• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : نسماتُ البر .
                          • الكاتب : صادقة محمد .

نسماتُ البر

 الكل يعلم عظمة الوالدين وما لهما من شأن عند الله تبارك وتعالى وما لهما من قدر ومن حق ألزم به الابناء، فتولى أمر الوصية بهما مؤمنين كانا أم غير مؤمنين وصالحين كانا أم غير صالحين فقال سبحانه: ((وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)) وللتأكيد على أهمية الوصية والتشديد عليها جاءت بلفظ ووصينا لا بلفظ أوصينا فوصى لأمر واحد في غاية الأهمية بينما أوصى لأمور متعددة وتكون لفترة مؤقتة.. بل وجاءت لفظة وصينا بالإسناد إلى ضمير التعظيم ليؤكد المولى سبحانه ما لهذه الوصية من أهمية بالغة وخير كبير. 

وصى المولى سبحانه الإنسان بوالديه ولم يقل أبويه وصى المولى الإنسان بشكل عام بالوالدين ولم تقتصر الوصية على المؤمنين فقط.. وتلاها في الآيتين الأخيرتين ذكر الأم وهي الوالدة ولم يذكر الأب تأكيداً على أحقية الأم بالسبق في الإحسان والبر والدعاء على الأب فأمك ثلاثا ثم أباك.. 

أمرنا الله سبحانه بالإحسان إلى الوالدين ولم ينهنا عن الإساءة إليهما؛ لأن النهي عن الإساءة أمر واجب ولا يقتضي الاحسان إليهما بينما من متطلبات الاحسان عدم الإساءة

قال تعالى: ((قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا)) 

فالنهي عن الشرك في الآية الكريمة لم يلحقه نهي عن الإساءة بل أمر بالإحسان.. وهنا السؤال الذي يجب أن نسأله ونلتفت له ونتدبره: ما هو الإحسان يا ترى، ولم اقترنت وصية رب العالمين بالوالدين بالإحسان، ولم تقترن بالعطاء أو البر أو عدم الاساءة؟ 

اذا اقترن العطاء بالإساءة فهل سيكون هنا إحسان؟

ان يكون العطاء أو البر بالإكراه أو من باب الواجب فقط فهل يعد هذا إحسانا؟ 

يؤتى ببعض أفعال البر بتثاقل لا من باب الحب والرحمة فهل لهذه الأفعال علاقة بالإحسان؟ 

ما الإحسان الذي أوجب الله معه بعد الشكر له شكر الوالدين: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ)؟

وقال النبي محمد (ص): (برّ الوالدين أفضل من الصلاة والصوم والحجّ والعمرة، والجهاد في سبيل الله).

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=81335
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29