• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : همسٌ مسموع - الانتخابات المحلية - .
                          • الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي .

همسٌ مسموع - الانتخابات المحلية -

بدأ دبيب الانتخابات المحلية يسري في الأوساط السياسية ، الكتل السياسية لديها قلق من مفاجئات تقلب مزاج الرأي العام في الايام القريبة من الموعد المحدد للانتخابات ، قلق مصحوب باستذكار تظاهرات شهر آب من عام ٢٠١٥ وما تلاه ،  طرف سياسي  صرح بأن لديه خطوات مهمة بشأن الانتخابات يتم الاعلان عنها في حينه ، كتل اخرى تفتش في أفضل الخيارات المتاحة للتحالفات ، التيار المدني لازال يخشى أن تُمسك الكتل السياسية الحاكمة بأدوات اللعبة من جديد  وتذهب كل جهوده السابقة في التاجيج والتأليب والتظاهر والسخرية من الحكومة ورموزها وأشعارهم وشعاراتهم في ساحة التحرير   أدراج الرياح ، قلق ان يتوجه الناخبون لنفس تلك الكتل وان تغيرت بعض الاسماء فالحس الديني والتنظيم النسبي والتواصل بشكلٍ ما مع الناس مضافاً لذلك أثر السلطة والمال كافية لوضع أصوات الناخبين في خانتهم . تيار جماهيري جديد ممزوج بدماء الشهداء وأوسمة الجرحى وقداسة الفتوى يظهر للمرة الاولى في هذه الانتخابات انه الحشد الشعبي ولكنه متوزع ومتعدد بتعدد الفصائل واختلاف توجهاتها فمنه ما يصب بمصلحة كتل سياسية حاكمة بعينها ومنه ما هو مستقل ، هل ستكون منافسات هؤلاء ديمقراطية سلمية تخضع لموازين العملية الانتخابية وتعليماتها ؟ هل يكون أداءها الانتخابي بمستوى مهارتها واقدامها وشجاعتها وتعففها في القتال ام إن لمعارك السياسة أمر يختلف عن المعارك العسكرية  ؟ الاكثرية الصامتة من المستقلين والفقراء والكادحين يريدون انتخابات تفضي الى طريقة جديدة في تلبية احتياجاتهم وتخفيف معاناتهم ولكنهم ليس لديهم أدوات التغيير فلا هم منظمون ولا يهديهم احد ولا يصمدون أمام إعلام الكتل ولا اغراءات المرشحين !!! النخب والكوادر والمثقفون  المستقلون  تجتذب عدد قليل منهم الاحزاب السياسية  فينخرطون فيها كمرشحين ولكنهم حين يفوزون لا يستطيعون الافلات من برامج الاحزاب واجنداتها الا ما رحم ربي  ، أما الباقون من غير المرشحين فلا يستطيعون توحيد صفوفهم لخوض الانتخابات في كيان مستقل كامل الأدوات  . ما يُقلق العقلاء في بلدي ان لا يستوعب أغلب المسؤولين  دروس الماضي بل يعتبرون  الانتخابات بكل ما فيها من ألاعيب سياسية من جانب وعجز الأغلبية عن تنظيم صفوفها من جانب اخر يعتبرونها مصدر الشرعية الوحيد في حين انهم يدركون بقرارة أنفسهم أنهم تسببوا بخلل ما في ادارة الدولة والحكم فبدلاً من الانقلاب على الذات وتغيير المسار للأفضل يبررون لأنفسهم السير على ذات النهج الخاطيء وهذا ما لا نتمناه . اللهم ارنا الحق حقاً لنتبعه والباطل باطلاً لنجتنبه . 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=82932
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 08 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28