• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شخصيات قلقة في التاريخ .دراسة حول (الشمر بن ذي الجوشن). مهندس قطع الرؤوس بعد معاوية .
                          • الكاتب : مصطفى الهادي .

شخصيات قلقة في التاريخ .دراسة حول (الشمر بن ذي الجوشن). مهندس قطع الرؤوس بعد معاوية

ما أكثر الشخصيات القلقة في التاريخ التي تركت ندوبا عميقة لا تُمحى في ذاكرة الأمم ، وخلّفت آلاما أسست لحزنٍ دائم في وجدان الشعوب. صاحبنا اليوم هو الشخصية المضطربة الغامضة (شمر بن ذي الجوشن؟!!) مهندس قطع الرؤوس بعد معاوية.وهو الذي فضّ نزاع القوم عندما تنازعوا على حمل رؤوس شهداء كربلاء وبقيت قبيلة بلا رأس تحملهُ ، فقال الشمر أنا رأيت الحسين يدفن طفله المذبوح فذهب واخرج جسد عبد الله الرضيع وقطع رأسه واعطاه للقبيلة وحسم النزاع. 

لعلنا نستفيد من الرواية التالية في تكوين صورة لهذه الشخصية الهالكة المخيفة شمر بن ذي الجوشن. 

سأل رجل في الحج عبد الله بن عمر بن الخطاب عن دم بعوضة قتلها وهو محرم ؟ أهو حرام ؟ 

فسأله عبد الله من اي البلدان هو فقال من العراق . 

فصاح عبد الله بن عمر بن الخطاب :أنظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوضة، وقد قتلوا إبن رسول الله (صلّى الله عليه وآله)! وسمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: (إنهما رَيحانتّي من الدنيا) يعني الحسن والحسين (عليهما السلام).إذن معاوية قطع ريحانة من رياحين رسول الله (ص) الحسن بن علي. والشمر اجهز على الريحانة الأخرى الحسين وبأمر يزيد بن معاوية.ثم يصبح معاوية كاتب الوحي وخال المؤمنين ، والشمر بن ذي الجوشن من التابعين الذين ادخلوا اسمه بالصلاة والترضي. أمة لا زالت تعيش في المقابر وتتغذى على الجثث المتعفنة. 

فمن هو الشمر؟ هو ابن الجوشن بن الاعور بن الضباب بن كلاب!؟

كان يُذكر بالالقاب ، بن ذو الجوشن ومن هو ذو الجوشن ؟ اختلف الناس فيه . وابن الاعور من هو الاعور اختلف الناس فيه ايضا . ابن الضباب ويُقال له الضبابي.

يعني يصبح عندنا نسب هذا الرجل كالتالي : 

الإسم : شمر . 

الاب : ابن ذو الجوش!

الجد : ابن الأعور !

جد الجد : ابن الضباب ! 

العشيرة : ابن كلاب !

نسب شيلة راس . 

ولكن لماذا هذا الغموض في نسب الرجل ، لعل الرواية التالية تسلط الضوء أيضا على بعض جوانب هذا الغموض ورد في المثالب : (ان امرأة ذي الجوشن أم الشمر خرجت من جبانة السبيع إلى جبانة كنده فعطشت في الطريق ولاقت راعيا يرعى المعزى فطلبت منه الماء فابى ان يعطيها الا بالاصابة منها فمكنته فواقعها الراعي فحملت بشمر. فأصبح هذا الفعل سُبتة عليه حيث ناداه الحسين عليه السلام يوم عاشوراء : (يا ابن راعية المعزى) كناية عن هذا الفعل. (1)

كانت سيرته غامضة وذكره سيء وكان الناس يعرفونه بأقبح الاسماء حيث كان يُعرف بأنه (( ابن البوال على عقبيه )) كما في رواية زهير بن القين التالية . 

عندما خاطب زهير اهل الكوفة ووعضهم ناداه الشمر : لقد اضجرتنا بخطابك يا ابن القين . فقال له زهير : يا ابن البوال على عقبيه ما إياك اخاطب انما أنت بهيمة والله ما اظنك تحكم من كتاب الله آيتين فابشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم .

فاالشمر لم يكن يحسن من كتاب الله آيتين ؟؟!! لابل انه لم يكن يحضر الصلاة كما يروي ابي إسحاق السبيعي في لسان الميزان لابن حجر ج4 ص259 حيث يقول: ((كان شمر بن ذي الجوشن الضبابي لا يكاد أولاً يحضر الصلاة معنا)).

وفي قول علي عليه السلام دلالة لا تخفى على كل عاقل عندما يقول عليه السلام : لا نقبل قول أعرابي بوال على عقبيه؟

أو قول عمر بن الخطاب : يا كليب لن احاسبك فلا معنى لحساب أعرابي رجل بوال على عقبيه

فكانت هذه الكلمة سُبة لكل من تقال له ملازمة له يُعيرونه بها للدلالة على ضعة اصل الرجل 

والشمر بن ذي الجوشن ليس كما يُشاع عنه من شجاعة كاذبة بل كان الرجل في جُبن فاضح وخسة ونذالة تدفعهُ للجرأة على الشرفاء في حالة ضعفهم وليس في حال قوتهم . ولذلك لم يجرأ على الاقتراب من الحسين عليه السلام وهو حي وإنما انتظر الحسين إلى أن سقط على الأرض فجثا على صدره والحسين لا حول له ولا قوة له نتيجة نزف الدماء قد اثخنته كثرة الجراحات.

فعندما كان شمر بن ذي الجوشن يحرض الجيش على قتل الحسين فمر بأبي الجنوب وهو شاك في السلاح فقال له : أقدم على الحسين وقاتله قال : وما يمنعك أن تقدم عليه أنت يا شمر ؟ فقال شمر له : ألي تقول ذا ؟ قال : وأنت لي تقول ذا ؟ فاستبا فقال له أبو الجنوب : وكان شجاعا : والله لهممت أن أخضخض السنان في عينك قال : فانصرف الشمر عنه وقال : والله لان قدرت على أن أضرك لأضرنك . يعني يذهب إلى عبيد الله بن زياد أو يزيد ويُنافق على أبي الجنوب وهؤلاء لا يتورعون عن قتل اي شخص تثلهم عنه وشايه ،وهذا هو فعل الجبناء الذين يتحاشون لقاء الابطال وجها لوجه. 

والشمر كلمة اصلها : شامير ، أو سامر ، تُقلب فتصبح شمر وهي من أسماء اليهود ولربما يُشير ذلك إلى اصل الشمر اليهودي لأن الخطاب أيضا موجه له تحت إسم : يا ابن اليهودية . وكان إسم الشمر من أسماء اليهود المعروفة والمؤرخون يعرفون ذلك فلا يفوتهم الاشارة إلى ذلك:

وقد ذكر ذلك في بعض الروايات كما في الرواية التالية : 

فانطلق علي عليه السّلام إلى رجل من اليهود يقال له جار بن الشمر اليهودي. فقال له علي عليه السّلام: أسلفني ثلاثة أصوع من شعير وأعطني جزةً من الصوف تغزلها لك بنت محمد.

وحتى من كتب في هذا العصر يعرف ذلك ، كما قال أحد الكتاب : 

فإن شمر العصر هو (موشي ديان)، وإن الشمر الذي كان قبل 1300 عام مات وأتخم موتاً، فتعرفوا الى شمر هذا العصر.

ولربما نعرف هدف من يسأل عن كفر الشمر فإنه في النهاية يُريد ان يقول بأن الشمر كان من شيعة علي كما يُشاع عنه هنا وهناك . 

واقول له بأن ذلك بعيد كل البعد عن الحقيقة لأن أهل البيت لم يعرفوا امثال هذه النماذج ، وحتى لو عرفوها فهذا ليس من العجائب وخصوصا وان الرسول علّم بعض اصحابه اسماء المنافقين في المدينة وكانوا من أصحابه . ولكن العجب أن يبقى ذلك الحقد الأزرق يملأ قلوب هؤلاء ولم تؤثر فيهم شخصية الحسين (ع) وتفعل فعلها في قلوبهم كما فعل تأثير الحسين مع غيرهم أمثال زهير بن القين لا بل حتى في غير المسلمين والعبيد امثال جون ووهب النصراني.(2) 

فمثلا كان زهير بن القين وهو من افضل اصحاب الحسين عليه السلام كان عثمانيا يبغض الامام الحسين عليه السلام . 

كـان زهـيـر رجلاً شريفاً في قومه ، نازلاً فيهم بالكوفة ، شجاعاً، له في المغازي مواقف مشهورة ومـواطـن مـشـهـودة . وكـان اولاً عـثـمانيّاً، فحجّ سنة ستين في اهله . ثمّ عاد فوافق الحسين (ع) في الطريق .

روى ابـو مخنف عن بعض الفزاريين قال : كنّا مع زهير بن القين حين اقبلنا من مكّة نساير الحسين (ع) فـلم يـكـن شـي ء ابـغـض إ ليـنـا مـن ان نـسـايـره فـي مـنـزل ، فـإ ذا سـار الحـسـيـن (ع) تـخـلّف زهـيـر، وإ ذا نـزل الحـسـيـن تـقـدّم زهـيـر،، فهداه اللّه ، وانتقل زهير علويا وقاتل بين يدي الحسين حتى قُتل رضي الله عنه . 

فإذا انقلب زهير بن القيم من مبغض إلى محب لآل البيت عليهم السلام ، فليس من العجب ان ينقلب من كان مع علي إلى بغضه وبعض أولاده طمعا في حطام الدنيا.

فالشمر بن ذي الجوشن كان بعيداً عن أهل البيت عليهم السلام ولم تكن له مخالطة معهم والغريب أننا لا نعرف المدرسة التي درس فيها الشمر بحيث زقته هذا الحقد العجيب على آل البيت عليهم السلام . فهذا الرجل لم يجرأ أن يواجه الرجال في ساحة المعركة بل كان جل شجاعته أنه يقتل الأطفال ويرمي سهامه من بعيد ويقوم بتحريض الناس ودفعهم للقتال من دون أن يُباشر القتال.فمن يكون هذا حاله من الجبن البغض كيف يكون من شيعة علي أو من أتباع آل البيت عليهم السلام.

فالتاريخ لم يذكر لنا أن الشمر كان له أي اختلاط بآل البيت عليهم السلام إلا التاريخ الذي اختطته الأيدي الاموية التي الصقت بآل البيت كل منحرف لأهداف معروفة. ولعله يكفي دليلا على عدم معرفة الحسين (ع) للشمر أن الحسين (ع) عندما قال الشمر أبشر يا حسين بالنار ، سأله من أنت ـــ لربما ايضا تصغيرا لشأنه ـــ فقال أنا شمر فلم يعرفه الحسين بينما نرى الحسين يخاطب من يعرفهم في الجيش الأموي مثل يا حجار ويا شبث ويا أنس وغيرهم ..وهذا دليل على عدم معرفته المسبقة به.فكيف يكون من اصحاب الامام علي عليه السلام .(3)

الشمر بن ذي الجوشن الضبابي ـ لعنه الله ـ كان يعلم حال الحسين (ع) من ابوه ومن امه ومن جده ولكن حطام الدنيا اعمى عينيه، لانه حينما رجع الى يزيد ( لعنه الله) وهو حاملاً رأس الحسين (ع) طلب الجائزة وقال مفتخراً : 

إملأ ركابي فضة أو ذهبـاً * قتلت خـير الـناس أما وأباً 

أنـي قـتلت الـسيد المهذبا * وخيـرهم جداً وأعلا نـسباً 

طغته بـالرمح حـتى انقـلبا * ضربته بالسيف ضرباً عجباً (4)

فمن يعترف بأنه قتل خير الناس أما وأبا وخيرهم جدا وأعلا نسبا ، طمعا في حطام الدنيا يدلنا على أن الجهة التي وقف في جانبها الشمر لا علاقة لها بالاسلام الذي جاء به جد الحسين (ع) بل أنهم على الإسلام الأموي الذي اختطه الخلفاء الثلاث وطبّقه معاوية ابن ابي سفيان دين السفياني الذي انطوى قلبه على الكره والبغض لمحمد وآل بيته عليهم السلام وحتى يوم القيامة فإن الاسلام الاموي السفياني سوف يتصدى لحركة الامام المهدي (عج) وهو نفس الاسلام الذي رأيناه ونراه يجري على ايدي هذه الشراذم الارهابية في القاعدة والنصرة وداعش وغيرها من حركات هدامة. 

مما تقدم نفهم أن الرجل نكرة من نكرات التاريخ عاش على حواشيها وتقلب في غياهبها وأن هناك حركة مُريبة في ابهام نسب الشمر وارباك انتماءه العشائري لعلنا نختصرها في الاسباب التالية . 

السبب الأول : إما أن يكون الشمر فعلا من النكرات الجبناء وقد أتضح ذلك من أفعاله وأقواله كما مر بك ولذلك اغفل المؤرخون نسبه مع انهم ذكروا بانه كان تابعيا، ولا ادري إذا كان كذلك كيف عزب عنهم نسب الرجل او اسمه. 

الثاني : أن من يُقدسون الصحابة والتابعين والذين يترضون عليهم في الصلاة هم من ابهم نسبه تطهيرا للتابعين من افعل الشمر بقتله لحفيد رسول الله (ص). 

الثالث : مسألة إبهام نسب الشمر ووضع علامات عليه من ناحية اسم الأب والعشيرة وغيرها ، إنما حدث من قبل أهله وعشيرته - إن كان له عشيرة- أو ممن يقربون له، دفعا لذلك العار الذي سوف يصاحبهم أبد الدهر فيما لو كان اسم الشمر واسم أبيه وعشيرته وقومه معلوما . ويمكننا معرفة صحة ذلك إذا علمنا أن المجتمع المحيط بالشمر لا يرحم من يرتكب خطأ حيث سيكون ذلك سبة عليه مدى الدهر ومن هنا رأينا أن المجتمع يعيره بأنه (ابن البوال على عقبيه) ، أو كما نرى في حالة معاوية ابن أبي سفيان الذي يُعيره الناس بأنه (أبن هند آكلة الأكباد) التي شقت بطن حمزة عم النبي سيد الشهداء وأكلت كبده فكانت سبة عليها وعلى عقبها من بعدها أبد الدهر. أو يطلقون على آخر بأنه ابن الزرقاء او ابن النابغة أو ابن حنتمة أو (ابن مقطّعت البظور) (5) لأن أمه كانت تمارس ختان النساء فلصقت تلك النعوت بهم وأصبح ذلك تاريخا يُعرف به الكثير من الرجال . فمن كل ذلك لربما نعرف أن الإبهام الحاصل في نسب هذا المجرم شمر بن ذي الجوشن هو خوفا من أن ترمى عشيرته بأنهم (قتلة أولاد الأنبياء) ويصبح ذلك سبة عليهم على طول الزمان.

اعتراف الشمر بأنه قتل خير الناس أما وأبا وخيرهم جدا وأعلا نسبا ، طمعا في حطام الدنيا دراهم معدودة يملأ بها يزيد ركابه يدلنا على حقيقة هذا الوضيع وينفي عنه مسألة معرفة اهل البيت له او أنه كان من شيعتهم. ولكن مع اعتراف الشمر بقتل الامام الحسين ووصفه بانه خير الناس اما وابا إلا أننا نرى من عجائب الدهر ان بعض علماء علم الرجال عند اهل السنة والجماعة يوثقونه ويُدخلونه ضمن من يُصلى عليهم. امثال يحيى بن معين. 

ولعله من مآس الدهر ايضا أن يُعتبر الشمر بن ذي الجوشن من (خير الناس) وذلك حسب الحديث الذي يرويه اهل السنة من أن النبي قال : (خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ). (6) مع علمهم بأن هذه القرون الثلاث هي قرون الجريمة والغدر والحروب التي اضرّت بالاسلام . يعني الصحابة والتابعين وأتباعهم هم خير القرون او خير الناس مع ما اشتهر عنهم من تقاتل وسفك الدماء ونقض لعرى الإسلام . 

وعلى ضوء هذا الحديث قال الصفدي في كتابه الوافي بالوفيات في ترجمة شمر: (كانت لأبيه صحبة وهو تابعي). (7) أي ان شمرا كان من التابعين فيكون وفق الحديث الاول ان شمرا من (خير الناس). لانه من التابعين وبناء على ذلك أيضا فهو يدخل ضمن الصلاة عليه كما يُصلى على النبي وآله وصحابته حيث يقولون في الصلوات على النبي : اللهم صل على النبي محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين. مع ان كتبهم تروي كما عن ابن حجر في لسان الميزان في كلامه عن شمر: (أحد قتلة الحسين رضي الله عنه).(8)

فهل يكون من خيار الناس من اعترف انه قتل خير الناس ؟ 

قال تعالى في كتابه العزيز : (( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤهُ جنهمُ خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنهُ وأعد له عذابا عظيما)). (9)

المصادر . 

1- ج4 ص492. عن الشيخ عباس القمي في نفس الصفحة عن كتاب مثالب العرب لابن الكلبي وعلى طريقة الامويين في تزوير الحقائق فقد اختلقوا روايات مفادها ان الشمر هو اخ لإم البنين وهذه طريقة من قبل الخط الأموي لوضع نسب للشمر لأنه اسدى خدمات جليلة لهم في واقعة كربلاء ولذلك قيل بأن الشمر من اقرباء العباس وهو من قبيلة بني كلاب . وبما أن زوجة الامام علي عليه السلام ام البنين كلابية ايضا ، فهذا يعني عند العرب بأن الشمر والعباس بينهم خوله ، ولذلك حسب رواياتهم فإن الشمر نادى العباس قال : (اين ابناء اختنا) . وهذا طبعا غير صحيح وغير ثابت تاريخيا .

2- وهب ابن عبد الله الكلبي نصراني اسلم على يد الحسين عليه السلام وهو أحد شهداء كربلاء قتل في يوم عاشوراءهو وزوجته وامه. 

3- ذكر أرباب المقاتل المحاورة المشهورة بين الشمر وبين الحسين عليه السلام وهي كالتالي : 

(فقال له الحسين (ع) ويلك اكشف لي عن وجهك وبطنك فكشف له فإذا هو أبقع أبرص له صورة تشبه الكلاب والخنازير، فقال (ع) صدق جدي فيما قال. فقال الشمر وما قال جدك؟ قال (ع) كان يقول لأبي: يا علي يقتل ولدك هذا رجل أبقع أبرص أشبه الخلق بالكلاب والخنازير، فغضب الشمر لعنه الله من ذلك وقال: تشبهني بالكلاب والخنازير فو الله لأذبحنَّك من قفاك).

فلو كان الحسين عليه السلام يعرف الشمر وأنه من أخوال العباس من جهة الأم أو أنه كان يقاتل في جيش الإمام علي عليه السلام لما قال له اكشف عن لثامك ، بل عرفه من مجرد ذكر اسمه ، وهل يخفى نسب هذا الرجل على الحسين العارف بالانساب والاصحاب . ولكن الشمر كان نكرة من النكرات الجبناء الذين يجرأون على الأسياد والشرفاء فالشمر في جُبن فاضح وخسة ونذالة تدفعهُ للجرأة على الشرفاء في حالة ضعفهم وليس في حال قوتهم، وما نسب له من شجاعة خارقة ليس لها إي اساس من الصحة ، وإلا لماذا لم يرد ذكره بين الشجعان في معركة صفين أو معارك الإمام علي عليه السلام التي خاضها ؟ 

4- يُنسب هذا الشعر إلى اثنين خولي بن يزيد وشمر بن ذي الجوشن كما في الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ٢ - الصفحة ٨٢٩ وكذلك : ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج 2 : 424 .

5- السيرة النبوية لابن هشام قال : (وقاتل حمزة بن عبد المطلب حتى مر به سباع بن عبد العزى الغبشاني ، وكان يكنى بأبي نيار ، فقال له حمزة : هلم إلي يا ابن مقطعة البظور - وكانت أمه ختّانة بمكة - فلما التقيا ضربه حمزة فقتله) .

6- البخاري رقم الحديث (2652) ، ومسلم في صحيحه رقم الحديث (2533).

7- لسان الميزان لابن حجر ج16 ص 105.

8- نفس المصدر السابق ج4 ص259 .

9- سورة النساء آية : 93.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=84569
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 10 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28