• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : علي ملكوت الله في الأرض .
                          • الكاتب : اياد حمزة الزاملي .

علي ملكوت الله في الأرض

ان الحديث عن الشخصيات العظيمة حديث صعب للغاية ومجهد للفكر ﻻنك ﻻتجد الكلمات المناسبة التي تعطي حق هذه الشخصية العظيمة . ان الامام علي (صلوات الله عليه) هو التجلي الاعظم والفيض الاقدس للذات الالهية وتبقى كل كلمات المدح والثناء قاصرة وعاجزة في اعطاء حقه انه تجلي الهي فوق مستوى البشر ويقترب من ملكوت الله ولكن سوف اتكلم حسب معارفي الضيقة والمحدودة وفي بعدين وهما البعد الانساني والبعد الالهي. البعد الانساني : لقد كان الامام علي (صلوات الله عليه) اسمى واعظم واكبر تجلي للصفات الانسانية حيث حقق اول جمهورية الهية في الارض تقوم على اساس الحق والعدل والمساواة بين جميع الناس لقد وصل حكم الامام الى اكثر من 44 دولة واستطاع خﻻلها ان يبسط فيها العدل والمساواة والحرية بينما كان يعيش هو وعائلته حياة الفقر والزهد والتقشف وهناك المئات من الروايات والاحاديث التي تؤيد ما ذهبنا اليه ﻻ مجال لذكرها الان وهي معروفة للقاص والداني . ان المشكلة الرئيسية التي واجهت الامام علي (صلوات الله عليه) انه كان يعيش في مجتمع جاهلي وهمجي وبربري والتي تعرف اليوم في علم الاجتماع بمصطلح (العقلية الظلامية) وان وضعية الامام في ذلك العصر هي اشبه بأن تضع عالما او فيلسوفا في وسط مجتمع من القرود فعلى سبيل المثال ﻻ الحصر يقول الامام في حديث له (سلوني عن طرق السموات فانا اعلم بها من طرق الأرض) يقوم له احد من الجهلة والبرابرة يقول له (اذا كم شعرة في لحيتي) ومن هذا السؤال الغبي والمتخلف تعلم كم كان هذا المجتمع متخلفا وبربريا ومازال الى يومنا هذا . هذا من جانب ومن جانب اخر فأن قيام الامام علي (صلوات الله عليه) بتوزيع الثروات بالعدل والمساواة بين جميع المسلمين اثار حفيظة الطبقة الرأس مالية المتمثلة في بني امية والتي خسرت مصالحها الاقتصادية في فترة حكم الامام والتي كانت تمثل الطبقة البرجوازية في المجتمع العربي والتي كانت تحظى بالدعم المالي الكبير بغير حساب في زمن الحاكم الاول والثاني والثالث هذا بالأضافة الى ان العرب كانوا موتورين من الامام علي (صلوات الله عليه) ﻻنه حطم ودمر سلطانهم القائم على الظلم والبغي والعدوان واقام جمهورية الحق والعدل الالهي وقتل رؤوس الكفر والظلم والجاهلية في بدر وحنين وخيبر فاتفق كل هؤلاء الموتورين من الامام علي (صلوات الله عليه) من العرب واليهود الذي قضى على سلطانهم في خيبر الذي يقوم على الخبث والدسائس واشعال الفتن في الامة الاسلامية على تدمير خلافته الالهية . فكانت معركة صفين والجمل والنهروان هو نتاج لهذا العقل الماسوني المدمر الخبيث وانتهى هذا المخطط الماسوني باغتيال الامام علي (صلوات الله عليه) بمؤامرة يهودية وكان العقل المدبر لها هو كعب الاحبار وعمر بن العاص ومعاوية ابن ابي سفيان. البعد الالهي: لم يكن الامام علي (صلوات الله عليه) انسانا عاديا كباقي البشر وانما كان اكبر من الوصف واكبر من الكلمات كان اقرب الى الله منه الى الانسان لقد كان تجسيدا لفلسفة الناسوت واللاهوت وان ظهور النوراني بصورة المادة ليس ضربا من الخيال او العاطفة وانما هو حقيقة ملموسة تجلت في الحياة فمثﻻ ظهور جبرئيل (عليه السلام) بصورة انسان هي حادثة تكررت كثيرا في تاريخ الدعوة الاسلامية وعندما يصل العارف الى مقامات خاصة في الفناء بالذات الالهية فأنه ينصهر بها وتفنى ذاته فﻻ يبقى الا المعنى كنا ينصهر الحديد بالنار وفي قول لموﻻنا الامام علي (صلوات الله عليه) مصداقا لهذه الفكرة حيث يقول (ان لله شرابا لأوليائه اذا شربوا سكروا واذا سكروا طابوا واذا طابوا ذابوا واذا ذابوا طلبوا واذا طلبوا وجدوا واذا وجدوا وصلوا واذا وصلوا اتصلوا واذا اتصلوا لا فرق بينهم وبين حبيبهم) ان منزلة الامام علي الملكوتيه ﻻ يعرف قيمتها الا الله (سبحانه وتعالى) ولذلك قال الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) (يا علي لا يعرف الله الا انا وانت ولا يعرفك الا الله وانا ولا يعرفني الا الله وانت) وفي حديث اخر (يا علي لوﻻ أن يقول الناس فيك كما قالوا في عيسى ابن مريم لقلت فيك مقالا ما ان مررت بقوم الا وقبلوا التراب الذي تحت قدميك) فالعشق الالهي هو اسما درجات العبادة ولا يبلغها الا ذو حظ عظيم وان منزلة الامام علي واهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) عند الله هي فوق مستوى البشر ولا يمكن ﻻي مخلوق ان يدركها حتى وان كان نبيا ﻻن المحدود ﻻيمكن ان يحد المطلق قال مولانا الامام الحسين (صلوات الله عليه) (ان لنا حالات مع الله ﻻ يبلغها حتى نبي أو ملك مقرب) . ان الموت هو ليس نهاية الانسان وانما هو حالة انتقال من عالم الى اخر فالقتل هو الحياة بالنسبة للعاشق وهو الحرية وتحرير الروح من سجن وظلمة الجسد الى افاق العشق الالهي فالموت هو الحرية لذلك عندما ضرب ابن منجم المرادي (لعنة الله عليه) رأس الامام بالسيف لم يصرخ الامام من الالم وهي ردة فعل طبيعية حسب فسيلوجيا علم الانسان وانما قال (فزت ورب الكعبة) ﻻنه كان ذائبا وفانيا في عشق الله فلم يشعر بالألم والفوز هنا ليس كما يتوهمه الكثير من اصحاب العقول المحدودة والضيقة الافق ﻻنها الجنة المادية المتعارف عليها عند العوام وانما قصد الامام هنا بالفوز هو القرب من الله وتحرير اللاهوت من الناسوت. ماذا اقول فيك يا سيدي وجدي ومولاي واين هي الكلمات التي تستطيع ان تصفك وتعطيك حقك وقدرك اقول ايها العظيم فالعظمة تنحني امامك صاغرة ذليلة اقول فيك ايها الكبير والكبرياء يجثوا تحت قدميك ذليلا صغيرا خجولا ان كل كلمات المدح والثناء تنحني في محرابك يا علي ذليلة وخجولة اين اعدائك يا علي انهم ملعونيين في الدنيا والاخرة ولعنهم التاريخ وبصق على وجوههم حتى الأرض بنذتهم ولم تبقي لهم ذكرى وانت يا علي صرحك اصبح يﻻمس السماء والشمس ﻻ تشرق الا حبا وكرامة لعشقك يا علي فكل كلمة ﻻ تستوعبك الا كلمة علي فأنت العلي في الدنيا والعلي في الاخرة. قال تعالى (وتلك الدار الاخرة نجعلها للذين ﻻ يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) صدق الله العلي العظيم 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=83991
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19