السلام عليك يا سيدي ومولاي ، السلام عليك يا صاحب الأمر والزمان ، السلام عليك يا خليفة الرحمن ، السلام عليك يا إمامي يا (م ح م د) بن الحسن العسكري وعلى روحك الطاهرة ورحمة الله وبركاته.
في البدء أقول: إنّ الروح إلى من تهوى تحنّ ، والكلمة التي تخرج من القلب تصل ، ولكن يا مولاي لا أعرف أنْ اصف ما يعتريني من أحاسيس تجاهك ، فلهفة روحي وحرقة الشوق بقلبي لا تكفيها كل لغات العالم للتعبير عنها ، ولذا يا سيدي لا أستطيع أنْ اكفّ عن التفكير بك وفيك.
يا ولي الله سوف أبوح لك عمّا يختلجني من مشاعر لا تخفى عليك ، فمن الطفولة وأنا أعشق اسمك ، ومن الصغر وأنا أتلهف لسماع قصصك ، ومن بداية مشوار حياتي وأنا أقرأ كل ما يكتب عنك:
Ø حفظت جميع أسمائك وألقابك (يا ماشع وفيذموا) في التوراه ، و(مهميد الآخر) في الإنجيل ، و(بقية الله) في القرآن ، وحجّة الله وبقية الأنبياء ونور الأصفياء وغوث الفقراء وخاتم الأوصياء ونور الأتقياء والقائم الموعود عند الناس.
Ø نقشت في مخيلتي جميع أوصافك ، فعرفتك (أبيض مُشَرّبُ حمرة) ، ورسمت في ملامحك شامتين واحدة تحت كتفك الأيسر مثل ورقة الآس والأخرى مثل شامة رسول الله (ص) ، ورسمت على خدك الأيمن (خال) وعلى يدك اليمنى (خال).
Ø وثقت جميع علامات ظهورك ، فمن لهفتي وشوقي ليوم خروجك ، درست كل التفاصيل عن اليماني والسفياني والخراساني والصيحة في رمضان ، وقتل النفس الزكية ، والخسف في البيداء ، وبقية العلامات راجعتها وحفظتها ، الخاصة منها والعامة ، والمحتوم وغيره.
Ø عرفتك حق المعرفة ، فعرفت هويتك اسماً ونسباً ، وصفة وشخصية ، ومميزات وقدرات ، وعرفتك إماماً بكل ما لهذه الكلمة من معنى ، وعرفت أنّ وعد الله لا يتحقق إلاّ على يديك ، وعرفت مكانتك الخاصة ومقامك الرفيع عند الله فأنت طاووس أهل الجنة ، يا من معرفته نعمة ربانية تفوق جميع النعم.
يا مولاي ، من كمال سعادة المرء مخاطبة إمام زمانه: فهل نحن بانتظارك يا مولاي أمْ أنت بانتظارنا ؟ فنحن كما تعرف مقصّرون عاجزون مذنبون لا تنطبق علينا شروط الظهور ولا نحقّق أبسط مطالبها ، فالعذر لله ولك يا سيدي على سوء أعمالنا وما نقترفه من اثم وظلم يوميا .. سيدي تقبّلني واعف عنّي وسل الله لي العفو ، تقبّلني يا قرة عين الزهراء ، تقبلني يا خليفة الله ، تقبلني يا باب الله ، تقبلني يا برهان الله ، تقبلني يا جنب الله {يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} ، أعتذر إليك سيدي على تقصيري وتفريطي وإسرافي فسامحني ، ولتعلم يا إمامي بأنني لن أترك حلقة بابك حتى أسمع الجواب ، فقد تعلقت آمالي بحبل أنوارك المشعة وأنت وسيلتي إلى الله.
يا مولاي ، من كمال الولاية أداء حق الإمام ، فتعلم دون غيرك ما بداخل قلبي من عشق ، فقد طال الصبر وطال الانتظار ، فمتى تمن علينا بلقائك وتسعدنا بمشاهدتك والسلام عليك ، فكم وكم وكم سالت دموعي ياسيدي عند ذكراك ، ومع ذلك سأظل دوماً على الثبات واليقين لمحبتك والاستعداد لنصرتك ، وأجدد البيعة لك في يومي هذا وفي كل يوم.
السلام على من معرفته تمام ديننا ، السلام على من انتظار فرجه أفضل أعمالنا ، السلام على من زيارته ولقاؤه غاية آمالنا ، السلام عليك يا قائم آل محمد ورحمة الله وبركاته.
اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه |