• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل يمكن اسقاط اردوغان؟.. فرصة العراق الكبرى. .
                          • الكاتب : د . زكي ظاهر العلي .

هل يمكن اسقاط اردوغان؟.. فرصة العراق الكبرى.

لايمثل عنوان هذه المقالة اي نسبة من التهويل او شيء من التمنيات والطوبائية، انما هو واقع  تحليلي لنتائج ما حدث ويحدث بعد انقلاب تموز في تركيا.
لقد ذكر اردوغان بان ( الله وهبنا هذا الانقلاب فهو فرصة للتطهير من الخونة)، وانا اقول للحكومة العراقية بالمقابل، بل الله وهبكم هذه الفرصة التي لا تعوض، فالنتائج المستحصلة على الارض كانت لحد يوم الاربعاء 20/7 قابلة للسيطرة عليها ضمن سياسة حكيمة ومتوازنة، ولكن بعد ما صرح به اردوغان عقب اجتماعي مجلس الامن القومي التركي والحكومة  تغيرت الامور بنظري بنسبة يصح اطلاق مصطلح "الانقلاب السلطوي" عليها مما وضع اردوغان وحكمه في ازمة مستقبلية حقيقية تؤدي به الى الهاوية ان تظافرت جهود معينة تصب في هذا المنحى ومنها بل وعلى راسها العامل الاقتصادي الذي يعد لغة السياسة وقد اكد في خطابه هو على هذا الجانب بالذات، يضاف له التنسيق العراقي الروسي الايراني السوري ان تم بالفعل.
لقد وضع اردوغان تركيا في حالة من القلق الغير مسبوق الذي يورق معنويات الشعب التركي وقد نعى عضوية الاتحاد الاوربي وانتقص من اهمية هذه العضوية لتركيا واكد بانه لاحاجة لهم بها واعلن حالة الطواريء بعد الاعتقالات التاريخية وحالة الحجر على الجانب التعليمي الاساسي لكل امة فقد تم اغلاق اكثر من 600 مؤسسة تعليمية وهي قرارات لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث الامر الذي يؤدي الى اعادة الحكم بالاعدام وهو ما يخطط له على ما يبدو.
بعد هذا المخاض الذي انتهت اليه تركيا او قل السياسة والجنوح الاوردغاني واحلام السلطة الكبرى بالعودة الى الدكتاتورية السلطانية بهذا الاسلوب الطاغوتي الذي هو ماض عليه دون وعي، على العراق ان يأحذ دوره في هذه الحقبة وبشكل قوي جداً دون التدخل في شؤون تركيا الداخلية.
انها فرصتنا التاريخية الكبرى وعلى سياسيينا فهم هذه القضية والتخطيط على اسس اسقاطاتها بشكل ثابت وحازم بعد ان دنس اردوغان ارضنا بكل وقاحة بهلوانية ولم يعر اي اذن صاغية للطلبات العراقية، فقد وقع ما لم يكن بالحسبان ليضع الله  حكام العراق امام مسؤولياتهم التاريخية كي يتضح للتاريخ فيما اذا كان بامكانهم ابراز اي حنكة سياسية  يتمتعون بها.
نعتقد ان اسلوب اردوغان البهلواني هذا ربما جاء عبر نصائح من حلفائه بني سعود وتشجيعهم اياه باستغلال هذه الفرصة سواء كان هو وراء مؤامرة الانقلاب ام لا فهو ديدنهم في حب السلطنة والسيطرة على امور ما يسمى بالعالم الاسلامي، بعد ان برز بشكل واضح عدم امكانية الرجوع الى ما يسمى زمن الخلافة على يد صنيعتهم داعش اثر هزائمها الكبرى في العراق وتوقع افول نجمها في المستقبل القريب.
ان امام الحكومة العراقية خيارات ذهبية وهو امر موجه بالاساس الى التحالف الوطني وبالاخص الى الدكتور العبادي والدكتور ابراهيم الجعفري وعليهم اخذ هذا الامر بكل قوة وثقة وحزم.
- الطلب من اردوغان سحب قواته وخلال فترة 48 ساعة.
- ويطلب منه تسليم الارهابيين العراقيين الذين في تركيا.
- ان لم يستجب لهذا، يوعز الى الواجهات الاعلامية بشن حملة اعلامية ويتم التنسيق معها بالتعامل بشكل ذكي لتحقيق المطلب من هذا التوجه.
- يتم ايقاف استيراد البضائع التركية بكل اشكالها دون الاعلان عن ذلك رسمياً انما فقط اعلام الشركات والجهات المستوردة من تركيا برفض المنافذ الحدودية لاستقبال البضائع التركية لا اكثر.
هذا وقد شاهدنا كيفية وقع التعامل الاقتصادي الروسي الاخير على الحكومة التركية الذي جعلها تركع وتعتذر قبل مازق الانقلاب الاخير.
 
ربما ستقوم السعودية بتعويض تركيا هذه الخسارة الاقتصادية من جراء الاسلوب العراقي، ولكن من شأن هذا المخطط العراقي في كل الاحوال ان يضع حكومة اردوغان في مازق حقيقي، ففي حالة تلبيته لنداء سحب قواته او تسليم الارهابيين كما طالب هو من امريكا تسليم غريمه من شانه تبيان مدى ضعفه وركونه امام العراق الذي كان بالامس القريب مستضعف لا يقوى على مجابهة تركيا، وان لم يوافق وتم الحظر على تجارته مع العراق فسيؤلب الشركات التركية ويضاعف سخطهم عليه من جهة وسيوضح بشكل لا غبار عليه غباء السياسة الاوردغانية والطريق المهلك الذي تقود تركيا اليه من جهة اخرى.
هذا بالتاكيد سيولد ضغطاً كبيراً غير متوقع على الحكومة الاوردغانية ويخرج الحكومة العراقية من حالة الضعف والاستكانة الى حالة القوة  ويساهم بشكل كبير في زعزعت نظام اردوغان  وسيصحى الشعب التركي من سكرته بعد هدوء هول الصدمة ليرى ماذا حل ببلاده.
 وفي حال عدم اكتراث الشعب التركي بهذه التغيرات الكبرى عندها يكون للاتحاد الاوربي كل الحق في اتخاذه قرار عدم قبول عضوية هذا الشعب ضمن الاتحاد لثبوت تخلفه وغباءه المفرط وتملكه لطبيعة انصياعه لسلطة الجبروت التي جبلت عليها الشعوب المتخلفة.
فهل نحن فاعلون ؟!، بل قل هل لدينا الثقة بانفسنا وباسناد الحق لنا في احلك ظروفنا لنقوى على اتخاذ هكذا مواقف؟!، الله وحده اعلم والايام القادمة ستجيبنا على هكذا تساؤل كبير.
 وهو تعالى من وراء القصد.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=81228
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29