ليست الطبيعة بعناصرها وبأنظمتها وحدها صاغت عدد لايحصى من الثوابت بل هي ذاتها تمتلك كل ما سيشكل استحداثا وإضافات فأذا كان من المستحيل قلب العدم الى وجود والوجود الى عدم فأن الحفر في قوانين التحولات وضبطها لن يتجاوز موقع الوعي في علاقته بالوجود والموجودات .
انها ليست أفكار فلسفية حول سؤال كم ساعة من النوم تكفي الفرد لكنها عملية تتصل بالبيئة التي تكون فيها الانسان الى جانب اليات اللاواعي في حماية الكائنات .
والقلق ليس وليد عصرنا الصاخب وتصادماته فقد سبقه الخوف وسبقته الإنذارات المبكرة التي تمتع بها الكائن الحي بأزمنة طويلة فأذا كان الخوف سببا من أسباب اليقظة وعدم الغفلة وعدم النوم في الأخير فأن القلق سيختلف نوعا عن الخوف فالأول يتصل بأسباب محددة ويمكن تشخيصها فيما الاخر شبيه بالفوبيا لان القلق ان تجاوز حدوده فأنه يتحول الى سيتحول الى مرض والى مرض يصعب تشخيص اسبابه
مع ذلك لايمكن عزل القلق عن العوامل المسببة له بيولوجيا / جسديا بما يخص الذهن العقل في الحرمان من النوم فهي العوامل المشتركة بين الأسباب الخارجية واجهزة الجسد ذات الحساسية العالية فعل اللاواعي بأختلافه عن اللاشعور يخص الكيان برمته ومع ان نسبة كبيرة من البشر دأبت على تلبيه حاجات الجسد بيسر او بمساعدة بعض العقارات الطبية الا ان الانشغالات الذهنية المنبهة بما لم يحدث بعد وبما هو قيد الحدوث تمنع الكائن من السبات وقد لا تنفع العقارات الطبية بالحد من الظاهرة او القلق او الصحو .
لكن الوعي هذا لدى عدد من المشتغلين بقضايا لا شخصية فلسفية او كونية كالاسئلة الخاصة بالمصائر والماهيات والأزمنة اي الأسئلة التي لا تمتلك اجابات كما في حالة الخوف لن يتحول الى مرض مادام الوعي يمتلك قدرة تحديد انه منشغل بقضايا تستحق المعالجة لان ساعات النوم ستتحول الى هدر من الزمن والفرص والتقدم في الغالب الامر الذي يسمح لليقضة ان تدوم .
لكن حالة المرض ليست مستحيلة عندما يكف القلق ان يكون مثمرا او إبداعيا او ايجابيا فيما تأتي الخبرة لتؤدي دورها بمساعدات ليست زائدة كمحاولة الحفر في الأسباب الداعية للحرمان من النوم كالزمن او كعمل المشفرات لدى المصاب في حالة المرض لتتبع مساراتها والعثور على حلول توقف تحول القلق الى حالات مزمنة وتضرب في عمق الجسد الدماغ احيانا على ان اللاواعي لن يعمل ضد سلامة العقل بحسب نظام الطبيعة الامر الذي يسمح للمستيقظ ان يمسك بأحد اكثر المفاتيح سرية في دخول المكان عديم الحافات هو ان الوعي يستطيع ان يلامس حدود عمله لمعرفة ان العالم ليس اكثر من دورة خاتمتها متصلة بمقدمتها إنما للإنسان ذاته دورته ازاء اللامحدود آنذاك تكون لحظات من الاستراحة او النوم الشفاف تؤدي الدور ذاته لدى هؤلاء الذين يمضون حياتهم في سبات عميق .
العراق - بغداد