقة سياسة واشنطن لاتحتاج الى أنظمة موالية أو معادية هذا الأمر لا يقلقها الآن وإنما تحتاج الى زعزعة الاستقرار في المنطقة فقط لاغير ( كي تكون هذه الدول فاشلة بصورة مستمرة ولا تنافس دولة أسرائيل بأي شكل من الأشكال ) وهذا الأمر واضح وبسيط وفي هذه السياسة لا وجود لأي مؤامرات كل شيء واضح أن واشنطن تعمل بشكل علني وليس من خلال المؤامرات حسب التعريف القديم للسياسة الأمبريالية , ( والسبب واضح في عدم الاستقرار هو كذلك سد كل الطرق أمام دول أوربا وأسيا للاستفادة من استقرار المنطقة واستثمارها لصالحهم ويبدوا واضحا مدى ما تبغيه واشنطن لمحاربة أسيا واوربا وعدم إفساح المجال لها لاغتنام هذه المنطقة . ومن ناحية ثانية نرى من المستفيد لعدم الاستقرار هي دولة إسرائيل وهو سر بقائها وبما تمثله للولايات المتحدة الأمريكية من أهمية ) ونهوض الشعوب العربية ضد الحكام المستبدين الظالمين أمر واقع وطبيعي . ولابد هنا من الإشارة لكيفية حصول الخريف العربي ( الربيع العربي ) وبأمر من ولماذا لم تظهر تلك القوى التي ستقود هذه الاحتجاجات بالاتجاه الصحيح والايجابي , ولماذا تعلب المستشار الأول لهذه الثورات دول خارجية ( ديمقراطية < السعودية وقطر والأمارات >) وتقدم النصائح حول الانتقال الديمقراطي السلمي للسلطة هذا أمر له دلالاته الواضحة . وواقع الحال تتطلب الأمر استخدام كل أنواع السلاح الديمقراطي ( من صواريخ توماهوك وكروز وطائرات الشبح والآباتشي . أنها الديمقراطية المزيفة وهو سلاح يعرفه الشعب العراق والأفغاني وباقي شعوب الأرض , وكيف يتم إبادة البشر ليس فقط بهذا السلاح وإنما طوروا سلاح أكثر فتكا هو سلاح فرقب تسد والإرهاب الأسود ) . هذه هي سياسة الولايات المتحدة تجاه شعوب الأرض والشرق الأوسط خصوصا , كل ما تريده واشنطن هو عدم الاستقرار لهذه الشعوب . حتى لا تظهر سلطة في المنطقة تخدم شعبها وتجلب الاستقرار ومن ثم تصبح منافس لواشنطن ,, الأمريكان أنهم ينهجون نفس النهج الفاشي القديم وهو تركيع وإذلال الشعوب وبالتالي استعمارها .. وهذا هو نهج من يقود الولايات المتحدة من منظمة الماسونية العالمية , وكذلك تلاميذ هذه المنظمة الجهنمية من الحكام والسياسيين في منطقتنا العربية وباقي دول العالم .. 27/7/2011 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8112
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 07 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29