ليس من شك وغير قابل للنقاش ما تحمله الثورة الحسينية الخالدة من معاني اخلاقية وانسانية كبيرة ومن مفاهيم ومبادئ ترسخت في الصغير قبل الكبير حتى انتجت عقيدة حسينية ثابتة لكل العالم شملت غير المسلمين وجميع الطوائف "ماعدا المبغضين"
وعلى اتساع رقعة الحب الحسيني تعددت طرق التعبير وأقامة الشعائر وكل في الحب باذل ماله ونفسه وكل ما يملك فنرى العالم اجمع بكل مسمياته واختلافه يتوجه لأقامة تلك الشعائر وخاصة في الايام العشرة الاولى لشهر محرم الحرام , وعطفا على "العشرة الاولى " لابد من الوقوف عند تلك الفترة القليلة من حيث عدد الايام , والكبيرة الكثيرة الطويلة بما تحمل وما يمر خلالها من اداء للشعائر وما يجب علينا ان نلتزم به جميعا من القواعد الصحيحة والحقة لاعطائها مكانتها الصحيحة ولكي لا تنحى منحى عكسي يستغله المغرضون للطعن بالاسلام وبالثورة الحسينية والمذهب الشيعي .
صحيح لكل منا او لكل جماعة مرجع معين الا ان جميع المراجع تتفق على اعطاء الشعائر الحسينية حقها وعدم تشويهها وعدم فسح المجال للاقاويل والتأويل , اما ما يخص بعض الشعائر فبالتأكيد هي تتبع العقيدة والرؤيا الشرعية من قبل المرجع لكنها لا تنفي عقيدة وفتوى مرجع اخر ,,بمعنى اصح ان اختلاف المراجع واختلاف الرؤية لعدد من الامور لا يفسد ود قضية الحسين التربوية والاخلاقية بالدرجة الاولى
لم يصل ايا منا لدرجة الكمال الديني والاخلاقي من حيث العبادات والمعاملات بحيث تبقى قضية الحسين ليكون رافضا او مؤيدا لشعيرة معينة بحجة ان مرجعي قال,, فالاحرى بنا ان نتبع المراجع في الكثير من الامور اليومية والحياتية التي ترضي الله ورسوله واهل بيته عليهم الصلاة والسلام
في كل عام وخلال ايام العيد ومع تبادل التهاني نرى ان الكثير من القلوب تتصافى وتتناسى الضغائن في عيد الله , والحسين هو ريحانة رسول الله حبيب الله فلنستغل ايام العزاء ونضفي عليها نكهة ايجابية من خلال نبذ الخلافات والمشاكل والتناحرات وفتح صفحة جديدة رأس سطرها حب الحسين ,,,انسانية الحسين ,,اخلاق الحسين , لكي نثبت للعالم اجمع ان ما ضحى الحسين من اجله ليس باقي فقط بل متنامي وبشكل ايجابي وكبير |