• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : [السُّلْطانُ المَفْرُوكِ] وَأَحْلْامُ آلعَصافِيرِ .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

[السُّلْطانُ المَفْرُوكِ] وَأَحْلْامُ آلعَصافِيرِ

   *انقرةُ التي تحتضن كلّ هذا العدد من [المعارضين] لانظمةِ الحكمِ في عددٍ من دول الجوار مثل العراق وسوريا ومصر، وأنقرةُ التي تحتضن كلّ هذا العدد من الارهابيّين المطلوبين في بُلدانهِم في قضايا القتل والارهاب والتّدمير، وأنقرةُ التي تحوّلَت الى مكبٍّ للنّفايات الهاربة من وجهِ العدالةِ في بلدانها، كالعراق وسوريا ومصر، وأنقرةُ التي تحوّلت الى ممرٍّ آمنٍ لجراثيم الارهابيّين ودوابِّهِم الذين يتجمَّعون من كلِّ حَدَبٍ وصَوب لتلقى العناية والتّدريب وكلّ انواع الدّعم المالي والّلوجستي من قِبَل الأتراك قبل زجِّهم الى العراق وسوريا ليقتلوا أنفسَهم هناك بالسيّارات المفخّخة والاحزمة النّاسفة وسط المواطنين الابرياء فيستشهد منهم من يستشهد ويُصابَ منهم من يُصاب ويدمّروا أسباب الحياة والمدنيّة، هذه أَنْقَرَةُ التي لبِسها الارهاب وكلّ مواصفات الجار السيّء من قمّة رأسها الى أخمص قدَمَيها! كيف تسمح لنفسِها ان تصرّ بهذه الطّريقة المُضحكة على واشنطن لتسلّمها مواطنٌ تركيٌّ مُقيمٌ في أراضيها تتَّهِمُهُ بالوقوفِ وراء الانقلاب العسكري الأَخير؟!.

   على أَنقرة ان تعقل بعض الشّيء على الأقل من أَجْلِ ان تحفظ ماءَ وجهِها، فاذا كانت هي ترفض تسليم العناصر الارهابيّة والمطلوبين للقضاء في بلدانهم، وتحديداً في العراق وسوريا ومصر، او على الأقل تبادر لطردهم من أراضيها! وهي التي يمكنُها ذلك بقرارٍ من الرئيس مُتجاوزاً كلّ النظام السّياسي ومُختلف مؤسّسات الدّولة كونها دولة من العالم الثّالث! فكيف تنتظِر من الولايات المتّحدة الاميركيّة، وهي دولة المؤسّسات والقضاء المستقلّ والتي لا تتجاوز بعضها على البعض الآخر في الظّروف العاديّة فكيف بها الآن وهي تمرُّ بأحرج فترةٍ تتزامن مع الانتخابات الرئاسيّة التي لم يبقَ عليها سوى اقلَّ من (١٠٠) يوم! ان تقدِم على تنفيذ طلب انقرة المُشار اليهِ؟!.

   انّها أَحلامُ العصافير التي تمرُّ بخاطرِ [السّلطان العُثماني] الذي يشبهُ حالهُ اليوم إِثر الانقلاب العسكري الفاشل كالنّملة المفروكة لا يقوى على شَيْءٍ الا الخضوع والاستسلام للكبار، وأَقصد بهم تحديداً واشنطن وموسكو!.

   ثانياً؛ انّ أَنقرة الآن تدفع ثمن إِحتضانها للارهاب طيلة السّنوات الخمس المُنصرمة، كما انّها تدفع اليوم ثمن العنجهيّة التي ركِبت رأس الرئيس أُوردوغان فراحَ يتعامل مع الملفّات السّاخنة في المنطقة وتحديداً في العراق وسوريا ومصر وكأنّهُ السّلطان العُثماني الذي لازال يحكم رعاياه في دولة الخلافة! ناسِياً او متناسياً بانّهُ يظلّ نمرٌ من ورقٍ متى ما اتَّفق الكبار على تحديد دورهِ وحجمهِ، وهذا ما يحصل الان! فانّ فكّ ارتباطهِ بنظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية الذي وعدهُ فعجز عن الوفاءِ لهُ بوعودهِ، وورَّطهُ ودفعهُ الى الامام ليجد نَفْسَهُ يدفع ثمناً أَكبر من الذي يقدر عليهِ، وتغيير قناعاتهِ فيما يخصّ الأزمة السّورية بعد ان تيقَّن بانّهُ ينطح صخرة! وانهيارهِ أَمام موسكو ليقدّم لها الاعتذار تلوَ الآخر! ثم يعِدُها بالالتزام حرفيّاً بما يُطلب منه في إطار الاتّفاق الأميركي الرّوسي الخاص بشأن الملفّ السّوري، لدرجةٍ انّهُ باتَ يرفع سمّاعة الهاتف بين يومٍ وآخر على الرّئيس الروسي ليقدّم لهُ موجزاً عمّا حقَّقهُ ونفَّذهُ من التزامات! انّ كلّ ذلك دليلٌ واضحٌ على مدى الانهيار الذي أَصاب الرَّئيس التُّركي، ليقبل بأَن يكونَ جزءً ولو يسيراً وتافِها لحلٍّ إقليميٍّ أَكبر وأَوسعَ مِنْهُ!.

   وهذه هي عادةً نتيجةَ من لم يحسِب عواقب الامور وخواتيمها بشكلٍ دقيقٍ أَو انّهُ يخلط الاوهام بالواقع، فيكون كالضّفدعة التي أَرادت ان تكون بحجمِ البقرة فظلّت تنفخُ نفسها وتنفخُ وتنفخُ حتّى انفجرَت وماتت!.

   هكذا تعلّمنا في المدرسة عندما كُنّا صغاراً! ولكن يبدو انَّ الرّئيس أُوردوغان لم يمرُّ عليهِ هذا الدّرس! أو انّهُ تعلّمهُ في الصِّغَر ولكنّهُ نسِيَهُ في الكِبَر! تعلّمهُ عندما لم يكُن بحاجةٍ اليهِ، ونسِيَهُ عندما احتاجَ اليهِ!.

   وقديماً قيلَ [إِل ما يِعرِف تدابيرَه...حنِطتَه تاكِل شْعيرَه].

   ٢٧ آب ٢٠١٦

                       لِلتّواصُل؛

‏E-mail: nazarhaidar1@gmail. com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=83327
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18