المصائب عند أهلها حزن وأسى وترتيب أولويات أما من يمسك بالكشوف ففرصته في المصائب للمحاسبة
هناك من يستغل ظروف الكوارث لضرب خصومه بقصد مبيت وهناك من يعتقد أنه يفعل الصواب من حيث لا يشعر يربك الساحة بالتصفيات
فيعتقد أنه حين يضرب هذا أو ذاك هو على جادة الطريق وفي الحق يسير، المصائب في كل الأعراف والقوانين هي التي توحد الساحات وهي ألتي يتفق عليها الجميع للاصطفاف ضد العدو متآزرين لكي يواجه بالحزم
وكثير من الدول تستخدم هذا التكتيك لتوحيد ساحتها الداخليه حتى مع المعارضين حين يلم الخطب الجلل بالبلاد
إلا أن بعضنا لا يدرك ذلك ولا يعيه فيجعل من وحدتنا ساحة للتصفيات والحسابات وهذا ضد ما نحن فيه ومتطلب من توحيد الكلمه مما يجعل من ساحتنا مربكة غير متماسكة وغير ذات رؤى استراتيجية
من هنا أدعو الجميع لنبذ الخلاف مهما كان وتجنب الصدام مع أيا كان وضبط النفس والتفكير بعمق كي لا نخرج من مصيبة لكارثة الخصومات فنكون كمن شتته القنبلة وجعلته أشلاء ساكنه
علينا الابتعاد عن كل ما من شأنه إبعاد هذا أو ذاك لأننا في حاجة للكل في هذا الظرف العصيب والتسامي على الجراحات يقوينا ويضيف لعددنا عدد ولقوتنا قوة
الخلافات تذوب بعاملين إثنين أولهما
إما التقادم والنسيان فترك كل خلاف للزمن بذيبة ويجعله في عداد النسيان
وثانيهما بالمواجهة المحبة فإن كان ولا بد من المواجهة فالتكن من أجل رفع العتب والزعل وعتاب المحب لمحبوبة وليس بالتهجم والتشكيك والضرب
وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (*) [ سورة فصلت] الآية 34
خلافاتنا ليس وقتها الآن ولا المناسبة للحساب فالندع الزمن يتكفل بعلاجها فهو خير وسيط للنسيان والتعالي على الخلاف