• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تصفية حسابات .
                          • الكاتب : باقر جميل .

تصفية حسابات

 إقالت شخصيات لها ثقلها في الوسط السياسي العراقي بهذا الشكل ، وبهذه السهولة ، يعطيك عدة حقائق عن كيفية الحكم في العراق منها :

 
1- إن القوم ومن جميع الاطراف تقريبا لهم القدرة على محاسبة الفاسدين والسارقين ايا كان انتمائه ، وعلى امكانية اجتماعهم على امر خلاف ما يقال بتشتت الافكار والاراء التي يستحيل تجمعهم على رأي واحد في سبيل تحقيق هدف نبيل .
 
2- القول بان عدم مكافحة الفساد بسبب المحاصصة تبين زيفه وكذبه الان ، لان زيباري والعبيدي ضمن هذه الجولة ومع هذا تمت اقالتهم بكل سهولة ومرونة ، فأين هذه المحاصصة التي تمنعكم من خدمة الشعب ..!؟
 
3- هذه الاقالة ومن قبلها إقالة العبيدي ، ان الذين صوتوا على الاقالة هم النسبة الاكثر في تدمير البلد وخصوصا الجانب القضائي ، لانهم الى الان لم يصوتوا  على قانون المحكمة الاتحادية ، ولا على قانون النفط والغاز ولا على عدة قضايا جوهرية تمس البلد سياسيا واقتصاديا وامنيا ..!
 
4- تثبت لنا في هذه الاقالة ان كل لجان التحقيق والتدقيق في الفساد والافساد التي طرحت سابقا  ، وكل محاولات الاصلاح من قبل السياسيين هي مجرد كذبة وخدعة يقومون بها لتضليل الرأي العام لا أكثر ، لان مجلس النواب والنواب الذين اقالوا الوزيرين كان بامكانهم معرفة وتحقيق العدالة في مسآئل كثرة وكبيرة جرت بسببها انهار من الدم ، امثال رجوع واعفاء مشعان الجبوري وغيره ، وسقوط ثلث العراق ، وهروب المئات من المساجين باسباب مجهولة وغامضة ، وغيرها الكثير ، لكنهم لم يفعلوا لان الصفقة كانت تقول لا قيمة للدماء ..!
 
5 - يعطيك هذا التحرك الغير مسبوق لعدة اعضاء في البرلمان بانهم يستعدون استعدادا كبيرا للمرحلة القادم ، وبصناعة مادة اعلامية لا يمكن تجاوزها بسهولة ، فالمادة الاعلانية في الانتخابات القادمة هو شعار الاصلاح وقرارات الاقالات المزعومة ، مع محاولة نسيان نتيجة لجنة التحقيق بسقوط الموصل ، وكذلك اخفاء اصحاب المليارات التي سحبت من البنوك ، كما يتم التستر على شخصيات طالما ثبتت عليها السرقة والفساد ، امثال السوداني ومن على شاكلته  الذين يقدر عددهم بالالاف ..!
 
6- من خلال هذا  التصويت على زيباري ، تنكشف كذبة مدعي الاصلاح في عدم اصلاحهم فيما مضى من السنوات الماضية ، وعدم تحركهم امام الفساد والمفسدين ، فيعتبر هذا التحرك هو تحرك سياسي وتصفية حسابات بامتياز لا لشيء آخر .
 
الـنــتــيــجــة   : 
 
تغفيل اكبر عدد ممكنة من الناس مرة اخرى عن الهدف الاسمى والابرز لخلاص العراق من الفساد بتحركات كبيرة في الظاهر وهي خاوية  المحتوى والهدف ، لـيمر العراق وشعبة بمرحلة صراع فكري في كثير من الاوقات يكون تافه وساذج ، يدافع فيه كل حزب بما لديهم ، وتبقى الاكثرية من الشعب جلوس واحلاس منازلهم بحجة لا يمكن التغيير ولا تغيير الوجوه ، وهذا هو الهدف الاسمى للاحزاب ، الكبيرة منها ، في زرع هذه الفرضية لتكون نظرية تطبق على العراقيين الذين طالما انخدعوا بالمظاهر البراقة والمزيفة لقادة الاحزاب ..!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=83928
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3