• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حوادث الحج في ظل آل سعود .
                          • الكاتب : محسن ظافر غريب .

حوادث الحج في ظل آل سعود

 حوادث الحج في ظل آل سعود سابقة لتسلطهم ونفور المسلمين خاصة الإيرانيين وامتناع النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً (آل عمران 97)..، 
الحج يعني قصد مكة المكرمة لأداء فريضة عبادة من أركان الإسلام الخمسة.. 
في تقرير كتاب ضابط سري روسي مسلم وفي كتاب للكاتب الروسي 
"Jefim Anatoljewitsch Reswan" 
بروفيسور روسي مستعرب متخصص في الدراسات القرآنية، ولد في 7 أكتوبر 1957 في مدينة سان بطرسبورغ، نائب مدير متحف الانثروبولوجيا والاثنوغرافيا في سان بطرسبورغ التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ترأس تحرير المجلة العلمية الدولية 
"Manuscripta Orientalia"
، وأستاذ في كلّيتي الفلسفة والاستشراق في جامعة سان بطرسبورغ. له أكثر من 250 بحثاً علمياً نشرت جميعها باللغات الروسية، والإنجليزية، والعربية، والفرنسية، والألمانية، واليابانية، الإيطالية، والأوزبيكية، والفنلندية، والفارسية، والتترية، وغيرها من اللغات. 
 
كتابه هذا حمل عنوان "الحج قبل مائة سنة- عبد العزيز دولتشين 
Davletshin 
ومهمته السرية في مكة المكرمة، عام 1898م 
 
Hadjdj qabla mi'a sana. Rihla Sirriya li l Dabit Rusi Abd al Aziz Davletshin ila l Macca, 1898. Beirut 1993.arabisch"، 
 
كتبه ضابط روسي مسلم يُدعى عبدالعزيز دولشتين، يقع في 352 صفحة باللغة العربية صدر عن دار التقريب بين المذاهب الإسلامية في بيروت عام 1993م. 
دولتشين، ضابط في الجيش الروسي أيام الإمبراطورية الروسية، من أصل تتري، ولد عام 1861م لعائلة من النبلاء، تقلد والده مناصب عسكرية قيادية، تبعه عبدالعزيز فانخرط في السلك العسكري، وساعدته ثقافته الواسعة وإجادته للغات العربية والتركية والفارسية والإنجليزية والفرنسية، بالإضافة إلى اللغتين التترية والروسية على التدرج بسرعة خاطفة في السلكين العسكري والدبلوماسي. لكن طبيعة عبدالعزيز لم تكن تلك التي ترغب في المناصب الهامة، فانتقل من بطرسبورغ، عاصمة الإمبراطورية الروسية آنذاك، إلى قرية "القلعة السوداء:  قره قلعة " في أطراف عاصمة تركمانستان عشق أباد وخدم في تلك المنطقة 7 سنين تشرب خلالها ثقافة أهل تلك المنطقة وعرف قضاياهم التي تشغلهم، وأتقن لهجتهم وتعلم تراثهم وفلوكلورهم. 
 
عن موسم حج عام 1898- 1899م. يصف "دولشتين": تنتشر أوبئة الكوليرا بكثرة في وقت توافد الحجاج، وبمتوسط مرة كل 3 سنوات؛ فتفتك بأكثر من نصف الحجاج وتمتد إلى أماكن ترحّل البدو المجاورة، وإلى أماكن آهلة أخرى في الجزيرة العربية. وأن هذا الوباء يبدأ أحياناً عند عرفات؛ لكن بشكل ضعيف؛ لذا لا يسترعي الانتباه؛ لكنه ينتشر بكثرة في منى، ويبلغ قوته القصوى هناك. وإذا سارت جميع الأمور على ما يرام عند الانطلاق إلى عرفات وحتى مساء اليوم الأول من الإقامة في منى؛ هناك أمل في أن الوباء لن ينشب هذه السنة. وأشهر الأوبئة التي أصابت موسم حج سنة 1831، وجاء من الهند إلى الحجاز ومات بسببه ثلاثة أرباع الحجاج، ونشب الوباء التالي سنة 1834، ثم سنة 1837، وسنة 1840. ثم عاثت الكوليرا فساداً لنصف عقد من زمن سنوات 1846- 1850، ثم أطل الوباء برأسه مجدداً في سنة 1865 وفي سنة 1883م. ويروي الضابط الروسي معاناة الحجاج الكبيرة من عمليات النهب والسلب والتي يقوم بها بعض "البدو"، ويتحدث عن اعتداءاتهم على القوافل، وصف المقاومة المسلحة التي تُبديها بعض القبائل لمرور القوافل في أراضيها. ويشرح "دولتشين" في حكاياته أن البدو ينقسمون إلى كثير من القبائل التي يشرف على كل منها شيخ، وتشغل كل منها منطقة معينة، وهناك قبائل غالباً ما تتصارع فيما بينها وتهاجم بعضها، ولها حسابات دائمة بلغة الدم؛ في إشارة إلى الانتقام. "تنتعش تجارة الرقيق كثيراً أثناء تجمع الحجاج؛ حيث إن الأرقاء الذين يباعون في الحجاز ينتمون حصراً إلى قوميتين: الزنوج السود تماماً الذين يعتبرونهم في الحجاز أفضل الكادحين، ويشترون منهم الرجال والنساء لأجل العمل فقط، والثانية هم الأحباش وهم أقل سواداً، وتباع النساء كمحظيات". واستفاض الكاتب في شرح الرق وأسعاره وكيف أن كثيراً من الحجاج يشترونهم ليعتقوهم لوجه الله طلباً للأجر من الله. ويعتبر أهل البادية أنفسهم الأسياد الحقيقيين لمناطقهم ولهم الحق في أن يُجيزوا أو يمنعوا القوافل من المرور في أراضيهم "يحمل الرجل البدوي دائماً الأسلحة في اليدين؛ سواء بندقية شطف بقداحة أو بندقية بفتيل أو رمح، وعلى الكتف أو على الظهر يتدلى سيف ذو حد أو حدين، وعلى حزامه الجلدي مسدس وخنجر ولوازم معدنية مختلفة لحفظ البارود والرصاص. في الطريق بين مكة وجدة حيث الحركة الدائمة، تَشَكّلت عصابات كاملة من قطّاع الطرق تنهب وتسلب على الدوام؛ رغم وجود المخافر؛ أما في الطريق بين مكة والمدينة المنورة وينبع؛ فإن هذا الشر يتطور أثناء حركة الحجاج؛ فمعظم القبائل تتعاطى السلب والنهب من دون أن تعتبر ذلك جريمة، وتبيع علناً -وبكل حرية- ما تحصل عليه من الأشياء بهذه الطريقة". ويروي "دولتشين" كيف أن امرأة وهبت نفسها زوجة لمن يقتل مَن قتل والدها، وكيف هب أحد الشبان وقتل أحد الأفراد المشاركين في قتل والدها، وبالفعل تزوجته؛ لكن الشاب أصيب بالجنون خشية الانتقام منه، ثم مات بعد ذلك. وفي إحدى قصصه يروي الضابط الروسي أنه أثناء إحدى الوقفات في الطريق بين مكة والمدينة المنورة، ظهر رجل من أهل البادية وأخذ يتنقل على الركب كله، عارضاً بيع سلاح وحزام وألبسة حج، وبدلة حاج اعترف بقتله على المكشوف، ورغم السعر التافه الذي طلبه لم يعمد أحد من الركب إلى شراء المعروض. وكانت بعض العصابات المتشكلة من أهل البادية يتعاطون السلب والنهب ويتتبعون القافلة كما تتبع الذئاب الجائعة القطيع؛ متخفين نهاراً في مكان ما يترقبون المسافرين المتخلفين. وحين تتوقف القافلة في الظلام لأجل الراحة ينقضّون عليها، ويحدث في هذه الحال الهرج والمرج، ثم يتسنى لهؤلاء الضواري أن يختلطوا مع أهل القافلة ويقطعوا الزنانير التي تُحفظ فيها النقود عادة؛ صاعقين مسبقاً بضعة أشخاص بضربات على مؤخرة الرأس بالهراوة، وهو ما يُسفر غالباً عن الموت "كانت تربة جميع الطرق في الحجاز من الرمل الخشن جداً، وهي موجودة بجوار الجبال، وتتناثر فيها أحجار متفاوتة الكبر؛ أما الطرق الضيقة والمعابر فتعترضها كسور من الصخور تصعّب الحركة كثيراً " كان الحجاج القادمون من بلاد فارس يسلكون طريق القدس للمرور -بعد مناسك الحج- على كربلاء التي تعتبر إحدى المدن المقدسة لهم. كما كانت الجنسية الهندية وقوافلها الأكثر في الحج. وقدم إحصائيات قيّمة عن أعداد الحجيج ودولهم والطرق التي يسلكونها، وهي معلومات من المستحيل أن تغيب عن رجل المخابرات الروسية".



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=83390
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29