• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مسعود البرزاني إلى أين؟ الأقليات في العالم وتقرير المصير! .
                          • الكاتب : مصطفى الهادي .

مسعود البرزاني إلى أين؟ الأقليات في العالم وتقرير المصير!

 طيلة اكثر من خمسة عشر عاما صدّع مسعود رؤوسنا بالاستقلال واقامة دولة كردستان معتمدا في ذلك على الدعم الأمريكي والإسرائيلي، ولكنه من ناحية أخرى يعرف جيدا ان ذلك مستحيل ولكنه يستخدمه للاستهلاك المحلي للسيطرة على الأوضاع والتفرد في السلطة.
 
استقلال كردستان حلمٌ لا يتحقق ابدا ومسعود يعرف ذلك وقبل أيام قامت تركيا بسحق الاكراد واجتياح شمال سوريا لأنهم اقاموا لهم كيانا بالقرب من الشريط الحدودي التركي، وقد دفعت قبل ذلك بقواتها نحو العمق العراقي تحسبا لتحرك اكراد العراق ، اضافة إلى أن تركيا لها اتفاقية مع سايكس بيكو بأن أي جزء من الموصل ينفصل يرجع إلى تركيا لا بل تنقضّ عليه تركيا وتسترجعه بالقوة . اضافة إلى إيران التي تقف بالمرصاد لصد احلام مسعود، ومن قبله صدّت اكراد إيران وفعلت بهم الافاعيل حيث قتل شاه إيران رئيس جمهورية مهاباد التي قامت بتحريض بريطاني في شمال إيران.
 
الكلام الذي اطلقه مسرور بارزاني والذي قال فيه : (لسنا عراقيين).(1) كلام يدل على تسرع وارتباك صدر من شاب نزق لا يمتلك خبرة سياسية بل جل اعتماده على دعم العشيرة.
 
فما هي قصة الانفصال ، او تقرير المصير؟
ليس من حق كل قومية ان تقرر مصيرها، وإلا خربت الدول فسر نجاح اي دولة هي التنوع الاثني والعرقي والديني وحتى المذهبي مع وجود حكومة قوية . وهذا الغرب مليء بالقوميات فلماذا لا نسمع بتقرير حق المصير، لابل ان الذي اجروا استفتاء لتقرير المصير رفضوا الانفصال عن الدولة الأم كما فعل الايرلنديين الشماليين والجنوبيين ، والسلاف ، والنورمان ، وإيتا في اسبانيا الاسكتلنديين. وعندما خيروا الاسكتنلديين باجراء استفتاء حول الانفصال من انكلترا صوت الغلاسكو وأدنبره ودندي على البقاء مع بريطانيا رافضين الاستقلال وربطوا مصيرهم بمصير الدولة الأم.
 
أن القوميات الانفصالية المشهورة، والتي ُيقدر العدد الإجمالي لها في أوروبا حوالي 105 مليون شخص،تمتد في كل انحاء أوربا فلا تكاد تجد دولة أوربية تخلو من القوميات الكبيرة مثل الإسكتلنديين في المملكة المتحدة، والألمان في النمسا، والمجريين في رومانيا، والنمساويين في إيطاليا. 
وكذلك من القوميات المميزة في أوروبا ويُطلق عليهم رُحّل أوروبا ومنهم اللابيون في شمال السويد والنرويج وفنلندا وشبه جزيرة كولا الروسية وكذلك في إقليمي كاتالونيا والباسك الاسبانيين، والمقاطعات البريطانية، اسكتلندا، وويلز، وإيرلندا الشمالية، والواقع يؤكد أيضا وجود 37 كياناً قوميا موزعّين بين تخوم روسيا لجهة الشرق إلى جزر الكناري الاسبانية وحتى الشواطئ المغربية لجهة الأطلسي، وصعوداً نحو بعض القوميات المتداخلة في الدنمارك ولم يطالب اي احد منهم باجراء استفتاء حول تقرير المصير يا كاكا مسعود.ناهيك عن فرنسا التي تبدو فيها مقاطعات تعيش فيها قوميات مثل أوسيتانيا وسافوا وكورسيكا وأوست والألزاس وبروتاني، فهذه قوميات مرشحة لمشاريع دويلات ولكن لم نسمع منهم نغمة تقرير المصير.
وهكذا الصين التي تحتوي علي ست وخمسين قومية أو عرقية، منهم الهان، الويجور، الداي، والإي. وتشكل قومية الهان الأغلبية العظمي في الصين حيث ينتشرون في ما يقرب من ستين بالمئة من المساحة الكلية للصين وأصغر قومية في الصين عدد نفوسها اكثر من مائة مليون نسمة، ولم نسمع منهم نغمة تقرير المصير.
 
وكذلك الهند التي تحوي أيضا على آلاف القوميات مثل الدرافيديان والسيخ والهندوس والآر والبرسيس والساتي ويبلغ عدد أفراد كل قومية بعشرات الملايين ولم يُطالب اي احدٌ منهم باجراء استفتاء او تقرير مصير والانفصال عن الوطن الأم . ولو طالب الجميع بما يطالب به كاكا مسعود لأصبح العالم قرى صغيرة متناثر متناحرة هنا وهناك تتنازع على المياه والثروات والحدود . 
حتى الدول التي انفصلت فسرعان ما عادت إلى الوطن مرة أخرى مثل ألمانيا واليمن وأما جنوب السودان فهو انفصل بتحريض غربي ولكنه الآن نادم على ذلك بعد ان استعرت فيه الحرب مرة أخرى مع دعوات العودة لحضن الأم. وهكذا هي مسألة الصحراء الغربية مع المغرب. ويحاول البعض اثارة المسألة الآشورية في العراق وسوريا ومسألة الأقباط في مصر وهم اكثر من عشرة ملايين قبطي. ومسألة القوميات الخمس الكبرى في إيران. 
وأما مسألة تقرير المصير التي يعزف عليها مسعود فقد نقلت مصادر إعلامية عن مسؤول الهيئة العامة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني ملا بختيار تأكيده في بأن 28 دولة غربية، ومن ضمنها الولايات المتحدة وروسيا وقّعت على مذكرة وقامت بتقديمها إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني وإلى الاتحاد الوطني الكردستاني، أكدت فيها عدم موافقتهاعلى إعلان استقلال إقليم كردستان.
وأما وطنيا فإن تصريحات البارزاني وأولاده بشأن الانفصال هي خيانة للوطن والشعب حسب الدستور العراقي الذي وقع عليه مسعود، لأن الدستور العراقي اكد على ضرورة وحدة الارض والشعب ووضع قسماً بعنق كل مسؤول بان يحافظ على تراب وسماء وماء الوطن وان فكرة التقسيم تناقض القسم وان اي فكرة للتقسيم هي خيانة للوطن والشعب.
 
المصادر: 
1- http://al-aalem.com/%D9%85%D8%B3%D8%B1%D9%88%D8%B1-%D8%A8%…/



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=83969
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28