• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : السياسيون وشكوى الفقراء 9 .
                          • الكاتب : حيدر حسين سويري .

السياسيون وشكوى الفقراء 9

   هرباً من حر الصيف اللاهب، والطلبات العائلية غير المنتهية، وغير القادرين على تلبيتها، بالرغم من بساطتها، أو تفاهتها قياساً بغيرنا، وبعيداً عن ضخب الحياة ومشاغلها، نتجهُ إلى الحدائق العامة، لنجلس فرادى أو مثنى، نلتقي بمن تأنس لهم نفوسنا...
   إنتظرتُ صديقي طويلاً، بالرغم من أن المسافة لا تبعد سوى ثلاثة كيلومترات لا اكثر، ولكنهُ تأخر كثيراً، وبعدما جاء، دار الحوار الآتي:
- السلام عليكم
- عليكم السلام! أهلاً ابو حيدر، إستريح إستريح، أشوفك إتأخرت؟!
- يا أخي تعرف الجو حار وإجيت بالسيارة علمود التبريد، بس إنشلع كَلبي لو جاي مشي أحسن
- ليش شكو؟
- يا أخي هذا مو مطعم هذا غضب والله ذبها على أهالي(الحبيبية)
- يا مطعم؟
- وليد أبو الكَص، شنو ما تندله؟
- لا أندله، شبيه؟!
- يا أخي ماخذ الرصيف والجزرة الوسطية وتجي السيارات توكف والشباب وتصير هوسة، زين منين تفوت؟! ظليت أهبت بالدرابين، وبعدين هي صايرة كلمن بكيفة، تمشي توصل الى نهاية الدربونة، يطلعلك طفل وكَلك: إرجع، الشارع مكَطوع! هي هاي هم عيشة؟!
- أمممم ... والله يابه حقك
- حقيش؟ هو هذا البلد بيه حقوق؟ بأي حق أبو الكَص محتل الحبيبية؟! ميت مرة إشتكينا وكلشي ماكو!
- أعصابك أبو حيدر، هدي نفسك، إحنا جايين نرتاح لو يصعد ضغطنا؟
- يابه هي ظلت أعصاب؟ والله ملينا 
- أكَلك مو هذا المطعم إلي أكثر من مرة صار يمه إنفجار؟ حتى من ضمن الضحايا أتذكر اللاعب الشاب محمد عبد الزهرة الله يرحمه؟
- إي هوه، وهاي المصيبة الثانية
- شلون؟
- يا أخي من يصير إزدحام بأي مكان، تتوقع إنفجار، وهو مسوي إزدحام كَوة، والله شوفوني عليه إزدحام!
- ههههههه شنو يعني إعلان؟
- والله كلشي أتوقع بهل الوكت، يعني الدنيا تسمط سمط من الحر، والناس ما تشتهي العسل، ملتهين بس عصاير ومي، وتريدني أقتنع الكَص عليه إزدحام؟
- هههههه هسه يجوز الكَص مالتهم طيب؟ غير تجيب لي وياك لفة لفتين؟
- هههههه إنت والله بطران؟ هو أني بس ردت أخلص لا تطُكـَ وتعال ياعمي وشيلني، هاي إذا لكَيتني هههههههه
بقي شئ...
إنتهت الجلسة، وذهب الصديقان كُلٌ إلى داره، ولكن ما زال أبو الكَص وأبو الشربت وأبو المولد وأبو ........ إلخ، يتجاوزون على المال العام بمطلق الحرية، ولا من رادع!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=81871
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 08 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28