• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ملحمة كربلاء ومهرجان عرس الواوية .
                          • الكاتب : جمعة عبد الله .

ملحمة كربلاء ومهرجان عرس الواوية

ثورة الحسين شعلة وهاجة تتجدد بخلودها الدائم  , في التراث الانساني الحر , شعلة تنير طريق الحق والعدل ,  وتزيح ظلام الطغاة والفاسدين , ثورة من اجل الانعتاق من العبودية , نحو الحياة الحرة , تكسر اصفاد الظلم والاضطهاد . صلبة كالفولاذ بالدفاع عن عقيدة الحق ومبادئ العدل والمساواة , وفتح الطريق الى الاصلاح والبناء , وانهزام شرور الظلام والفساد  , في اقامة الحكم العادل , الذي يحقق الحياة الكريمة , انها نيران حارقة لعروش الطغاة والفاسدين . انها بحق ثورة المحرومين والمظلومين . وقد دخلت التاريخ الانساني من ابوابه العريضة في مفخرتها العظيمة  , لذلك انها ملك لكل الشعوب ,  التي تتطلع الى الحياة الحرة الكريمة . انها ملحمة التغيير والاصلاح , وترفض حياة الذل والمهانة , ترفض المساومة مع الطغاة والفاسدين , انها تؤمن بعدالة المجتمع والانسان الحر , المكافح من اجل تحقيق العدل ,  وتؤمن محاربة الفساد والفاسدين بلا هوادة  , ترفض سلطة الحرامية والسراق , ترفض نهب المال العام والفساد والرشوة , ان عقيدتها تدعو الى المحافظة على الامانة والمسؤولية والواجب بضمير حي , وان مبادئها الجليلة ,  تكون سيفاً بتاراً لكل سارق وحرامي , يستولي على خيرات وثروات الشعب , لاطماعة الشخصية ,  بالجشع الاناني المجنون , لكي يحرم الشعب من منافعها ونعمها وبركاتها . والعراق الجريح والمذبوح , الذي تكالبت عليه ثعابين  الحرامية واللصوص , ونهبوا خيراته , وحولوا من غنى  العراق الى بلد فقير مسلوب , والمواطن يصارع الحياة بمشقة وتعب , من اجل توفير الخبز المر . لذلك يحاول الفاسدين بكل نفاقهم ونهجهم الشيطاني  ,  تشويه معالم الحقيقية  للثورة الحسينية العظيمة , تحويل ملحمة التاريخية في  استشهاد الامام الجليل , الى مراسيم تهريجية ,  تخلو من القيم والمبادئ الحسين  ,  بتحويلها الملحمة الى مراسيم تختص في  توزيع  ( التمن والقيمة ) وجعلها ملحمة النوح واللطم والتطبير . وبنفاقهم السياسي الكوميدي الهزيل , استغلالها  كفرصة ثمينة ,  لتبيض وجوههم السوداء وعهر السياسي المخادع  , وما اتعس مسرحيات ذرف دموع التماسيح والصراخ المخادع ( ليتنا كنا معكم لنفوزوا فوزاً عظيماً ) وهم اصل البلاء والخراب للعراق المنكوب والجريح والمذبوح , هكذا وبكل بساطة شيطانية , خداع البسطاء والساذجين والمغفلين والبلهاء الجهلة , بأنهم من اتباع الحسين ورافعين رايته عالياً قلباً وقالباً  . كأن الامام الحسين , لم يستشهد ويضحي بحياته من اجل اصلاح امة جده  , لم يستشهد من اجل مبادئ  العدل والحق . كأنها ثورة ضد الفقراء والمحرومين والمظلومين , والفاسدين يتصورون داخل نفوسهم الضعيفة , بأن ارتدى ثوب السواد والحزن , كافية  لمنحهم صكوك البراءة والغفران , شهادات النزاهة والامانة , وهم حجرة عقبة في طريق ,  المبادئ والقيم التي استشهد بها الحسين , انهم حجرة عثرة في تحقيق الاصلاح والبناء , عقبة ومعضلة حقيقية  في تحقيق الحياة الكريمة للمواطن العراقي  . انهم اسسوا واقاموا دولة الفساد والحرامية , دولة الباطل والرشوة والاحتيال والاختلاس . انهم يدنسون معالم ثورة الحسين , يشوهون التراث الحسيني الخالد  , الذي هو مفخرة الانسانية جمعاء . لذلك ما حوجنا اعادة ثورة الحسين الى نصابها العادل , لتكون ثورة ضد الفساد والفاسدين , وتشديد الخناق على بؤر الفساد والفاسدين , انها ملحمة العدل والحق , وليس ملحمة تنتمي الى الفساد والفاسدين , وبتحويل مراسيمها الخالدة , الى مهرجان لعرس الواوية 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=84605
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 10 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29