• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من يردم الفجوات... ومن يوسعها ...؟ .
                          • الكاتب : د . ماجد اسد .

من يردم الفجوات... ومن يوسعها ...؟

   كي تبقى الفجوات غير قابلة للردم، بين الأفراد، الجماعات، وصولا ً إلى سكان المدن، والدول، بل والقارات، ظهرت دعوات تدعمها قوى مؤثرة، للحديث عن عوالم: ما قبل بدائية، وبدائية، زراعية وما بعد زراعية، صناعية وأخرى أكثر تطورا ً، كما ظهرت الحداثة لتعقبها تيارات ما بعدها...، وغيرها من الابتكارات، ظهرت، ضمن هذا الرصد، مفاهيم مثل: العالم الفقير، دول العالم الثالث، النامي، إزاء مفاهيم الدول عابرة القارات، وأفكار عن بناء دولة الرفاه، وتحقيق الفردوس فوق الأرض ...الخ
       وهي مظاهر لها علاماتها، بالاستناد إلى الحقائق اليومية، وما تنتجه من (فجوات) بينها. فبعد ان وضعت الحرب (الباردة) أوزارها، وبتحول (الاتحاد السوفيتي) من دولة اشتراكية، لها شعاراتها، إلى لاعب في المنظومة الدولية لعصر العولمة....، لم تعد ثمة أفكار عن ذوبان المسافات بين الدول الأكثر تقدما ً، والدول الأكثر فقرا ً، وتخلفا ً.
   فالأولى تمتلك إرادتها كلاعب حاسم، في مواجهة الدول المعزولة، بينما يواجه العالم الثالث المزيد من الصعوبات في الخروج من (التبعية) ومن (الديون) ومن (الفقر) رغم انه يتمتع بالموارد والطاقات البشرية ...الخ
        وما شهدته العديد من البلدان، من (فوضى) وعدوان (خارجي)، وفتن داخلية، وما يحدث في الكثير من الدول الأخرى، كاليونان، ايطاليا، أو حتى فرنسا ...الخ، من أزمات اقتصادية، تتوسع المسافات بين القوى المتقدمة، والدول (النامية) التي تواجه، دورا ً، أو بحسب الأزمات الدولية، صعوبات لا تحصى..
    فمن يردم هذه الفجوات...، عندما ازداد محن البلدان المقسمة، المجزأة،  وهي تواجه المزيد منها، إزاء عالم آخر لا يفكر إلا بتطوره، وتقدمه، وزيادة موارده، وثرواته ...؟
      من يردم هذه الفجوات، وبلدان العالم الثالث، مازالت منشغلة بما كانت أوربا، في عصر محاكم التفتيش، وفي عصورها المظلمة، قد غرقت فيه حد التخمة...؟
      من ـ سوى الملايين ـ ذاتها تتحمل مسؤولية ذلك، كي تخرج من فوضاها، أو تبقى تائهة في المواجهات، والصدامات، والفتن، والتخبط، كي تحافظ على حياتها، لا أكثر  ولا اقل، وليس ان تتقدم حتى خطوة واحدة إلى الأمام...؟!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=84116
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28