• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : حوافر خيل .... .
                          • الكاتب : هشام حيدر .

حوافر خيل ....

(المكان عبارة عن اسطبل   يحتوي على فتحات  وقوف الجياد  ويقف في وسط المكان  رجل في الخمسين من العمر وهو يحمل مطرقة ويضرب على سنديان حديد يصنع  قطع معدنية لحوافر الخيل )
 
الرجل :رغم موت الجياد وهروب اكثرها لازلت اصنع  لحوافرها تاج  كبرياء  كي تنحني المسافه  لخطواتها وهي تتجه  للحرب ...
كانت سيدة اللحظة تمشي في الارض مرح  وهي تتجه  صوب سهام شقت الريح  لتستقر في صدر تقدمها  وهي تصهل  حتفها
في كل الحروب هناك جياد تعود الا حربنا  ف الجياد  تحتضن المكان  وترفض اخلاءه من تحت جسدها  ف هي تعد  ذلك انتصار حين تلازم الارض انتصار موت بقاء وقوف نزف  يا لجياد الماضي  ورائحتها ويالعيونها التي  تبكي فرسانها 
( ايقاع طبول  وانتشار الدخان في مكان الاسطبل)
اعتقد ان الوقت حان  ل رقصة الحرية  وماهي الا ساعات  وتصاحب النار المكان  رقصة  النشيج  ح ر ب   ..ح ر ب  ...حب من نوع اخر  يتصاعد اشلاء وجثث  وهي تحتضن الفوضى  احتفاء  ب مكان  جرد منا  ف راقصتنا المسافة  وهي تثمل ب كؤوس  اثار من سبقونا  وترسم اثارنا  اشتهاء...
 
( يبكي وهو يتحدث بهمس )
 
منذ رحيلها  وانا اشرب بخب وداعها  واترنح غربه  ذات اليمين ذات اليسار  ك مهرج عجوز  فقد لون وجهه وراح يبحث عن ملامحه بين ضحكات الحاضرين بلا جدوى 
 
(يتهض ويصعد على سنديان الحديد ويهتف)
 
اعلن انني  ملك اللحظة الان  ووساجمع كل جياد المكان واعيدها حتى لو اضطررت ان ارسمها على جدران هذا الاسطبل  ..( يهمس) ان الاوان ان يكون الملك  مهرج عجوز  يرسم لمملكته  بعض الفرح  ويجعل كل الجياد تضحك وهي تصهل  سخرية ربما او بعض فرح مفتعل  
 
(يضع سرج احد الجياد على ظهره  ويمشي على ارجله ويديه )
حين  يخلوا  المكان من   الجياد   انحني  ولو وهما  وانت ترتدي سرج  الشهامه  لتركبك حرب  او بعض هجمه  كر وفر كر وفر  حتى تنتهيك  خطوتك  موت  خالد  موت  بعطر الكرامة  موت  يليق  يليق يليق  ...
 
(ينهض ويرمي السرج من على ظهره ويتجه صوب احدى فتحات وقوف الجياد  ويفتح بابه )
 
كنت هنا  وكنت انت هناك  نصهل افتراض نصهل  حلم نصهل حتى تقطع انفاس  امنياتنا ..وكنا نعلم ان المعدن الذي علق  وسيعلق على اكتاف حوافرنا  محض  خدعه واننا هرمنا  ونحن نرضع  النصر كذبة  ..حتى ان  بعض الجياد  علقت معادن كثيرة على حوافرها  وهي تعلم ان الخطوة ليست بفعل  تحركها باتجاه اختارته وانما باختيار اخر  كان  يرسمها  على فم  التاريخ  وهم  ..وهم كنا وهم  ( يضحك سخريه )  كنا وهم اجل  حتى احلامنا كانت  تحاك لنا  كي نرتديها  ونحن نضحك حد البكاء  ...
 
( صوت الباب وهو يحركه الهواء فيرتطم بالحائط ويحدث ضجيج)
 
لازلت انتظره   ربما ياتي  ليخلصني من وهم  سنديان كذب ومطرقة لوثتها الحروب  ومعادن  لا تساوي ارواح  قايضتها  ..هل ياترى سياتي  ..حين ياتي ساخبره  ان الجياد  ماتت  لا لا ساخبره انها ضجرت وهربت نعم هربت  هربت موت  هربت  وهي ترتدي  سرجها  كفن  ...
(يغني )
كل الجياد  تبكي  تعثرها  وتنزع عن صدر حوافرها  معدن النصر 
خدعة  في حضن مسافة  ضحكت ولا دخل لموتها في لعبة القدر
مكانات  خلعت  عطر تواجدها  حين طعنت  بظهرها  طعنة الغدر
(يمسك بالسوط  ويتحدث وهو يضرب به الهواء)
 
اعترف  انني هزمت  اعترف انني كنت دمية بيد سكير  علمها كيف  تشرب كذبه  حتى طاوعته  وخلعت  رداء براءتها  وراحت ترقص كما يريد  اعترف اعترف اعترف ...
 
( ينحني على الارض وكانه يحدث شخص ما)
 
لا تخف  فحتى اعترافي كذبه  لاني  وحدي منذ سنين وانا وحدي  اصنع معادن لحوافر خيل من خيالي  وحين انتهي  اوزعه على دواليب مكاناتهم  وانا انتظر ان يعودوا كي يرتدوه  في حفلة تاريخ  وهم يرقصون على خارطة  جنوني ف هذا الزمن  لا مكان للجياد  وان وجدت فهي بلا حوافر  ...
 
(يصرخ فجاة بجنون )
 
ياايها الزمن السليب  ارحل  ودع لمسافاتنا  ان تتنفس  ف ما عاد ل اسطبل  ان يكون سكن ل جواد  ف كل الجياد فقدت ذاكرتها  ولم تعد تحسن  الصهيل  وحتى من ولد  منها ولد  مروض لا يحتاج الى سوط او حتى قطعة معدن لحوافره  لئلا يؤذي اظافره الرقيقه  ...
 
احتاج ل جواد يرتمي على ظهره   حيث هذا التبن  ويظل  يداعب  شجاعته  احتاج الى جواد  ينتمي الى هذا الاسطبل  ويشرب من هذا الحوض الراكد  ولا يخاف مرض او موت احتاج الى جواد لا يضجر  ..الى كل الجياد التي تركت  ظهورها دون سرج  حرب وراحت ترتدي  قماش الحلم  عودوا الى مكانات بكت  وقفة الكبرياء  
 
(  يسمع صهيل من الخارج )
 
هاقد اتى  عاد اخيرا عاد  بعد ان شعر ان المكان بحاجة اليه  بحاجة الى جواد يحسن الصهيل  واحتضان سهام الحرب دون خوف  .. عاد كي يبني  هذا الاسطبل  
وربما ينجب مهر  يعلمه  الحب  ورائحة المكان  ويحدثه كل مساء عن الف ليلة وليلة  ويرسم له تاريخ  كان  وخارطة  قضمت ثم عادت التئام  بفضل حوافر  وصهيل   
 
( موسيقى)



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=84988
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 10 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18