• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : (دعوة من رجل حمسيني)...للنقاش ...للحوار... .
                          • الكاتب : هادي عباس حسين .

(دعوة من رجل حمسيني)...للنقاش ...للحوار...

كم أنت جميلة ورائعة سيدتي أنت الوحيدة التي عرفت كيف تصطاد فريستها بسهولة كان قلبي هو مبتغاك المفضل،كنت استمع فيما مضي عن الحب الخمسيني الذي تصورته يعني العشق الماضي الذي يخلد في الأعماق سنوات الخمسين لكني تلمسته ووجدته قريبا مني عندما مر ني العمر لاجتازا لنصف قرن باحثا في زوايا روحي عن ملاذ امن اتجه صوبه إلا ان هذه المرة اندفعت كثيرا وراء هذا الإحساس الذي شددت نحوه بقوة أيوجد عشقا بعد سن الخمسين عام سؤال حيرني واحترت بالإجابة عليه لذا وجدتك أنت يا ملاكي ويا من اقتحمتيني بقوة وبلا مرد ان تبين لي الجواب
-الحب الخمسيني الذي هو بلا أمل..هو الحياة..
فهمت أخيرا ان هذا الحب هو اسمي معاني الغرام لأنه بلا أمل ،كانت فريستك سهلة المنال كون الزمن أتعبها وأرهقها واحضرها لك كاملة مكملة ليس لديها قدرة علي المقاومة،مثلك أنت تبدين شهية طيبة المذاق اتسمت بالضبط بملامحك فقد احتار القلم بوصفك فلتلك العيون الساحرة بريق لامع ولشفتيك الوردية اثر بالغ ولخصلات شعرك الذي اختط فوقه بياض بسيط زاده إكراما واحتراما انها بريشة أبداع فنان أتقن برسم اللوحة فظهرت بميزتها الخلابة أنت أجمل من المونليزا أري فيك كل سمات الجمال فخط شفتيك يبهر الناظر لها كيف لا يقتل من شاركها قبلات اللقاء والفراق ,معجونة أنت بشعاع جسدي وخيوطا من نور جسدك امتزج مع خيوط الشمس لحظة الشروق لتتموج صورتك في مخيلتي وتلتحم في وقت العناق الأبدي ،ذلك الوقت كنت أنت فريستي وملهمتي وعشيقتي  ماذا افعل بك ونسيت ماذا فعلت لعلها من هفوات هذا الحب النصف قرني والذي تأكدت من تسميته
-الحب الملعون...
كيف لم يكن ملعونا وحدثت به كل الأشياء و ارتكبت فيه أبشع الذنوب،كنا في حالة أشبه بغيبوبة أو كابوس جثم فوق صدورنا كم كان حلو المذاق أعادنا الى لحظات اوج شبابنا حتى نسينا أنفسنا واقتدنا الى دقائق أحرقت بها كل خلية من خلايا جسدينا لم نعلم بل إرادتنا ان لا نعلم ولن ندري وما حدث في  وقت عشناه سوية الواحد يحتضن الآخر لم نقدر ان نميزها هل هي لحظة موت أم حياة لحظة رذيلة أم فضيلة لحظة صمت أم صراخ, أنفاسنا كانت تتصاعد ولهثاتنا تتسارع كأننا نريد السباق الى قمة الإحساس بالعطش لأي شيء كي ترتوي أنفسنا بالنهاية من نهر الشعور بالذنب ،لم يرهبنا ما فعلناه ولن يخيفنا ما ينتظرنا من عقاب لقد نسينا روحنا وما أحطنا بضباب كثيف حل بالمكان الذي التقينا فيه،عشقا خمسينيا ولد لعاشقة خمسينية ارتضت به رغم اعتلاله المستديم،لربما حاولت ان تعرف قدرتها ان تمارس حقا من حقوقها وان تلبي طلبا من نفسها التي لها هي الأخرى حقا عليها ان تعيش أحلى اللحظات التي ودعتها ايام كانت زوجة صالحة لزوج فشل بالاستمرار معها،كنت فريسة تلفظ أنفاسها الأخيرة بين فكي مفترسها الذي اقسم ان لا يؤذيها بتاتا ان يعتني  مهتما بما ستشعر به من لوعة ولذة من الحرمان لسنوات,،كيف لي قلبا ان يجعلك تتألمين أو تشعرين بأذى وأنت ملهمتي ومن دخلت لأعماق الروح وأشعلت كل شيء في الجسد لأردد
-الله واكبر الله اكبر لهذا الجسد..
لم اشعر لحظة واحدة ان انم  فوقه...او أتلمس بيدي كل ما فيه، من اعلي راسك الى أسفل ونهاية أصابع قدميك ،كل شيء فيك رائع قد اتعب لما ابتدأ أصفك ما أجده اغرب من الخيال ولا استطيع ان أميز الأشياء وددت القول بشيء لم أجد إلا
-سبحان الله ..سبحان ربي الخالق...
كلما تركت شيئا حتى انتقل لشيء آخر أجد نفسي تعود للسابق لعلي تركت شيئا في نفسي ان أداعبه بهدوء ثم تستمر اللحظات بالمرور كأننا في مد وجزر،ساعة أجدها بجانبي وأخري تصبح لي فراشا ارتاح فوقه كم جميلا أنت أيها الحب الخمسيني الملعون ,لا أجد فيك الا السكوت والاستسلام لصمت جميل حتي سكوتك رائع وجذاب كنت أحس ان دقائقك التي عشتيها كانت الفاصل بين  حالة الشعور واللاشعور وإلهامك بالفوز هي مصدر قوتك وتأجج أحاسيسك النائمة التي كانت في سبات عميق .سنوات تعلقي بك كانت طويلة كنت اخشي البوح لأقرب الناس مني ،فقد زعمت انها نزوة وتنتهي لم اعرف ان هذا الحب الخمسيني يتولد عقيم لا ثمرة فيه ولا نهاية له سوي إشباع الذات بملذات الحياة وتأكدت أخيرا ان حبي سيبقي بنوعه المتفرد حب الروح للروح لا للجسد بأكثر الأحيان،همست في إذنك وانا في موطن الغربة قبل الفجر بساعة
-لا أريد ان أنام..
تعجبت من القول وسؤالك أدهشني
-ولماذا.. 
وصباح الغد ينتظرنا ابي جواد ليأخذنا الى السوق...
أحبتك بعدما احتضنتك بحرارة وشوق
-أريد ان اشبع...ما زلت بجائع..
يديك الباردتين بعناقك المستمر وردك وعينيك تاهت في غفوة سريعة نطقت بصعوبة
-لكني أريد ان أنام ...
لم أتذكر هل نمنا بعد ذلك ام بقينا حتي الصباح..ودادي أنت ستبقين شعاعا نيرا في ظلمة حياتي وسنوات عمري اقتربت الى الستين،وتركنا القدر وحكمه الذي أنصفنا وحقق لنا  حلمنا الذي ولد في وقت إعلاني لحبي لك عندما وضعت في فمك حبة العنب الأسود فأسرعت في التهامها ملبية طلب مشاعرك في ظهيرة ذلك اليوم لتقولين لي
-ليس من حقي ان أبادلك الشعور وكذلك ليس من حقك..
صمتت قليلا وأجبت
-كوني متزوج ولي أولاد..وماذا يعني..
برهة لف المكان السكوت لتكرري
-نعم...نعم...
مثلما أجدك تكررين جوابك اليوم لسؤالي
-أتحبينني...
-نعم.. نعم ...نعم
وأؤكد مرة أخري
-أيوجد إنسان يحبك أكثر مني ...
جوابك الخجول
-لا أحدا يحبني أكثر منك..
ورغم العوائق التي تأخر لقاءاتنا المستمرة لكنك كنت القريبة لروحي ونفسي وقلبي وأعماقي أجدك تشاركينني وسادتي وتظهرين فارسة أحلامي علي الدوام تضحكين لضحكتي وتحزنين لدمعتي كنت أنت ودادي الذي يلازمني باستمرار ولن تغيبي عني لحظة واحدة فأنت شمس هذا الحب السرمدي الخمسيني الذي وهب الحياة لرجل مثلي أنهكه التعب والجري خلف الكلمات ليصنع من الخيال واقع ومن الواقع خيال خصب،لم تصعب علي ذاكرتي ان تختط إي قصة تسمعها إذني لتصوغها كلمات مؤثرة لها وقع علي النفس،لتكونين أنت اليوم قصة اختطتها يدي الذي ارجفها زمن القسوة وأرهقها شعورا بالذنب  اليوم أنا وأنت...وغدا لا اعرف هل أنت لوحدك ..أم أكن أنا لوحدي لذلك كان رجائي وتوسلي بالله قائلا
-دع موتي ورحيلي قبلها..فانا لا اصبر علي فراقها....
بقيت اسأل نفسي ولعدة مرات
-لا أريد المفرق بيننا سوي الموت..
كيف وأنت اليوم تطلبين مني الابتعاد بكلماتك
-أنا لم اعد احتمل..أتعذب..لما نفعله..انه حرام...حرام...
-والذي يحدث لو ابتعدتي عني...
-تعلم الصبر..
-ونهايتي..لو غبت عني...
-ستتعود...شيئا فشيئا..
عرفت من كلماتها
-ان النسيان نعمة من نعم الله.
فيخرج السؤال من فمي  لسماعة موبايلي
-وهل تقدرين أنت...
(......)(......)(.......)
لا جواب لهذا الصياد الذي صوب سهمه الى قلبي ليطرحه قتيلا ،الا لأنني بدأت محتاجا لك وأريدك علي الدوام حملتي راية النسيان في وجهي وشهرتي خنجر الموت البطيء لتغرسيه في جسدي الذي مازالت فيه بقايا من خلايا جسدك المذهل الذي تحتفظ ذاكرتي بصور شتي له، آبدات تكرهيني هذا مستحيل فما زال قلبك يخفق لأجلي وبسمتك الخجولة مني مرسومة علي شفتيك التي طالما امتصصت شهدها المتناثر ،أحقا تغلقين الباب بوجهي عندما أقول لك
-أريدك اشتقت إليك..
تفهمين قصدي وتردين بحجج وأعذار  ليس لها أساس
-لا اقدر ...لن استطيع الفرص باتت معدومة..
لينبت الخوف في ثنايا روحك فاكرر باهتمام
-لكني بحاجة لك..
إلا ان جوابك اليوم وعبر سماعة الهاتف
-لا اقدر ..لا.استطيع..أريدك ان تتركني..دعني ارتاح..وهبتك نفسي مرة... مرات..لكن ليس علي الدوام..
وأنت تتحسسين بفريستك تتألم وتتعذب..وصار عنوانها الأنين المستمر ورفضك تحول الى مطلب ضروري بان أطلق سراحك من هذا السجن الخمسيني الذي تحولت صورته الي إرهابي يريد تفجير نفسه بالله عليك اهذا المعقول الذي أصبح جزء من اللامعقول..أنت ودادي وحبي واشتياقي وحارس قلبي الذي يستمر بدقاته لأجلك..أحقا هذا مرادك واملك الذي تودين له التحقيق مع الأمنيات الأخرى،ان تفك قيودك وتهربين مني وتتركين خلفك إنسانا شللت قواه وأخمدت أنفاسه وذبحتيه شر ذبحة وتركتيه ينزف ليلاقي حتفه المنشود،كفاك كلام لحد الآن أنفاسك احتبسها داخل صدري مع أنفاسي لتجيبي على السؤال
-كم مقدار حبك لي..بحجم الأرض والسماء..
-أكثر من هذا..
أيعقل ان ينتهي هذا الحب في لمحة بصر ولأتفه الأسباب منها لا اقدر...لا استطيع....تعبت...تحرجني كثيرا... هكذا علمك حبي الجنوني..ألبسك ثوبا لطالما تمنيتي ارتدائه لأنه أطعمك الإخلاص والوفاء ويزيدك إصرارا وثباتا وعزيمة اتركي كل شيء يخيل لك ويقلل من إرادتك وعزيمتك  وجدت فيك القوة والشجاعة وبداخلك الحب الكبير الذي على استعداد للتضحية لأجله وتحمل الصعاب لآجل بقائه واستمراره، أخائفة من بقايا سنوات  فقد مضى من العمر الكثير ولن يبقي الا قليله أذا لماذا كل هذا التشاؤم  والإحساس بالألم  دعي احدنا يعانق الآخر لآخر الأنفاس،تشبثي ني ولتسمحي بأصابعنا ان تتشابك وأجسادنا ان تتلاصق،وللشفاه ان تلتقي، وللعيون ان تغمض لتحقق حلم اخضر جميل، وللأجساد ان تتبادل بالمواقع تارة أنا الفوق وأخري أنت الفوق وعلى رغبتي ان تكوني أنت الأسفل،مرادنا هكذا نؤمله ،ان أعتصرك محتضنا إياك أضمك لي  وتضميني إليك ان ألازمك بقوة  وأطبع فوق كل خلية من خلايا جسدك قبلة سأسميها قبلات الخلود والبقاء ماذا نريد أكثر من هذا كفي لوعة ومرارة وابتعاد وفراق وانين وألم ودمعات، وتفكير طويل منهك ومتعب وخيالات تقودنا الى ضياع السبيل ونهاية الأشياء ،حبك صار شيئا عندي وحبي صارت أشياؤه عندك الأجمل ان نعيش والأجمل ان لا نضيع احلى اللحظات بأتفه الإحداث،أتخشين ان يتولد الجنين وأنت تعلمين كل هذا لا ميلاد أبدا لجنين ،لماذا أذا هذا الخوف ولماذا هكذا انفعال والقلبين يخفقان لأجل استمرار الحياة،تعالي نامي بين الأحضان لنقصص حكايات الشوق ونستلهم الدروس والعبر ان الدنيا فيها حياة واحدة يعيشها الإنسان ولن تتكرر ثانية ،دعينا نعيش هذه الحياة التي قد ننسي من خلالها لحظات الممات لكن هي حياتنا التي من اجلها نعيش ،دعينا نكون ولا تحرمينا بان نكون،كفاك ألما ومعاناة ومرارة وخوف من شيء مبهم  مجهول ،وحياتنا واحدة كتبت علينا فإذا لماذا هذا الهروب ،والتأمل في أوجه الحياة لا يتم اختيار لون السواد لوحده علينا اختيار لونا آخر ،يزرع الأمل الموجود وبالفعل الذي اخذ مكانه عند لقيأنا، أتذكرين عندما حاولت ان ابقي الضوء مشتعلا ونستمر في النوم أصررت ان أطفئه بالحال،لعلك خشيت ان اختلس النظرات من جسدك المشع المنير دون رضاك،علميني حقا كيف أغمض العينيين  وأبقيها متفتحة حتي الصباح لقد سرقت منك أروع الصور المرسومة في ذاكرتي كم جميلة أنت يا سيدتي وأنت حالمة مغمضة العين هادئة الأنفاس مرخية الأعصاب ممددة علي الفراش أقلبك وأعانقك وأضمك كيفما أريد،ممسوكة اللسان تريدين الهروب للعالم المثالي الاخر.....
هذه دعوتي الأخيرة إليها أريد ان أجد الجواب من كل قاريء شريطة ان يكن عمره تجاوز الخمسين...وأنا بانتصار  التعليق...



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=82010
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 08 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19