تغفو قريتنا على سفح جبل قريب من نهر الفرات, تحيط بها الاشجار والبساتين الجميلة, فمنظرها يفرح النفس والوجدان واحلى شيء فيها هو مراقبة طلوع الشمس عند انبلاج الصباح وانت تنظر الى الغبش, وقد بدأت اصوات البلابل والحمائم الصغيرة وديك الحجل ترسل أنغاماً كأنها موسيقى تأتي من بعيد, فتبتهج نفسك وتنسى احزانك, فمنظر قطرات الندى وهي تبلل النباتات منظرٌ جميل جداً.

بدأت اشعة الشمس تخرج من خلال التلال المحيطة بالمكان, احسست ببعض البرد لكنّي كنت مشتاقاً لأملأ رئتيّ بذلك النسيم الخالي من الشوائب والممزوج بقطرات الندى, فجأة تلبدت السماء بالغيوم .. وضاعت تحت السحاب المحمّل بالمطر ..

ثم راحت زخّات المطر ترسل الخير الى الناس والدواب, وبسرعة دخلت بيتي كي أراقب المنظر من خلال زجاج النافذة, جميلٌ أن ترى حبّاته وهي تسيل على الزجاج وكأنها ثعبان حائر.

ثم بدأت الغيوم تنحسر مرة اخرى, واشرقت الارض بنور ربها وراحت تضحك مستبشرة بيوم جديد ..