• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حوار مع الطبيب خضير هزبر الاسدي .
                          • الكاتب : صباح محسن كاظم .

حوار مع الطبيب خضير هزبر الاسدي

إذا  إجتمع العلم والدين والاخلاق فتكون الثمار هي خدمة الانسانية ،فالطبيب  بالعراق يعمل بتفانٍ في أجواء أربعة عقود من الحرب والعنف ،والطبيب خضير هزبر الاختصاصي بأمراض الباطنية والسكر يمثل إنموذجاً إنسانياً فريداً مع بعض من الاطباء كعصام الدين زميله في مستشفى الحسين ،مواقفه الانسانيه يعرفها جميع من راجع دوائر الصحة   لأكثر من عقدين ،حتى في الحروب البعثية القذرة كان يسهر الى الصباح الباكر في المشفى مع مغادرة الجميع الى ذويهم وأسرهم في احداث 91 19و2003 ، وهو من الذين  يعملون بإخلاص دون النظر الى الربح المادي فتصوروا سعر تذكرة العيادة 3 آلاف دينار في زمن رفع معظم الاطباء أجورهم الى عشرات الآلاف!!.. وكان لنا  معه  هذا الحوار المهم 

س / دكتور خضير ماهي أكثر الحالات المرضية التي تواجهونها؟

هناك تسلسل لكثرة الحالات المرضية وهناك أيضا تطابق عالمي حول هذا التسلسل وبسبب تطور عملية الأحصاء الحياتي والتشخيص المبكر للأمراض وإهتمام الانسان بصحته أكثر من السابق فأن الحالات المرضية لدينا تكاد تأخذ هذا الشكل من التسلسل حيث أن أمراض القلب التاجيه أولاً ثم الحوادث والأ ورام وأخيراً الاصابات الجرثومية والفايروسات..

س/هل للتأثيرات الأشعاعية المنضبة لليوارنيوم  دورا في مدينة الناصرية ..

هذا الموضوع مطروح وقد كثر الكلام حوله إلا أن إثبات ذلك يحتاج إلى دراسات طويلة الأمد ودقيقة لتحديد علاقة اليورانيوم المنضب بالأمراض الخبيثة والتشوهات الخلقية ولاسيما في مدينتي الناصرية والبصرة.. وهناك عدة أبحاث ترتبط بين اليورانيوم المنضب والامراض أعلاه.. وخصوصاً سرطانات الدم..وكذلك إرتباط بينها  وعدد المصابين ،أي نوع الاورام وعددها.. إلا أن الدراسات تحتاج إلى دراسات مقارنة لزيادة هذه الاصابات في مناطق أخرى من العالم،فهي ينبغي أن تشفع بدراسات رصينة ومؤكدة..

 

س/الطب مهنة إنسانية نبيلة،ماهو رأيك بتحول البعض إلى عملية تجارية؟

 للأجابة على هذا السؤال لابد من مقدمة علمية لذلك:

1-     الطب مهنة شأنها شأن المهن الأخرى وتتأثر بأرتفاع الأسعار وإنخفاضها.. مثل بدل الايجاروأجر العاملين في العيادة والضرائب والمطبوعات وإجرة وقوف السيارة والحراسة ومستحقات البلدية والكهرباء الوطنية والبدائل كالمولدات وغيرها..وكذلك متطلبات الحياة الأخرى من البيت الى الواجبات الاجتماعية ..فهي متأثرة بالسوق لغرض سد المستحقات أعلاه ،التي لم تعد كما كانت..فعلى سبيل المثال لا الحصر كان ايجار عيادتي 1000 دينار فقط والان 750 الف دينار!!.. وهكذا..

2-     هناك مستشفيات تعمل 24 ساعة في اليوم وتقدم الخدمة بأعلى المستويات ولاسيما في الوقت الحاضر حيث توفرت كافة الامكانيات الحديثة..وكذلك تواجد الاختصاصات الدقيقة فجميع الفحوصات مثلا تعمل 24 ساعة من تحاليل الدم وتخطيط  القلب الى فحص المفراس.. وكذلك المناطق الخاصة بالحالات الطارئة مثل الانعاش الباطني والجراحي وصالة العمليات والطواريء..

3-     ان عدد الاسرة والمستشفيات قليل قياسا لاعداد السكان المتزايدة ممايرهق المستشفيات كثيرا.. حيث ان المقاييس العلمية تجعل من مستشفى ذو 400 سرير يخدم 200 الف نسمة بينما لايوجد هنا غير مستشفى واحد واسرته الحالية لا تتجاوز300 سرير يخدم اكثر من مليوني نسمة... ان مراجعة بسيطة لاحصاء المستشفيات تجعل الفني في حيرة مثلا مراجعي الطواري وفيها 24 24 سرير..من 400-600 مراجع..وهذا يعني ان كل مريض يشغل السرير لاقل من نصف ساعة؟؟ وعدد الوفيات1-2/0

يدخل المستشفى 2000 مريض شهريا بنسبة شفاء97/0 مراجعي الاستشاريات يوميا يبلغ من 800-12000 في مختلف الاختصاصات ،تجري في م- الناصرية العام من 900-1200 عملية جراحية يبلغ الطاريء منها150-250 أغلبها خارج الدوام الرسمي وتجري في مستشفى الولادة(بنت الهدى) من 1000-1200عملية منها400-450 طارئه ،وإذاأخذنا عدد صالات الولادة وعدد العمليات.. فنجد أن صالة العمليات عليها أن تعمل أكثر من 24ساعة في اليوم..

4-لاتستطيع المستشفيات بعد الدوام الرسمي أن تقدم الخدمة الكافية..اذ اننا نعتمد الدوام والخفارة والنتائج عن عدم الفصل بين العمل الخاص والعام ..ولذلك فأن العمل الخاص قد حل مشكلة كبيرة للدولة وهو عمل شرعي..فلو أضيف إلى عمل المستشفيات العمل المسائي فأن هذه المستشفيات تنهار بشكل كلي..

5- إن أسعار العمل الخاص لاتزال قليلة جداًمقارنة بأسعارها بين المحافظات أو الدول المجاورة.. وبما أن المرضى يذهبون الان إلى ايران والهند والاردن فلا بد إنهم لاحظوا الفرق في الاسعار والتقدير متروك لهم..فعلى سبيل المثال ان عملية قلب مفتوح مجانية في العراق..وتبلغ 20-30مليون دينار في ايران..وأكثر في الهند..وأعلى في الاردن..أو عملية تكلف 500 الف دينار في العراق تبلغ6-5 مليون دينار في ايران..

6-إن الطبيب بشكل عام يحتاج إلى عمر يناهز الاربعين عاماً للحصول على الاختصاص أوالأختصاص الدقيق والى لقب استشاري بعد الخمسين..مثلاً:وعليه فأنه يبدأ حياته الخاصة والحصول على متطلبات المعيشة المتأخرة..وبما أن مرتبة كان لايتجاوز3 دولار شهرياً ،فإن الأهتمام بعمله الخاص كان أمراً هاماً لتوفير المستلزمات مما يسبب إرهاقاً شديداً ودواماً متواصلاً صباحاً ومساءً وفي المستشفيات الاهلية وكل أوقات السنة ودون راحة..إلى أن تصبح هذه الحالة ملكة نتيجه الاتزام مع المرضى والمواعيد المتراكمة..وكذا التعود على هذا النمط الحياتي،وبعد أن تظهر بوادر التعب بعد هذا الجهد من الدراسة والعمل تظهر بوادر قلة التحمل مما يؤدي إلى إنخفاض مستوى التعامل..كثرة العمل مع قلة القابلية البدنية والنفسية..

7-هناك شهادات بحق الطبيب العراقي يجب الأخذ بها منها شهادة منظمة الصحة العالمية بأن الطبيب العراقي هو الأكثر إيثاراً على النفس في كل شيء بما في ذلك المادة..

العمل المتواصل للمستشفيات في مختلف الظروف التي مر بها البلد حتى في غياب معالم الدولة ومؤسساتها ،وبجهد الاطباء وبعض العاملين ففي 1990 أجرى المستشفى في -الناصرية-أكثر من ألف جراحة مستعجلة وخصوصاً في حادث جسر النصر..وعام 2003 حوالي 450 جراحة منقذة للحياة في غياب أي مساعدة..مقابل  تحمل الظروف القاسية والتعرض للخطر.. وغيرها من الاحداث التي مر بها البلد وإلى الآن من تفجيرات وكوارث..إن الأطباء كلهم أبناء أهلهم ومناطقهم التي يخدمون أهلها ..والحمد لله لأهلنا وليس من غريب وإلى غريب..

8-لاننكر أنه في كل مهنة هناك من يسيء إليها بقصد أو بغيره ،وهذا الحكم إستثناء ولايعمم

س/ لديكم كتابات وطنية عديدة عرفتم بها.. كما هو موقفكم الوطني والانساني، فهل هي مشروع دائم أم عند الفراغ والضرورة؟

 الحمد لله نحن نعمل مع العائلة السيدة د- جنان شاكر شبر وهي طبيبة التخدير في المستشفى العام وخدمت المحافظة لأكثر من عشرين سنة متصلة بدون توقف وفي جميع المشاهد الحرجة بدءً بحرب 1991 والانتفاضة الشعبانية  وإلى الآن ،ونتمنى أن نستمر بهذه الوتيرة مع إخواننا في المهنة..ونخص بالذكر د- عصام الدين صادق..وقد إقترح علينا بعض الأخوة إضافة العمل السياسي إلى العمل الطبي إلا أن إنشغالنا الدائم بأعمال المستشفى ،والتعليم،ومركز السكر والغدد الصم،وكذلك قسم الرعاية الاولية ،والعيادة الخاصة لم يدع لنا مجالا للكتابة والاعمال الاخرى..والخدمة من هذا الموقع أفضل.

في ختام تطوافنا الجميل لايسعنا الا تقديم الشكر للطبيب الحاذق د- خضير الاسدي، والتنويه الى جميع الاطباء والمدرسين والمهندسين والموظفين بالعمل الجاد وخدمة وطننا وأهلنا والحذو بإتباع الانقياء ورفض جميع المفسدين والمتقاعسين وسراق المال العام ...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8206
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 07 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18