• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مصير العالم!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

مصير العالم!!

 نتحدث عن الديمقراطية وحقوق الشعب في الحياة والمشاركة بالحكم , لكن الحقيقة الصعبة , أن كل شيئ في نهاية المطاف سيكون بيد شخص واحد , نسميه رئيسا إمبراطورا أو ما شئنا من الأسماء التي تواردت على مرّ العصور.

وفي عالمنا المجنون المتصاعد إلى حيث حافات الهاوية , هناك العديد من المناورات النووية السرية الصاخبة , التي تستعد لمواجهة ضربات نووية محتملة ومفترضة ومتوقعة في أية لحظة , ولا يملك رئيس الدولة إلا أقل من نصف ساعة لإتخاذ قرار الضربة , وذلك بضغطه على زر واحد في حقيبة يحملها معه أينما ذهب.
أي أن مصير الحضارة العالمية المعاصرة مرهون بإرادة شخص واحد , وهذا الشخص قادم لا محالة , لأن التأريخ يحدثنا بذلك , وإرادة الأرض الدوارة تحتمه , وهذا يعني أن الإنتحار الحضاري الأرضي قد أصبج قاب قوسين أو أدنى من النهايات المروعة.
هذا ليس رجما بالغيب أو تهيؤات وتخوفات , إنه واقع ملموس وحالة معاشة , وقلق يومي يعصف برؤوس وقلوب قادة الدول العظمى التي صار التهديد الأخطر هاجسها الأكبر , ولا تدري هل عليها أن تبدأ قبل أن يبدأ غيرها بالضربة , فالذي يبدأ هو الذي يكون أكثر قدرة على الحياة من الذي سيرد , لأن الذي يبدأ سكون متأهبا ومتحفزا ومستعدا لصد جميع الإحتمالات وتدمير الضربات , بقدراته المتطورة , أما الذي يُضرَب فأنه سيُمحق , وربما تُشل قدراته على الرد والتدمير أو ستكون ضعيفة.
فالعالم المتقدم صناعيا والمتخوم بأسلحة الدمار الشامل , والذي ما عاد قادرا على عدم الشعور بالغثيان والتقيؤ , سيجد نفسه في لحظة ما قد تقيأ ما في خزائنه الفتاكة من قنابل نووية وما بعدها وبعدها , حتى لتجده سيساهم في تحويل الأرض إلى هباء منثور.
ويُخشى أن تكون السنوات العشرة القادمات من أصعب ما ستواجهه الأرض من تداعيات وتطورات , لأن البشرية صارت مؤهلة نفسيا وسلوكيا للإتيان بذوي القدرات الإنفعالية اللازمة للضغط على أزرار الفناء والهلاك الشديد.
وما يجري في أروقة القوى العظمى من هواجس وتفاعلات ربما يشير إلى أن المصار الأليم الذي ينتظر الأرض قد يتحقق , فلابد لمن إمتلك هذه القدرات الفظيعة أن يستخدمها ويُسخرها لإظهار جبروته وقوته وهمجيته وعدوانيته البشرية المحتقنة في دنياه.
وهذا التحدي المصيري يقض مضاجع القادة , ويضعهم في مواقف صعبة جدا وخطيرة بما لا يمكن تصديقه وتخيله , وماعادت دعوات التساكن والتعاون والإتحاد بنافعة , وإنما نزعات الشرور والتفرد هي المتسيّدة.
فهل أن القوة المدمرة ستنفلت وتفقد البشرية عقال وجودها وتغيب في تراب النسيان , لتعود من جديد بعد آلاف السنين؟!!
تساؤل مجنون في زمن أكثر جنونا من جميع الأزمان؟!!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=81385
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28