• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : النائب عبدالله الجاسم .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

النائب عبدالله الجاسم

يستمع أبو غازي الى إذاعة البي بي سي, ويجلس في المقهى الإشتراكي في منطقة الحسينية شرق بغداد, ويناقش لاعبي الدومينو وهو يحتسي الشاي, ويظهر عارفا في أمور  السياسة ..
 لم يكن عبد الله الجاسم كارها لنظام صدام حسين ,ولم يكن يظهر عداءا له, لكنه كان يشير صراحة الى ضرورة بقائه لأسباب مرتبطة بالإستقرار.. المرة الوحيدة التي صلى فيها لربه تسببت بكارثة أو هكذا أراد هو أن يصور الأمر. فقد كان يسكن على ضفاف نهر ديالى, حين جاءه ضيوف وذبح لهم ديكا ,ثم أقنعوه أن يصلي .وحين إنتهى من الصلاة جاءت ريح عاتيه إقتلعت سقف منزله الريفي المتواضع ...
كان عبد الله الجاسم حازما يهابه أبناؤه, ويحترمه الناس كثيرا ,وكان لا يثير حفيظة أحد ,لكنه كان لا يختلط على الدوام, وحين كنت صغيرا عمل حفلا كبيرا لتزويج إبنه البكر لكن مشادة عنيفة حصلت بينه وأحد أقاربه الذي جاء بعدد من الراقصات (الكاوليه) ليرقصن ويغنين وكنت أحسب إن الرجل لا يرضى بهذه المسخرة لكني عرفت فيما بعد إن إعتراضه لم يكن على جلب الراقصات .الرجل كان معترضا على وجود بعض منهن غير جميلات ..
بعد سقوط النظام السابق لم ينقطع أبو غازي عن تعليقاته الساخرة, أو الحادة في أحيان ,وكان كثيرا ما يشير الى سوء الإدارة والفساد ...
آخر مرة رأيته فيها كان يسير متكئا على عصاه, يسنده أحد أبنائه وقد تغير حاله وبدا منعزلا وغير راغب في الحياة بعد وفاة زوجته الطيبة ..
ما تزال صورته ماثلة (دشداشة بيضاء على جسد باسق في أعلاه غترة  بيضاء وعقال أسود كالمعتاد) . إكتشفت أمس إن عبد الله الجاسم في البرلمان, وكيف ؟..رجل بذات الهيئة يقف في مواجهة كاميرات ,ويتحدث عن الوطن والمصالحة ..بعد برهة عرفت إن المتحدث هو رئيس البرلمان الذي كان أشار الى إمكانية قيام كيان مستقل في غرب العراق ..
لا أدري لماذا كتبت. لكني كتبت, وهي رغبة غير واضحة .ولماذا غير واضحة؟ أيضا لا أدري .. لكن الرئيس كان يتحدث لشيوخ عشائر, وكان يشبه عبد الله الجاسم, وكنت أنظر إليه فتحركت روح الكاتب في داخلي وهكذا إنتهيت الى الكتابة ..
hadeejalu@yahoo.com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8459
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18