• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الدكتاتور المنتخب ديمقراطيا .
                          • الكاتب : علاء الخطيب .

الدكتاتور المنتخب ديمقراطيا

  من رحم الانقلاب العسكري وفي غفلة من الشعب ولد الدكتاتور  المنتخب ديمقراطيا ً،  وفي ظرف عصيب وفرصة لا تعوض  سيُغيَر الدستور وسيكرس حكم الفرد وسيصفق له الجميع بل وسينحنون لعظمته ، لكن الكارثة مختبئة ،  ستطل برأسها في الوقت المناسب، إندفع  الموالون لاردغان ليقتلوا وليقطعوا الرؤوس بحجة الدفاع عن الديمقراطية  مع العلم  ان  حماية الديمقراطية لا تتم بانتهاك حقوق الانسان ولا باذلال  المواطنين ومصادرة حرياتهم ، الحفاظ على الديمقراطية وحماية مكتسباتها يتم بالعدالة والمساواة وصيانة كرامة الناس وإشاعة  روح الحرية ، لا يمكن ان تحمي الديمقراطية وانت تكرس الدكتاتورية ، فأي ديمقراطية تعتقل الآلاف وتقتل المئات ،وما خفي كان اعظم ، فهل مهمة  اتباع اوردغان  وأجهزة مخابراته الحفاظ عليه  وحماية نظامه ام حماية الديمقراطية  وأهدافها وأسسها ومبادئها  العامة  وأولها حقوق الانسان ، فليس مقبولا ان تحافظ على الديمقراطية بعقلية دكتاتورية، اعتقال اكثر 15700 شخص في المجالات المختلفة  بينهم عسكريون وقضاة وصحافيون وتربويون وموظفو إستخبارات  والقائمة تطول ، كيف تسنى  للدكتاتور ان يعرف كل هذه الاسماء بأنها متورطة في العملية الانقلابية بهذه السرعة ،كيف ميز بين مِنْ سمع وبين اشترك ،  وهل من المعقول ان هذا العدد الكبير  والنخب الخطيرة في  اهم مفاصل الدولة  تتآمر على البلد، وهل ممكن ان هذه الأعداد كانت على قلب رجل واحد وكتمت السر حتى اللحظة الاخيرة ، ومن الطريف أن احدى الفضائيات  وضعت ما نشيت يقول  ( تركيا-الشعب ينتصر ). اي شعب ينتصر وبرلمانه يحضر لاستعادة قانون الإعدام على الآلاف من مواطنيه ،  اي شعب ينتصر وهو يطبل لولادة الدكتاتورية ، أي شعب ينتصر  وتركيا لن تبقى موحدة وقوية بعد اليوم ،  لقد ادخلت تركيا نفسها بمرحلة خطيرة  تهدد كيانها ووحدتها ، ففي الوقت الذي يحاول اوردغان تصفية خصومه السياسيين ،يشهر سيفه بوجه الاكراد ويتهمهم بالضلوع بالمحاولة الانقلابية، ويعتقل  المئات منهم ومن العلويين  المتنفذين في دوائر الدولة وبهذا هو يستعدي شعبه  ضده،  ان اعتقال هذه الأعداد من العلويين والأكراد وبتهم ملفقة ومفبركة بحجة الاشتراك بالعملية الانقلابية له  نتائج خطيرة وعواقب وخيمة ، لن يدركها الأتراك الان، الشعب التركي تحت تأثير الصدمة، يستغفله اوردغان برفع شعار الشرعية الديمقراطية  التي أوصلته للحكم  وبهذا يسكت خصومه في الداخل والخارج إلا انه يستغل هذه الشرعية لصالح دكتاتوريته التي حلم بها منذ وصوله لسدة الحكم ، لا أحد  يتفق مع الانقلابات العسكرية ولا أحد يريد الرجوع لحكم العسكر ، وبنفس الوقت  يجب ان يرفض العالم الحر  الدكتاتورية المغلفة  بالديمقراطية ،  صحيح ان اوردغان منتخب  ديمقراطيا لكنه تحول  ديكتاتورا ً بعد الانقلاب ، وتحولت معه تركيا الى دولة المنظمة السرية دولة المخابرات ،  دولة الدكتاتور الذي يتحكم بمصائر الناس. وستبدي  لنا الايام القادمة ما كان خافيا
 كاتب واعلامي 
19/07/2016 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=81155
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19