• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : جمال عبد الناصر الومضة العروبية الوهاجة!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

جمال عبد الناصر الومضة العروبية الوهاجة!!

في 28\9\1970 (توفى) جمال عبد الناصر , الإنسان الذي أوقد مشاعل العروبة والحرية والإرادة العربية العزومة المتحدية , الساعية لإطلاق الطاقات والقدرات وتأكيد الحرية والكرامة والنضال من أجل مستقبل أفضل وتفاعل عربي أكمل.
(توفى) وهو يحاول أن يوقف تدفق الدم العربي – العربي في الأردن , بعد أن وقع الفلسطينيون والأردنيون في فخّ إقتتال شديد.
جمال القائد الذي أدرك أهمية وقيمة الدور العربي القيادي لمصر , وسعى لتأمين الوحدة الوطنية العربية , لأنه كان يعرف تماما أنها المستهدفة , وأنها التي يُراد لها أن تتفتت لكي يتمزق العرب ويُعتقلون في صراعات داخلية , وقد أكدت رؤيته أحداث الأردن آنذاك.
وبعد جمال تمكنت القوى المضادة للعرب أن تعزل مصر عنهم وعلى مدى أكثر من أربعين عاما , أودت بالتقارب العربي العربي , وفتكت بالوحدة الوطنية في جميع الدول العربية , وما أن حاولت مصر بقيادتها الحالية العودة للدور العربي وإمتلاك زمام القيادة , حتى إندلقت بوجهها آفات العدوان والهجوم الشرس المبرمج الذي يُستخدم فيه أبناء البلد للنيل من بلدهم.
وتبدو مرحلة العرب في عصر جمال ذات نفحات وحدوية وإرادة عروبية ومشاعر ذات قيمة حضارية وإنسانية , فالعربي كان يعتز بهويته وينتمي لعروبته , ويجسد سلوكه العربي في تفاعلاته مع الآخرين , وكان جمال الرمز العربي المشعشع  , والممثل البهي الطلعة للعرب في أنحاء العالم , وكان لدوره القيادي وهيبته الأثر الكبير في جمع القادة العرب على كلمة واحدة , وأخذهم إلى مسارات ذات قيمة ودور في صناعة الحياة الأفضل.
وبرغم النكسات التي حصلت منذ إنفصال الوحدة السورية المصرية (22\2\1958 – 28\9\1961) , ونكسة حزيران (5\6\1967) , التي تحمل مسؤوليتها وقرر الإستقالة , لكنه عاد في (9\6\1967) , وبدأ بوضع الخريطة العربية الجديدة بآليات تفاعلية أخرى , مستنبطة من التجارب التي مرّت , لكنه وفي خضم هذا المشروع الحضاري الجديد (توفى) جمال , فجاء من بعده مَن سعى لعزل مصر عن محيطها العربي , وتخندقها في حالة من السكون والركود , تسببت في تآكل المشاريع والبنى التحتية التي أرستها الثورة المصرية (23\7\1952).
وتجد العرب اليوم يحنون إلى بعض المعاني العربية التي أطلقها جمال , وإلى قليل من القيمة والعزة التي كان يتمتع بها العرب في عصر جمال , فالحنين إلى جمال تأكيد على أن الأمة تريد جوهرها , وتأنف مما هي عليه من الهوان.
لكن العرب اليوم في محنة تشظي الأوطان , وغياب العروبة وإنتفاء معانيها وقيمها وأخلاقها , وعجزهم  عن التفاعل الإيجابي فيما بينهم , لإرساء دعائم أبسط قواعد عمل عربي مشترك , بل أن العرب صاروا ضد العرب.
فتحية لجمال الذي أراد أن يُحي العرب , لكنهم عادوا إلى لحودهم وتدثروا بتراب الأجداث والغابرات , وهم يتلاطمون ويتظلمون , وهم الظلمة والمظلومون , وبإختيارهم أجمعين , ويلقون باللائمة على الآخرين!!
وعاشت مصر نبراس العروبة وعمود العرب الأرسخ , والأمل في أن تعود لدورها القيادي لأمة فقدت أباها , وتعثرت في خطاها , فالأمة يتيمة من غير مصر القائدة الرائدة المنيرة الساطعة!!
د-صادق السامرائي
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=84303
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 10 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29